ذهب العراق الأسود في حيرة.. من يعوض انسحاب أكسون موبيل؟
2021-12-18 10:48A-AA+
بعد مطالبة شركة أكسون موبيل الأمريكية للخروج من حقل غرب القرنة 1 النفطي، جعلت وزارة النفط في موقف لا يحسد عليه بعد مطالبات الشركات العالمية الكبرى الواحدة تلو الأخرى بالخروج من استثمار الحقول النفطية التي يعول العراق عليها لتحقيق التنمية المستدامة للبلد، لتجد وزارة النفط نفسها حائرة بين استبدال موبيل بشركة أمريكية أخرى لديها من الخبرة في مجال الاستثمار النفطي، أو منح استثمار الحقل على إحدى شركاتها المحلية.
وأعلنت شركة أكسون موبيل خططها للتخلي عن حقل غرب القرنة 1 في أبريل/نيسان الماضي، بعد أن أبلغت العراق قبل 3 أشهر بخطتها لبيع حصتها التشغيلية البالغة 32.7% إلى شركة النفط الوطنية الصينية شريكتها التي تمتلك 32.7%- وشركة سينوك الصينية.
والشركاء الآخرون في الحقل هم إتوشو اليابانية (بنسبة 19.6%) وبرتامينا الإندونيسية (بنسبة 10%) والشركة العراقية الحكومية للتنقيب عن النفط (5%).
لكن العراق رفض الصفقة وأراد استبدال شركة أكسون موبيل بشركة أمريكية أخرى لا تقل وزنا وثقلا عن الشركة الأمريكية التي تسعى للخروج من الحقل.
أخلاقيات الغرب
وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، وفي حديث لوكالة شفق نيوز، أكد أن “الاستثمار الحقيقي الذي ينتج للبلد قيمة حقيقية والذي يطور المجتمع والبشر ويرفع مستوى الأخلاقيات العمل هي ما تقوم به الشركات الغربية”.
وأضاف، أن “الشركات الأخرى جيدة في العمل ولكنها لا تلبي كل هذه المتطلبات”، لافتا الى ان “الوزارة تحاول أن تأتي بأفضل الشركات القادرة على خلق بيئة اجتماعية، وعمل جيد وتنفذ مشاريع بأرخص الأسعار وبأعلى عائد”.
ومنذ ذلك الحين، سعت وزارة النفط لاستبدال شركة أميركية أخرى بإكسون موبيل، لتدخل شركة نفط البصرة على الخط لتطالب الوزارة بالاستحواذ على حصة اكسون موبيل في الحقل.
حيث أعربت شركة نفط البصرة عن دوافعها للاستحواذ على حصة شركة أكسون موبيل بقولها إن مشاركة شركة نفط البصرة في حقل غرب القرنة 1 ستعزز ربحية الشركة، وسيقلل من وجود شركات النفط العالمية” .
واستشهدت الشركة بخبرتها في حقل الزبير وتشغيل حقل مجنون بقدرة 250 ألف برميل يوميًا، دليلًا على قدرة الشركة على أن تحلّ محلّ إكسون موبيل في حقل غرب القرنة 1.
بدلاء موبيل
في حين يرغب العراق أيضا بإدخال شركة أمريكية أخرى بالاستحواذ على حصة أكسون موبيل، وهي هاليبرتون الأمريكية لأن تصبح مشغلا للتنقيب والإنتاج، حيث ان الاخيرة شاركت فعلا في المناقشات للاستحواذ على حصة إكسون موبيل.
وقال وزير النفط إحسان عبد الجبار، لعدد من وسائل الإعلام، من بينها شفق نيوز، على هامش انعقاد معرض العراق الدولي للكتاب، إن “الوزارة لديها بديلين بعد مغادرة اكسون موبيل للحقل الأول هو قيام شركة نفط البصرة بشراء الحصة من اكسون موبيل بعد ان ابدت رغبتها بذلك ودخولها كشريك في تمويل المشروع اسوة بتجربتها في حقل الزبير، وقد تم الحصول على موافقة مبدئية وقرار هيئة الوزارة بالاستحواذ كما تم طرح الموضوع على مجلس الوزراء للحصول على الموافقة، والبديل الثاني هو وجود شركة امريكية اخرى( والتي يقصد بها شركة هاليبرتون الامريكية) التي ترغب ان تحل محل شركة اكسون موبيل”.
توازن شرقي غربي
من جهته، رأى الخبير النفطي حمزة الجواهري، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن “العراق يحاول من خلال منح وحصر بيع حصة اكسون موبيل في حقل غرب القرنة/1 إلى إحدى الشركات الامريكية الى ايجاد نوع من التوازن بين الشركات الامريكية والغربية وبين الشركات الصينية التي تستحوذ على ما يقارب من 20 مشاركة في الحقول النفطية العراقية”.
وأكد الجواهري، أن “التجربة مع الشركات الغربية والأمريكية في وعملها في استثمار الحقول النفطية يعتبر أداء راقٍ وتكنولوجيا أفضل، وهو يختلف عن أداء الشركات الصينية والشركات لدول شرق آسيا باستثناء اليابان التي لها خصوصية عن باقي هذه الدول”، مشيرا إلى أن “الدول كالصين يفرض في بعض الاحيان شروط بان يأتي بأيدٍ عاملة من دولته لبعض الخدمات التي لا تحتاج الى مهارة فنية وبأسعار اعلى من الايدي المحلية”.
ولفت إلى أن “معيار اختيار الشركات الامريكية او اختيار الشركات المحلية لتطوير الحقول النفطية العراقية يكون هو العامل الاقتصادي، من خلال قياس الكلف التشغيلية للحقل فاذا كانت مقاربة لكلف التشغيلية لشركة اكسون موبيل فمن الافضل ان تكون هناك شركات امريكية لتطوير وانتاج الحقل لأنه الاخيرة قادرة على ادخال التكنولوجيا الحديثة وايجاد قيم عمل وانظمة عمل راقية”.
ويتوقف اختيار إحدى الشركات الأمريكية لتطوير حقل غرب القرنة، المرحلة الأولى بعد خروج شركة أكسون موبيل، على مدى تحقيق المناخ الاستثماري الأمثل لهذه الشركات.