اخبار سياسية

مهمة جديدة للحرس الثوري «تفتيت التحالف الثلاثي» والهدف القادم القوى السنية

بغداد/ تميم الحسن

رسميا دخل الحرس الثوري الايراني على خط ازمة تشكيل الحكومة، والمهمة هي تفتيت التحالف الثلاثي. واستمرت لليوم الثالث على التوالي أطراف في “التنسيقي” مهاجمة اربيل، في وقت يتوقع فيه حدوث “سيناريو” مشابه ضد القوى السنية، الركن الاخر في التحالف الثلاثي.

وحتى الان لم تثبت طهران حقيقة الاتهامات حول وجود مقرات إسرائيلية في كردستان، والثابت هو تضرر منزل لرجل اعمال كردي وقناة محلية.

وأعلن الحرس الثوري الاحد الماضي، مسؤوليته عن قصف 12 صاروخا (بالستيا) سقطت على مبانٍ مدنية شرقي اربيل.

وتسربت معلومات من الكواليس ان التيار الصدري “جمد” مرة اخرى التفاوضات مع الاطراف الشيعية على خلفية موقف الإطار التنسيقي من قصف اربيل.

المصادر تشير لـ(المدى) الى ان “الحرس الثوري هو الوسيط الجديد في الازمة السياسية، ومهمته تفتيت التحالف الثلاثي”.

وكان الحرس الايراني، قد هدد الاحد الماضي، عقب اعترافه بقصف اربيل، بالمزيد من الهجمات في حال تعرضت إيران الى الخطر، بحسب وصفه.

كما قال امير موسوي، وهو باحث ايراني في الشأن السياسي يتحدث اللغة العربية، في وقت سابق، إن طهران “ستضرب 3 مواقع اخرى في كردستان تضم إسرائيليين”.

وهو ما دفع هيئة الاعلام، الاثنين، الى اصدار امر بمنع استضافة موسوي على المحطات العراقية، حيث الاخير ضيف دائم على اغلب القنوات المحلية.

المصادر من داخل الاروقة السياسية، ترجح ان عملية القصف هي “مخطط سياسي”، يليه هجوم اعلامي على اربيل للضغط على رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني للتخلي عن التحالف الثلاثي.

مسعود بارزاني، وهو زعيم الحزب الديمقراطي، قال وقت الهجوم، إن “اربيل ستصمد امام هولاكو الجديد” كما صمدت في الماضي.

اما مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، فكان قد كشف أكثر من مرة عن تعرض شركائه الى التهديد.

وبحسب المعلومات ان القوى السنية، وهي الطرف الاخر في التحالف الثلاثي، “ستتعرض قريبا الى ضغوط لترك الصدر”.h

وكانت مقرات ومنازل لنواب ضمن تحالف السيادة السني، تعرضت الى هجمات الشهر الماضي، من بينها محمد الحلبوسي رئيس البرلمان، الذي سقط صاروخ قرب منزله في الكرمة شمالي الفلوجة.

الإطار التنسيقي الشيعي حاول من جهته قبل ايام “مساواة الصدر” للدخول في الحكومة المقبلة، عبر تسليم رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، منصب نائب رئيس الحكومة المقبل.

تفاصيل هذه الصفقة، وفق المصادر، تكون بالقبول بترشيح ابن عم الصدر، جعفر الصدر لرئاسة الحكومة، وسيطرة “التنسيقي” على وزارات ولجان في البرلمان.

مقتدى الصدر، زعيم التيار، بحسب المصادر “رفض اشتراطات الإطاريين” التي ابلغ فيها الاول بشكل رسمي في اجتماع الحنانة الاخير، الذي ضم قيادات “التنسيقي” والصدريين والقوى السنية.

واعتبر القصف الذي جاء بعد ساعات على نهاية اجتماع النجف، بمثابة رد على فشل المفاوضات الجديدة التي انطلقت عقب اتصال الصدر بالمالكي الخميس الماضي.

«الاطاريون” بدورهم استمروا في مهاجمة اربيل، وقال عائد الهلالي ضمن كتلة المالكي، امس، في لقاء متلفز، إن من “حق ايران الرد على إسرائيل”.

كما تداولت قنوات مقربة من الحشد بشكل واسع، خبرا بدون مصدر نقله أحد الكتاب بان تل ابيب اعترفت بمقتل مسؤول اسرائيلي في القصف.

وكان اغلب قادة “التنسيقي” قد التزموا الصمت بعد الحادث، وجاء بيان التجمع الشيعي المتأخر عن الحادث، فضفاضا ولم يشر الى دور إيران في الهجوم.

وحتى الان لم تستطع اية جهة عراقية او ايرانية اثبات وجود مقرات لـ”الموساد” وهو جهاز المخابرات الاسرائيلي، في اربيل.

بالمقابل اعتبر باز البرزنجي، وهو رجل اعمال كردي وتعرض منزله الى قصف مباشر بصواريخ إيران، بانه “محظوظ” لان عائلته مازالت على قيد الحياة.

ودعا البرزنجي وهو تاجر معروف في اربيل، إيرج مسجدي سفير طهران لدى بغداد إلى زيارة منزله والاطلاع عن كثب على الأضرار والتأكد بأن هذا المنزل يعود لأسرة عراقية وليس قاعدة إسرائيلية.

وقال البرزنجي خلال حديثه الى الوفد البرلماني برئاسة حاكم الزاملي نائب رئيس البرلمان في مؤتمر صحفي مشترك، لحسن الحظ لم تكن الأسرة تتواجد في المنزل أثناء استهدافه بشكل مباشر بـ9 صواريخ.

وأضاف “طلبي كرب اسرة من ممثلي الشعب العراقي بأنه من الضروري ان تعرف كل أسرة عراقية بان هذا المنزل كانت تسكنه اسرة مثلها، وان قناعتي راسخة بان هناك خطأ ما حدث”.

وتابع البرزنجي بالقول “طلبي للجنة البرلمانية أن توصل إلى السفير الإيراني بأن يقدم شخصيا إلى اربيل ويشكل لجنة دبلوماسية تتطلع على المنزل”.

وكان القصف قد طال الى جانب منزل رجل الاعمال، محطة تلفزيونية محلية كردية.

الى ذلك قال الزاملي خلال المؤتمر إن البرلمان “يرفض مثل هكذا هجمات تستهدف الأراضي العراقية”.

واوضح نائب رئيس البرلمان أن هناك “تحالفا رباعيا بين العراق وايران وروسيا وسوريا وهذا التحالف يتبادل المعلومات الاستخبارية والعسكرية، وكان ينبغي التأكد من معلومات التحالف قبل الإقدام على هذا القصف”.

وعقب جولة الوفد وتفقده للمنزل قال الزاملي “تأكدنا ان المنزل يعود الى أسرة عراقية ونحن لجنة تقصي حقائق برلمانية للاطلاع ميدانيا على القصف، ولن نجامل وسننقل الحقائق كما هي”.

ووصل وفد نيابي، أمس الثلاثاء، برئاسة الزاملي إلى أربيل برفقة عدد من النواب، بعد يوم من زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى مكان الحادث.