سلطات كردستان العراق تفند رواية بغداد بشأن خلو سنجار من المظاهر المسلحة
تقارير عربيةبغدادبراء الشمري22 نوفمبر 2021
تسبب نفي المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة اللواء تحسين الخفاجي وجود مظاهر مسلحة في مدينة سنجار غرب محافظة نينوى (شمالي البلاد) بانزعاج سلطات إقليم كردستان، التي أكدت على لسان مصدر مطلع في وزارة داخلية الإقليم أن حزب “العمال الكردستاني” والمليشيات التابعة له ما زالوا يسيطرون على المدينة ومحيطها.
ونقلت وسائل إعلام مقربة من “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الحاكم في إربيل عن المصدر قوله إن سلطات إقليم كردستان فوجئت بتصريح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة بشأن عدم وجود مظاهر مسلحة في سنجار.
وتابع “بعد مرور أكثر من سنة على توقيع اتفاقية سنجار، الوضع على الأرض مغاير تماما لما حاول المتحدث إيصاله للرأي العام”، مشيرا إلى أن “جميع أنواع المظاهر المسلحة من قبل حزب العمال الكردستاني ومجاميع تابعة له تحت مسميات مختلفة، بالإضافة إلى المجاميع المسلحة الأخرى الخارجة عن الشرعية القانونية، لا تزال حتى هذه اللحظة متواجدة في مركز القضاء (المدينة) ومحيطه وهذه المجاميع المسلحة هي التي تسيطر على مداخل ومشارف القضاء”.
وأضاف المصدر الذي لم تذكر الوزارة اسمه، “خير دليل على سيطرة تلك المجاميع هو ما حصل في مرحلة الانتخابات وما قبلها من منع المرشحين والناخبين من الوصول إلى سنجار وأطرافها”.
ومضى بالقول “نحيط الرأي العام العالمي والمحلي علما بأن من بنود الاتفاقية تشكيل قوة شرطة محلية لتقوم هي بمسك الملف الأمني داخل القضاء بعد إبعاد المجاميع المسلحة وإنهاء الظواهر المسلحة، وكذلك تمهيد الطريق لعودة الإدارة الشرعية للقضاء ودوائرها وعلى رأسها القائممقام الشرعي، ليتسنى لكافة الأطراف الحكومية والدولية البدء بإعادة إعمار المدينة وتوفير الخدمات الأساسية حتى يتمكن سكانها النازحون من العودة الطوعية والكريمة إلى مناطقهم”.
تنفيذ الاتفاق لا يتم عبر التصريحات التي تهدف إلى إخفاء الحقائق
وانتقد المصدر التصريحات التي قال إنها “تهدف إلى إخفاء الحقائق وإضاعة المزيد من الوقت والمماطلة في تنفيذ اتفاق سنجار”، مشيرا إلى أن “تنفيذ الاتفاق لا يتم عبر التصريحات التي تهدف إلى إخفاء الحقائق، بل يحتاج إلى الصراحة والجدية في مواجهة التحديات والإصرار على تطبيق الخطوات المتفق عليها”.
وكان المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة اللواء يحيى رسول قد أشار في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية الرسمية “واع” أمس الأحد إلى “عدم وجود أي معرقلات في تنفيذ اتفاق سنجار”، قائلا إن “الاتفاق مستمر، والقوات الأمنية متواجدة، ولن تسمح لأي جهة أن تعرقل الاتفاق”.
وتابع أن “القوات الأمنية من جيش وشرطة محلية منتشرة في قضاء سنجار، وجميع مداخل ومخارج القضاء مسيطر عليها، ولا توجد أي مظاهر مسلحة داخله”.تقارير عربية
العراق: تغييرات جديدة في نتائج الانتخابات لترضية حلفاء إيران
مقرات وأماكن معروفة
وقال عماد سنجاري وهو مسؤول محلي سابق في سنجار إن “العمال الكردستاني” وحلفاءه من الجماعات المسلحة الأخرى يسيطرون على المدينة منذ سنوات، موضحا لـ “العربي الجديد” أن مقرات وأماكن تواجد الحزب معروفة ولا يمكن لأحد الاقتراب منها.
وأشار سنجاري إلى أن سيطرة الحزب على سنجار “تمثل السبب الأساس وراء عدم عودة نحو 80% من النازحين إلى المدينة”، مؤكدا أن السلطة المحلية الرسمية غير قادرة هي الأخرى على العودة إلى سنجار.
وكان وزير داخلية الإقليم ريبر أحمد، قد أكد في وقت سابق، أن “العمال الكردستاني، ومليشيات متعاونة معها، فضلاً عن جهات أمنية، تتحمل مسؤولية منع تنفيذ اتفاق تطبيع الأوضاع في البلدة”، مبينا أن “الاتفاق مضى على إبرامه أكثر من عام، وأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قد أكد في أكثر من مناسبة أن حكومته جادة في تنفيذ الاتفاق، وأنها لن تتراجع عنه”.
ويقضي الاتفاق الذي وقعته الحكومة الاتحادية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان في أربيل، في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بتطبيع الأوضاع في مدينة سنجار المتنازع عليها بين إقليمي بغداد وأربيل، وإخراج عناصر حزب “العمال الكردستاني” وفصائل “الحشد الشعبي” منها، لأجل تأمين عودة جماعية للنازحين.