تقرير بريطاني يكشف تفاصيل جديدة عن مقتل ‘المتحولة جنسيا’ في دهوك
AM:08:31:22/02/2022
كشفت صحيفة البريطانية عن تلقي الشابة الكوردية المتحولة جنسيا التي قتلت في الشهر الماضي بالقرب من مدينة دهوك، تهديدات متكررة بالقتل من افراد عائلتها، وكانت مختبئة منهم، عندما وقعت الجريمة.
ونقلت الصحيفة في تقرير لها اطلع عليه NRT عربية، عن اصدقاء القتيلة دوسكي ازاد، عاملة الماكياج التي تبلغ 23 عاما من العمر، والتي قتلها شقيقها بالرصاص، قولهم انها اضطرت الى تغيير مقر سكنها مرارا بسبب تلقيها عدة تهديدات بالقتل من قبل أفراد من عائلتها.
وذكر التقرير البريطاني بانه جثتها عثر عليها قبل 3 أسابيع ملقاة في حفرة خارج مدينة دهوك، حيث كانت يداها مقيدتان ومصابة بطلقتين، مشيرا إلى أن شرطة إقليم كوردستان، اصدرت مذكرة لتوقيف شقيقها الذي يعتقد أنه جاء مسافرا من منزله في ألمانيا، لتنفيذ جريمة القتل.
وتابع: أن ازاد التي وصفها بأنها فنانة مكياج موهوبة، كانت تعيل نفسها بنفسها، منذ أن نبذتها عائلتها عندما كانت مراهقة صغيرة، وكانت تذهب الى منازل العرائس لتجهيزهن من أجل حفلات زفافهن وبنت لنفسها سمعة حققت لها فرصة الحصول على وظيفة في صالون للتجميل في دهوك.
ونقل التقرير عن صديق مقرب لها تحدث طالبا عدم الكشف عن هويته، قوله “كانت شخصا لطيفا، وكان الجميع يحبها كثيرا (..) عاشت لوحدها لانها عندما ذهبت الى منزل عائلتها، قالوا لها: اخرجي من هنا، عندما نراك وحدك سنقتلك”.
وبحسب شرطة دهوك، فان ازاد سقطت قتيلة على يد احد اشقائها فيما يوصف بأنه “جريمة شرف”. وقال المتحدث باسم شرطة دهوك همين سليمان: إن “تحقيقاتنا حتى الآن تشير إلى أن شقيقها قتلها في مكان خارج المدينة قبل أن يتمكن من الفرار من مسرح الجريمة”.
لكن التقرير نقل عن صديقة ازاد قولها إنها تعرضت لمحاولات لقتلها من قبل، موضحة أنها اتصلت بها في احدى المرات ولم ترد على الاتصال، وبعدما تواصلت معها لاحقا سألتها عن مكانها، فقالت آزاد “جاء اخي لقتلي وذهبت الى الشرطة”.
وذكرت منظمة “يكساني” الكوردية الحقوقية في بيان ان “جرائم الكراهية ضد مجتمع مثليي الجنس والمتحولين في اقليم كردستان تتزايد”. وبين مدير المنظمة الناشط الاجتماعي زهيار علي، إن ازاد كانت احدى النساء القليلات المتحولات جنسيا في كوردستان، موضحا ان “هذا المستوى من الحرية في كوردستان معرض للخطر ، وقد شهدنا ذلك في حالة دوسكي ازاد، فالعيش علانية كشخص من (مجتمع الميم) يمثل وصمة عار شديدة”.
واضاف علي، ان “جرائم الشرف منتشرة بشكل كبير حيث هناك المئات من القبور المجهولة والمرقمة. الضحايا لا يتلقون الاحترام لدرجة أنه لا يتم إلقاء اللوم عليهم فحسب، بل انه لا يتم احترامهم حتى عند مماتهم”.
كما انتقد علي تغطية الاعلام الكوردي لوفاة ازاد حيث جرى استخدام لغة مهينة، موضحا أن “التغطية كانت تتسم باللامسؤولية وكارثية من قبل وسائل الاعلام الكوردية”.
بينما قالت الباحثة في منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية رشا يونس: ان جريمة القتل تشير الى “مناخ الإفلات من العقاب” الذي يحصل عليه مرتكبو أعمال العنف ضد “مجتمع الميم” والذي يجيزه قانون العقوبات العراقي بالسماح بإلحاق الأذى بذريعة “الشرف”.
ونقل التقرير عن يونس قولها “لهذا تأثير مرعب على المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية والمتحولين جنسيا، الذين لا يؤمن القانون لهم الحماية، مما يجعل اي شبهة بالمثلية الجنسية او الاختلاف بين الجنسين، سببا لوقوع عنف محتمل، وهو لا يؤدي فقط الى وفاة افراد مجتمع الميم، بل يجعل حياتهم غير ممكنة للعيش”.
وختم التقرير البريطاني بالاشارة الى ان القنصليات الامريكية والفرنسية والالمانية في اربيل نددت بجريمة القتل على حساباتها على “تويتر”، وهو ما قامت به ايضا بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق والبعثة الكندية في العراق.
“صحيفة الجارديان البريطانية”