1- صمامات قلب بديلة تنمو مع التقدّم بالعمر
في سابقة طبية فريدة من نوعها، نجح الأطباء بإنقاذ طفل وُلد بصمّامات قلب معيبة، فمُنح مجموعة من الصمّامات الجديدة التي تستمرّ في النمو معه بمرور الوقت، وفق ما نشر موقع مجلة “ناشيونال جيوغرافيك” National Geographic.
على الرغم من أن جراحة استبدال صمّامات القلب المعيبة بصمامات ميكانيكية أو بيولوجية موجودة منذ أكثر منذ 60 عاماً، فإن تلك الأنواع من الصمّامات البديلة لا تتمتع بقدرة على النمو أو الإصلاح الذاتي. كذلك يضطر المرضى إلى تناول أدوية مضادة لتجلّط الدم طوال حياتهم في حالة الصمّامات الميكانيكية.
ما الذي اختلف اليوم؟ في هذه الجراحة الجديدة، جرى زرع الصمامات لدى طفل بعد أن أخذت من رضيع آخر لديه صمّامات وشرايين تعمل بشكل طبيعي، لكنه كان بحاجة إلى زراعة قلب كامل. ولأن الصمامات المزروعة كانت حيّة، فقد استمرت بالنمو والإصلاح، تماماً مثل القلب المزروع.
2- زراعة أعضاء الخنازير للبشر
في إنجاز قد يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص الذين ينتظرون على قوائم زراعة الأعضاء، نجح الأطباء خلال هذا العام بزراعة أعضاء عدّة من الخنازير في أجساد بشرية. وشملت هذه العمليات زراعة الكلى، التي تعدّ أكثر الأعضاء طلباً في عمليات زرع الأعضاء عموماً. وربما نجم ذلك عن الارتفاع الكبير في معدلات الإصابة بأمراض الكلى، ووصولها إلى مراحلها النهائية التي تؤدي إلى توقف الكليتين عن عملهما بالكامل.
في مستهل ذلك النوع من العمليات، استطاع جراحون في بوسطن زرع كلية مأخوذة من خنزير لرجل يبلغ من العمر 62 عاماً. وقد خضعت الكلية لتعديل وراثيّ لإزالة الجينات الضارّة الخاصّة بالخنازير، مع إضافة جينات بشرية لتحسين التوافق بين التركيب الجيني للكائن البشري المضيف وبين المنظومة الجينية في الكلية المستزرعة. كذلك عمل العلماء على تعطيل فيروسات الخنازير للقضاء على خطر انتقال عدواها إلى البشر، وفق ما نشر موقع “هارفرد الطبي”.
بعد ذلك، أجرى أطباء في نيويورك عملية زرع مزدوجة لكلية وغدة زعترية أُخِذتا من خنزير معدل وراثياً، بهدف تقليل خطر الرفض. للتوضيح، تؤدّي الغدة الزعترية Thyme دوراً مهماً في عمل جهاز المناعة.
ومع ذلك، لا تزال الطريق طويلة أمام زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية المختلفة، وما زال هناك الكثير لنتعلّمه. ويشار إلى إن كل المرضى الذين خضعوا لزراعة أعضاء معدلة وراثياً من خنزير لم يعيشوا طويلاً بعد الجراحة.
تشير الأبحاث إلى أن عملية رفض الأعضاء الحيوانية تختلف تماماً عن تلك التي تحدث عند رفض الأعضاء المأخوذة من متبرّعين من البشر؛ لذلك لا يزال العلماء بحاجة إلى التغلب على عقبات متعددة في هذا المجال.
3- اختبار دم للكشف عن مرض الآلزهايمر
طوّر العلماء في السويد اختبار دم يمكنه تحديد مرض الآلزهايمر لدى كبار السنّ بدقّة تصل إلى نحو 90 في المئة. يقيس الاختبار الجديد المسمّى “بردِكتيفتي إيه دي 2” PrecivityAD2، نسبة احتواء الدم على مجموعة من الموادّ البروتينية والدهنية الرئيسية المرتبطة بمرض الآلزهايمر ، مما يسهل عملية التشخيص المبكر مقارنة بالفحوص التقليدية مثل التصوير المسحيّ بأشعة البوزيترون positron emission tomography، واختصاراً “بِت” PET، أو أخذ عينات السائل الموجود ضمن أغشية تمتدّ من الدماغ إلى الحبل الشوكي cerebrospinal fluid، وفق ما نُشر في موقع “نيوز ميدكال” News Medical.
وأوضح خبراء في تصريح لمجلة “ناشونال جيوغرافيك”، في وقت سابق من 2024، بأن هذا الاختبار قد يوسّع نطاق الحصول على فحص متخصّص بالآلزهايمر، مما يسرّع عملية التشخيص، ويُتيح للمرضى بدء العلاج في وقت مبكر. ومع ذلك، لم توافق “إدارة الغذاء والدواء” الأميركية (FDA) على هذا الاختبار حتى الآن.
4- أول عملية زراعة مزدوجة للرئتين: جرعة أمل
أصبحت شيريل ميركار أول شخص في العالم يتلقى عملية زراعة رئة مزدوجة بالكامل نهض بها روبوت جرّاح.
في 22 تشرين الأول (أكتوبر) 2024، خضعت ميركار إلى عملية جراحية، قادتها الدكتورة ستيفاني هـ. تشانغ، الأستاذة المساعدة في قسم جراحة الصدر والقلب بكلية الطب في “جامعة نيويورك غروسمان”، وفق ما نشر في موقع صحيفة “نيويورك بوست” the new york post.
وفي التفاصيل، أحدثَت تشانغ شقوقاً صغيرة بين أضلاع ميركار قبل استخدام النظام الجراحي الروبوتي “دا فينشي كيزي ( Da Vinci Xi) لإزالة رئتيها المتضررتين وتجهيز قلبها ومجرى الهواء لعملية الزرع، قبل تثبيت الرئتين المتبرّع بهما في مكانهما.
تعتبر جراحة ميركار تاريخية. وقد استعدّ الفريق الجراحيّ، الذي أجراها مستعيناً بنظام الروبوت “دا فينشي كزي”، على مدار ستة أشهر. وأجروا ثلاث عمليات لزراعة رئة واحدة باستخدام ذلك الروبوت خلال الأسابيع الخمسة التي سبقت النقل المزدوج للرئتين بهدف تطوير التقنية وتحسين سير العمل.
بعد إجراء العملية التي استمرت نحو سبع ساعات، دُهشت ميركار بقدرتها على أخذ “شهيق جيد”، وبتحسّن حالتها بشكل واضح.
5- لقاحات الملاريا: تحويل الانتصار العلمي إلى إنقاذ ملايين الأرواح من الموت
بعد عقود من البحث والتطوير، دخل لقاحان جديدان للملاريا حيز الاستعمال الروتيني هذا العام، بمعنى أنهما صارا جزءاً من البرامج المعتمدة للتلقيح في 17 دولة في أفريقيا، التي تتحمل 70% من الإجمالي العالمي لإصابات الملاريا. ويعتبر ذلك مكسباً كبيراً للعلم والبشرية بأسرها.
كذلك يتوقع “التحالف العالمي للقاحات” The Vaccine Alliance المعروف باسمه المختصر GAVI “غافي” أن يُنقذ هذان اللقاحان حياة 180 ألف طفل مع حلول العام 2030.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يبدو اللقاحان متشابهان جداً من حيث الفاعلية. وربما يصحّ القول بأن لقاح “آر 21” R21، الذي طوّره فريق من جامعة أكسفورد، يتفوق بشكل طفيف في البيانات الحالية، على لقاح “آر تي إس، إس” RTS,S، المعروف أيضاً باسم “موسكيريكس” Mosquirix. في المقابل، تتوقع المنظمة نفسها أن يتمكّن لقاح “موسكيرريكس” من أن ينقذ عشرات الآلاف من الأرواح، خصوصاً بين الأطفال.
6- أول خصيتين اصطناعيتين في العالم
نجح علماء من جامعة بار إيلان بتطوير أول “خصيتين اصطناعيتين ” في العالم. وقد تشكّلتا من غدد تناسلية طُوِّرت في المختبر، بالاستناد إلى خلايا من خصية طبيعية لفأر.
وقادت رئيسة مختبر الأبحاث في تلك الجامعة، لدكتورة نيتسان جونين، تلك الجهود بمساعدة مجموعة من الباحثين، وفقاً لصحيفة“هآرتس” الإسرائيلية.
وقد زُرعتْ مجموعة من أنسجة الخصية الاصطناعية في بيئة حاضنة داخل أطباق المختبر. وراقب الفريق العلمي تطورهما بدقة، فلاحظوا أنها طوّرت التراكيب الخليوية والأنبوبية المميزة للخصية الطبيعية، والتي تتضمن القدرة على إفراز الهرمونات وتكوين الحيوانات المنوية. في المقابل، لم يكن من الواضح أن تلك الأنسجة تستطيع بالفعل إنتاج حيوانات منوية، على غرار ما يحصل في الخصية الطبيعية.
واستكمالاً، يأمل الفريق، الذي يقف وراء هذا الابتكار، أن يتمكن من استيلاد خصية اصطناعية تملك القدرات البيولوجية نفسها التي تحوزها “نظيرتها” الطبيعية. ويفتح ذلك آفاقاً طبية واسعة، بما في ذلك تمكين مرضى السرطان، الذين تعرضت أعضاؤهم التناسلية للتلف، بسبب العلاج بالأشعة أو الأدوية الكيمياوية، من نيل فرصة للإنجاب.
7- دواء لتقليل مخاطر الحساسية تجاه الفول السوداني
وافقت إدارة الدواء والغذاء الأميركية (FDA) على استخدام دواء “أوماليزوماب” omalizumab للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم سنة واحدة وما فوق، بغية تقليل خطر ردود الفعل التحسسية تجاه الفول السوداني وأطعمة أخرى. ويعتبر ذلك بشرى سارة لما لا يحصى من الآباء والأمهات.
يعاني أكثر من واحد من كل عشرة أشخاص في الولايات المتحدة من حساسية غذائية. وتنتشر أنواع من تلك الحساسية بين الأطفال، خصوصاً الرضع والصغار، أكثر من سواهم. وقد تحدث ردود الفعل التحسسية في غضون دقائق، أو ساعات، بعد تناول الطعام المسبّب للحساسية، وتتراوح الأعراض من خفيفة إلى مهدّدة للحياة.
توضيحاً، يستخدم دواء “أوماليزوماب” منذ العام 2023 تحت الاسم التجاري “إزولير” Xolair، لعلاج الربو التحسسي المعتدل إلى الشديد لدى البالغين والمراهقين. ولكن الأبحاث الجديدة، التي نُشرت هذا العام، أظهرت أن دواء omalizumab يمكنه تقليل خطر الحساسية الغذائية تجاه الفول السوداني وأطعمة أخرى بشكل كبير، بعد نحو أربعة أشهر من العلاج. ومع ذلك، فإن هذا الدواء، الذي يتمّ حقنه كل أسبوعين أو أربعة أسابيع، لا يعالج الحساسية الغذائية نهائياً، ويجب على المرضى الاستمرار في تجنب الأطعمة التي تحتوي على مسبّبات الحساسية.
8- دواء وقائي قد يغيّر قواعد اللعبة مع فيروس نقص المناعة البشرية
هل يمكن القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية أو إعطاء الجسم وقاية كافية تتكفل بعدم انتقال ذلك العنصر الوبائي إليه؟ قد نسمع الجواب المتنظر قريباً جداً، وذلك استناداً إلى أحدث نتائج التجارب السريرية الرائدة لعقار يسمّى “ليناكابافير” Lenacapavir، الذي أظهر فاعليته ضد فيروس الإيدز، وتوفير وقاية طويلة الأمد من الإصابة بذلك الفيروس.
وتوصلت التجربة الجديدة تحت اسم “بيربوس 2” PURPOSE 2، والتي ترعاها الشركة المصنعة لـ”ليناكابافير” ومقرها كاليفورنيا، إلى أن الدواء فعّال بنسبة 96% في الوقاية من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية في النتائج التي صدرت حديثاً لتجربة سريرية شملت أكثر من 3200 شخصاً.
يُعد ليناكابافير، الذي يُعطى عبر حقنة مرتين سنوياً، بديلاً جديداً وثورياً للمعيار الحالي للوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، والذي يتطلب تناول حبة يومياً من دواء “ترودافادا” المضاد للفيروس أيضاً، وفق ما نشر في موقع “كونفرسايشن” The Conversation.
يمنح هذا الاكتشاف الكبير أملًا كبيرًا في أننا نملك الآن أداة وقائية مثبتة وفعّالة للغاية لحماية الأشخاص من فيروس نقص المناعة البشرية.
9 – فهم أفضل لسبب زيادة أمراض المناعة الذاتية بين النساء
تصيب أمراض المناعة الذاتية، مثل الصدفية والذئبة والتهاب المفاصل والوهن العضلي الشديد وغيرها، النساء بشكل كبير. في الواقع، تمثل النساء أكثر من 78 في المئة من جميع حالات أمراض المناعة الذاتية، التي تتميز بأن جهاز المناعة يهاجم الجسم نفسه. ومع ذلك، لا تزال الأسباب وراء هذا التفاوت غير معروفة.
خلال 2024، اكتشف العلماء وجود خللٍ في الآلية التي من المفترض أن تعطل أحد كروموسومَي X لدى النساء، الذي قد يكون السبب وراء ذلك، وفق ما نشر موقع “ناشيونال جيوغرافيك” national geographic.
يمتلك الرجال كروموسوم X واحداً، بينما تمتلك النساء اثنين منهما. وبما أننا نحتاج إلى عمل كروموسوم X واحد لا غير، توجد عملية طبيعية تعمل على تعطيل الكروموسوم الثاني في جميع خلايا الجسم.
وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن البروتين الذي يتولّى تعطيل كروموسوم X قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
في حديث سابق إلى مجلة “ناشونال جيوغرافيك” أوضح الخبراء بأن الآليات المرتبطة بتعطيل كروموسوم X تُفسر الاختلافات بين الجنسين في بعض أمراض المناعة الذاتية، إلا أن هناك حاجة إلى المزيد من الأبحاث لفهم تداعيات هذا الاكتشاف بشكل أعمق.