الخزين المائي في أدنى مستوياته.. ومخاوف من تأثيرات التبخر
تترقب مناطق العراق كافة موجة مطرية غزيرة خلال الايام القليلة المقبلة وتمتد لعدة أيام، بحسبما تشير خرائط الطقس، وسط آمال بأن تملأ الفراغات في الخزين المائي العراقي الذي انخفض بشكل كبير بفعل الاستخدام المستمر منذ عامين، حيث يبلغ حاليا 35% فقط من القدرة التخزينية الكاملة.
ولا توفر وزارة الموارد المائية أرقاما صريحة عن حجم الخزين المائي الحالي الا انها تكتفي بالقول بأنه وصل لمراحل حرجة وتم استهلاكه بشكل كبير.
وقال الخبير المائي نجم الغزي، في حديث إلى (المدى) إن “قدرة السدود العراقية لتحمل الخزن تبلغ 70 مليار متر مكعب”، إلا أنه استدرك أن “هذه القدرة مرتبطة بظروف صيانة هذه السدود وظروف الامطار والاطلاقات المائية القادمة من تركيا”.
وأضاف الغزي، أن “الخزين الحالي من المياه لدى العراق لا يتجاوز الـ25 مليار متر مكعب”، مايعني أن 35% فقط من القدرة التخزينية مملوءة بالمياه، و65% من خزين السدود فارغ”.
ومع ذلك يوضح الغزي أنه “حتى الـ25 مليار متر مكعب التي يمتلكها العراق حاليا جزء منها يسمى الخزين الميت، أي لايمكن الاستفادة منه واخراجه من السدود لأنه تحت مستوى سطح النهر الا اذا استعنا بتقنيات المضخات لرفعه الى الانهار مرة اخرى”.
فضلًا عن ذلك يشير الغزي إلى أن “الفاقد المائي الذي يتبخر من السدود العراقية دون استفادة كبيرة أيضاً ويقدر بحوالي 8 مليارات متر مكعب سنويا، حيث يتبخر بسبب درجات الحرارة العالية والمساحة السطحية للسدود، وكذلك يؤثر على نوعية المياه المتبقية حيث ان الذي يتبخر مياه عذبة وتبقى مياه ذات تراكيز عالية من الاملاح”.
وبهذا فأن مايمتلكه العراق من خزين اذا لم يتم ملؤه من جديد، فأن 32% سيفقده تماماً خلال العام المقبل بالتبخير فقط دون استفادة، فضلا عن استهلاك المتبقي.
وفيما يتعلق بالقدرة على استيعاب الموجات والاطلاقات المائية، يؤكد الغزي “وجود قدرة عالية على استيعاب اي سيول خلال الفترة المقبلة حيث لم تعد الاطلاقات المائية كما كانت في السابق وموجات الفيضان مستبعدة، والان يعمل العراق على انشاء سد جديد وهو سد مكحول وطاقته الخزنية تبلغ 3 مليارات متر مكعب”.
وأكد أن “السدود على الاراضي الايرانية كانت تأتيها المياه من الخزين الايراني والان هذه المياه متوقفة، لذلك لدينا سدود خرجت عن الخدمة مثل سد خانقين وسد مندلي وبعض السدود الصغيرة”.
ولفت الغزي، إلى أن “سدّي دوكان ودبرندخان لديهما طاقة عالية ووفق مؤشرات الطقس هناك موجة مطرية قريبة وستكون هذه السدود جاهزة لاستقبال فائض المياه وليست هناك مخاوف من الفيضان بل المخاوف الاكبر من الشحة المائية قبل ان يتم الحديث عن موجات مطرية جديدة”.