تجربة المستقلين العراقيين مخيبة للآمال
بدلا من أن يتجمع المستقلون ليصبحوا قوة ضاغطة في البرلمان، بدأوا حضورهم بين استعراضية او تشتت.
الأحد 2022/02/06البرلمان العراقي لا يحتاج أن يكون برلمان أكفان فقط
جاءت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من اكتوبر الماضي محملة بالعديد من المتغيرات بالنسبة لترتيب القوى السياسية، لكن المتغير الاكبر والاهم كان بحصول المستقلين على اكثر من 42 مقعدا مع إقرار الترشيح الفردي وبدفع من رغبة الجمهور بالتغيير… فماذا فعل المستقلون؟ وهل هم على قدر المسؤولية التي انيطت بهم؟ وهل يتوحدون ويشكلون قوة ضاغطة في البرلمان القادم ام ينغمسون في مزايا السلطة وتذهب ريحهم متفرقين دون وجهة؟
لقد حقق المستقلون تواجدا وظهورا في الساحة بعد اعلان النتائج؛ مع بعض القوى الصغيرة منها تحديدا الجيل الجديد صاحب الثمانية مقاعد؛ وبأسماء مثل الكتلة الشعبية المستقلة بـ 30 مقعدا وحركة امتداد بتسع مقاعد واشراقة كانون بستة مقاعد ولو جمعناها لشكلوا 53 نائبا مستقلا لو تجمعوا لكان التجمع له خطا جديدا وصوتا مدويا في البرلمان القادم.
لكن الجلسة الاولى في تسمية الرئاسات اظهرت ضعف المستقلين وتشتتهم وغير بعض الحركات الاستعراضية فانهم لم يكن لهم وجود يذكر لا في مفاوضة القوى الكبيرة ولا في كسر النصاب وكان بإمكانهم ذلك… ولو حدث لشكلوا جماعة ضغط مهمة يحسب لها الف حساب ومن اليوم الاول.
واليوم نشهد انشقاقات واستقالات في قوى المستقلين نفسها مثل الكتلة الشعبية المستقلة وحركة امتداد، فهل فشلت التجربة ام هناك امل؟ ان رغبة الجمهور بالتغيير اولا؛ وعدم وجود قوى سياسية جديدة في الساحة ثانيا؛ هما من دفعا بالمستقلين الى قبة البرلمان، لذلك فان الأمل ما زال معلقا عليهم للنهوض بواجباتهم بتحقيق آمال وتطلعات ناخبيهم من خلال وحدة الخطاب والموقف اولا؛ ومفاتحة نواب كوتا المكونات ثانيا؛ وتشكيل اطار سياسي يضم كل المستقلين ثالثا. هي الفرصة الوحيدة امام المستقلين للنهوض بدورهم المطلوب قبل ان تذهب ريحهم وتجربتهم التي ما زالت في بدايتها لكنها مخيبة للآمال.