لماذا يلجأ العراقيون للحصول على جوازات سفر دول أخرى؟
يواجهون صعوبات في طلبات التأشيرات ويمكنهم زيارة 28 دولة من دون سمة دخول
جبار زيدان صحافي عراقي @jabarzed الثلاثاء 7 ديسمبر 2021 6:17
مهاجرون عراقيون قبل مغادرتهم مطار مينسك في بيلاروس للعودة إلى بلدهم (رويترز)
يواجه حاملو الجواز العراقي صعوبة بالغة في الحصول على تأشيرة بلدان عربية أو أجنبية لزيارتها بهدف السياحة أو العلاج أو الاستثمار أو البحث عن عمل، الأمر الذي يجعل العراقي هدفه عند الهجرة إلى الدول الأجنبية الحصول على جوازها الذي يسمح له بدخول بلدان لا يسمح لحامل الجواز العراقي بدخولها أو الحصول على تأشيرة السفر بسبب الاجراءات والصعوبات التي يواجها العراقي أثناء تقديمه على سمة دخول لتلك البلدان بجواز محلي.
ويحتل الجواز العراقي المراتب الأخيرة في التنصيف العالمي للجوازات منذ سنوات طويلة، بينما تطلب بعض الدول التي يريد العراقي السفر إليها بهدف السياحة أو الاستثمار والعلاج شروط صعبة جداً وأشبه بـ “التعجيزية” بهدف الحصول على التأشيرة الأمر الذي قد يطول إلى أسابيع وأشهر عديدة.
28 دولة
وكشفت وزارة الداخلية العراقية، الخميس الماضي، عن الوصول للمرحلة الأخيرة لإنجاز الجواز الإلكتروني، وأشارت إلى السماح للمواطن العراقي على الدخول إلى 28 دولة من دون سمة الدخول.
وقال مدير شؤون الجوازات في وزارة الداخلية اللواء أحمد العزاوي في تصريح صحافي، إن “الوزارة وصلت إلى المرحلة الأخيرة في التعاقد على إنجاز الجواز الإلكتروني حيث وفرت مديرية الجوازات الدراسة الفنية وجميع المستلزمات في مديرية النظم والمعلومات في الوزارة”.
وتابع أن “الجواز الإلكتروني يختلف بشكل كبير عن سابقاته من الجوازات حيث ستكون الصفحة الأولى بلاستيكية وتحتوي معلومات حامله غير القابلة للتزوير وفق نظام وشروط معينة”، مبيناً أن “تصنيف الجواز عالمياً لا يعتمد على صلاحية بل يعتمد على سمات الدخول الممنوحة للبلد وعلى الحركة التجارية والسياسية”.
وأضاف أنه “بإمكان المواطن العراقي حالياً الدخول لـ 28 دولة من دون سمة دخول”، لافتاً إلى أن “كوريا الجنوبية سمحت للعراقيين أخيراً بدخولها شريطة حملهم جوازات دبلوماسية، فيما سمحت قبرص بدخول من لديهم إجازة سفر أو جواز دبلوماسي”.
ولفت إلى أن “الوضع السياسي والاقتصادي في تحسن مستمر ويساعد على النهوض بالجواز العراقي”.
المعاملة بالمثل
بدوره، يتعامل العراق مع بعض الدول وفق مبدأ المعاملة بالمثل، فالتي لا تمنح العراق سمات دخول بشكل مباشر يجري التعامل معها بنفس الطريقة.
ويتطلب الوصول بالجواز العراقي إلى المراتب الأولى عالمياً تطبيق شرطين، أمني اقتصادي، يسمحان بتحسين الوضع الاقتصادي وتشجيع الاستثمار. إلا أن الكثير من الذين لديهم قدرة مادية داخل العراق تمكنوا من الحصول على جوازات أخرى لبلدان تمنح الجنسية والجواز مع الاحتفاظ بالجواز العراقي مقابل أموال تصل إلى أكثر من 10 آلاف دولار للشخص الواحد، ويقل هذا السعر كلما زاد العدد لا سيما العائلات.
أصحاب المال والمناصب
يرى الكاتب المتخصص في الشأن السياسي والاقتصادي، صالح لفتة، أن “من يبحث عن جواز آخر غير الجواز العراقي إما من يملك أموالاً طائلة ولا يريد ترك العراق إلا لفترات متقطعة وجلهم من صغار السياسيين، أو من يتولى مناصب إدارية بالدولة أو التجار والمقاولين لكنهم يرون أن البلدان التي يسمح للعراقيين الدخول إليها بسهولة أو من دون تأشيرة أغلبها تعاني اضطرابات أو عقوبات أو فقر أو أزمات سياسية واقتصادية ولا توفر الراحة النفسية والاستقرار الذي يبحث عنه عندما يريد قضاء إجازة هو وعائلته من ضغوطات العمل وأعباء الحياة أو الاستيطان بشكل دائم”.
ويضيف في حديثه لـ “اندبندنت عربية”: “بينما الدول التي توفر ما يبحث عنه السائح أو المترف لا تسمح بدخول العراقيين بسهولة لذلك يضطر العراقي لشراء جواز آخر أكثر قبولاً في مطارات العالم للسفر به إلى أي مكان يريد”. ويتابع “الخريجون والعاطلون عن العمل والفقراء وخصوصاً من فئة الشباب وهم الأغلبية يرون أن لا مستقبل لهم في هذا الوطن وفقدوا الأمل بتحسن الأوضاع الاقتصادية والسياسية في العراق لذلك يحاولون بشتى الطرق أن يهاجروا لبلدان أكثر استقراراً علهم يحظون بفرص أكثر لصناعة مستقبل”.
أسباب مختلفة تتعلق بشراء الجوازات
يقول الباحث السياسي، علي البيدر، “هناك أسباب مختلفة تتعلق بشراء الجوازات ومنها التهرب من المحاسبة أو الرقابة كون هناك الكثير من الشخصيات السياسية أو غيرها المتهمة والتي تحاول التهرب عبر الحصول على جوازات سفر بأسماء مستعارة لدول أخرى كي لا يتم مطاردتها، كما أن هناك شخصيات عراقية لديها التزامات مختلفة تسعى للتحرك بحرية كون الجواز العراقي لا يمكن له زيارة الكثير من البلدان ومنها الأوروبية”.
القضية الاخرى، وفقاً للبيدر “تتعلق بنظام اجتماعي طبقي جديد دخل إلى العراق مؤخراً يتطلب الحصول على جنسية أو جواز أجنبي وأصبح أشبه بالاتكيت الذي يقوم به السياسيون وأسرهم والأثرياء أيضاً”.