نيوزويك: ما الذي تقوله الغارات الأميركية على العراق وسوريا عن سياسة واشنطن في الشرق الأوسط؟
نشرت مجلة نيوزويك (Newsweek) الأميركية مقالا يشكك كاتبه في جدوى الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأحد الماضي على منشآت في العراق وسوريا لفصائل موالية لإيران.
وقال الكاتب الصحفي دانيال ديبتريس في مقاله بالمجلة إن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر بشن ضربات جوية محدودة ضد 3 منشآت منفصلة في سوريا والعراق، في خطوة تأمل وزارة الدفاع الأميركية أن توصل “رسالة ردع واضحة لا لبس فيها” للمليشيات في البلدين.
اقرأ أيضا
الجيش العراقي يدين الضربات الأميركية على الحدود مع سوريا
سوريا.. استهداف قاعدة عسكرية أميركية والتحالف يرد بقصف فصائل موالية لإيران
تشكيك في جدوى الهجمات الأميركية على فصائل مدعومة إيرانيا في العراق وسوريا
ولكن تلك المليشيات -والكلام ما زال للكاتب- لم تتلق الرسالة، إذ أقدمت على استهداف القوات الأميركية بالصواريخ شرقي سوريا بعد ساعات معدودة من الضربات الأميركية.https://imasdk.googleapis.com/js/core/bridge3.493.0_en.html#goog_106296406تشغيل الفيديومدة الفيديو 01 minutes 24 seconds01:24
عمل مخالف للدستور
ورأى ديبتريس، الذي يعمل أيضا باحثا في مؤسسة أبحاث أولويات الدفاع الأميركية، أن تنفيذ تلك الضربات الجوية من دون إذن الكونغرس قد يكون مخالفا للدستور الأميركي الذي يمنح الرئيس الحق في استخدام القوة العسكرية من دون الرجوع للكونغرس في ظروف استثنائية، من ضمنها الدفاع عن النفس عندما تكون القوات الأميركية تتعرض لنيران معادية.
وقال إن هناك سؤالا مشروعا عما إذا كان بالإمكان اعتبار تلك الضربات دفاعا عن النفس كما ادعت إدارة بايدن، ورجح أن يكون الهدف منها هو ردع الهجمات الصاروخية المستقبلية وهجمات الطائرات المسيرة، التي تشن على المواقع العسكرية الأميركية في العراق، لكن ذلك لا يدخل ضمن سلطات الحرب التي يمنحها الدستور للرئيس من دون الرجوع للكونغرس.
وأشار إلى أن بعض حلفاء الإدارة الأميركية الجديدة في الكونغرس يعترضون على تفسير بايدن لسلطاته الحربية لأسباب وجيهة، حيث إن إدارات عديدة تخلت عن الرجوع إلى الكونغرس -في حقبة ما بعد الحرب الباردة- في القضايا الحيوية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.
فوضى
وقال الكاتب الأميركي إن الضربات العسكرية الأخيرة التي أمر بها بايدن تميط اللثام عن جانب من الفوضى الساخنة التي يطلق عليها “سياسة واشنطن في الشرق الأوسط”.
وأشار إلى أن هناك نحو 50 ألف جندي أميركي في قواعد عسكرية مختلفة بالخليج العربي، وهو عدد أقل مما كانت عليه القوات في نهاية عهد الرئيس السابق دونالد ترامب؛ حيث كان تعدادها نحو 80 ألف جندي، لكن ذلك العدد لا يزال أكثر مما هو مطلوب لحماية المصالح الأميركية في المنطقة، التي تتمثل في مكافحة الإرهاب والحيلولة دون توقف إمدادات نفط المنطقة نحو العالم.
ورأى أن مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية تعتقد أن لديها إطارًا واضحًا وموجزًا وذكيًا تحقق الولايات المتحدة من خلاله أهدافها في المنطقة، غير أن الحقيقة هي أن الانتشار العسكري الأميركي في الشرق الأوسط يمليه الجمود والعادات والتفكير القديم بدل الفهم الواضح لمصالح الولايات المتحدة.
واختتم الكاتب المقال بقوله إن وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط ما زال حبيس مبدأ كارتر، وهي سياسة تعود لحقبة الحرب الباردة، وُضعت في عهد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر، وتهدف إلى منع منافسي الولايات المتحدة، وتحديدا الاتحاد السوفياتي آنذاك، من السيطرة على الخليج العربي وموارده النفطية.