اخبار سياسية

إسرائيل اليوم: الأسد يسعى إلى التخلص من إيران

15-11-2021 | 10:33 المصدر: النهار العربي

الرئيس السوري بشار الأسد

A+A-بعدما تمزقت سوريا في حرب أسفرت عن مقتل وجرح مئات الآلاف من الأشخاص  وفرار الملايين من البلد، عاد الرئيس السوري بشار الأسد إلى الحكم، محاولاً فرض سيادته على الدولة، وعلى الجهات التي ساهمت في صموده، ومنها إيران.

وتبدو خطوة الأسد مثيرة للاهتمام، نظراً الى أنه مدين للإيرانيين و”حزب الله”. وفي بداية الحرب، تكبد الأسد هزائم غير قليلة، إلا أن دعم إيران و”حزب الله”، وروسيا في ما بعد، سمح بانقاذه.

ومنذ عام 2012، بدأت إيران و”حزب الله” بالتدخل في الأحداث السورية من خلال تقديم المشورة العسكرية ونقل الوسائل القتالية، والمساعدة الاقتصادية والعسكرية.

ثم وجدت روسيا فرصة للتأثير في المنطقة، وبدأت في تزويد النظام بالعتاد ووسائل القتال والقوات. ففي النتيجة، أنقذ تدخل القوات الخارجية نظام الأسد وأعاد سيطرته على الدولة.

ومنذ عام 2018، يعمل النظام على إعادة فرض سيادته وبناء الجيش السوري. ولم يسترجع كل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته قبل الحرب، إلا أنه يبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك.

واعتاد الإيرانيون على التدخل في سوريا وكأنها بلدهم. وفي السنوات الأخيرة، بدأوا يتمركزون على أراضيها ويقيمون بنية تحتية قد تساعدهم في مواجهة إسرائيل. إلى ذلك، تستخدم إيران الأرضي السورية لنقل وسائل قتالية متطورة إلى “حزب الله” في لبنان.

وفي الفترة الأخيرة، يبدو أن الأسد لم يعد راضياً عن حضور إيران المكثف في بلده، ما برز علناً الأسبوع الماضي في قرار الأسد طرد قائد “فيلق القدس” في سوريا مصطفى جواد غفاري، بسبب “نشاط زائد وتآمر على السيادة السورية”. 

وتشير التطورات الراهنة إلى أن المصالح السورية والروسية تتداخل إلى حد كبير، إلى جانب مصالح إسرائيل، التي تتصاعد وتيرة هجماتها في الآونة الأخيرة، لاستهداف المصالح الإيرانية واحباط عميلات نقل وسائل قتالية متطورة للميليشيات الشيعية في سوريا و”حزب الله” في لبنان.

ومع ذلك، يبدو أن الأسد غير راض عن الوجود الإيراني في سوريا، إلا أن ذلك لا يحول دون التصدي للطائرات الإسرائيلية في سوريا، واطلاق مجموعة صواريخ أرض – جو نحوها.

ومقارنة بالماضي، يبدو أن الردود السورية باتت أسرع، وأن زمن الرد تقلص بنحو 20 في المئة.التنسيق بين إسرائيل وروسيا

قد لا تنسحب إيران من سوريا، وعملياً ستحاول التوصل إلى حلول تكتيكية لتقلص خسارتها، وتصعّب عمل القوات الجوية الاسرائيلية ضدها. وبالتالي، تحاول تقريب ذخائرها من القواعد الروسية، حيث يخشى الجيش الإسرائيلي أن يضرب أهدافاً روسية.

ويبدو أن إسرائيل تلقت ضوءاً أخضر من موسكو، وتقوم الجهتين بتنسيق وثيق. أما الولايات المتحدة، فتحافظ على تواجدها في سوريا، إلا أن تدخلها محدود، وينحصر وجودها في قاعدة “التنف”.

وأفادت تقارير مختلفة أن إسرائيل تهاجم بين الحين والآخر المنطقة التي يتواجد فيها الأميركيون.

وفي نهاية تشرين الأول (أكتوبر)، هاجمت ميليشيات شيعية، تتلقى الأوامر من طهران، القاعدة الأميركية بطائرات مسيرة. واستهدف هجوم مشابه نسب إلى إيران، مقر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي يتخذ خطاً مستقلاً عن إيران. ومع ذلك، اكتفت واشنطن بالتنديد بالهجومين.

وقد تستمر الهجمات الإسرائيلية في سوريا، بسبب الحاجة العملياتية من جهة، وتداخل المصالح بين السوريين والروس من جهة أخرى، في وقت تحاول إسرائيل ردع إيران، التي تمضي قدماً في تطوير برنامجها النووي، وتعرقل المفاوضات حول العودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015.

ليلاخ شوفال

“إسرائيل اليوم”