1

72 ساعة حاسمة لـ «إعادة التفاوض» مع مستقلين قبل الجلسة الجديدة لانتخاب «الرئيس»

بغداد/ تميم الحسن

يفترض التيار الصدري انه وقع في “اخطاء تفاوضية” وحدث “تزييف” ادى الى فشل جلسة السبت لاختيار رئيس الجمهورية. وسيبدأ التيار وشركاؤه في “انقاذ وطن” بتفادي تلك الهفوات في الـ 72 ساعة القادمة تحضيرا لجلسة الاربعاء، وهو الموعد الجديد لانتخاب “الرئيس”.

واغلق مقتدى الصدر زعيم التيار، عقب نهاية جلسة البرلمان، الباب امام اي تدخلات او وصفات جاهزة من الجيران لحل الازمة.

بالمقابل صور “الاطاريون” تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية بـ”امر ايجابي” و”ديمقراطي”، فيما كانوا قبل ذلك مرتبكين وأرسلوا وفودا الى البرلمان لمراقبة الجلسة.

وأكد زعيم التيار الصدري، عقب الجلسة، على عدم العودة لخلطة العطار، في اشارة الى تدخلات سابقة من طهران ودول اخرى في تشكيل الحكومة.

وقال الصدر، في تغريدة على “تويتر” “شكراً لكل من حضر الجلسة حباً بالعراق: شكراً تحالف إنقاذ الوطن، شكراً امتداد، شكراً الجيل الجديد، شكراً للأخوة المستقلين”.

وأضاف: “هؤلاء ما أرعبهم تهديد ولا أغراهم ترغيب”، مردفاً بالقول: “ويتجدد موعدكم في الأربعاء القادم مع من يلتحق مجدداً لنزيح الفساد والتبعية والتوافقية: #حكومة أغلبية وطنية”.

وتابع: “ولن نعود لـ(خلطة العطار).. فاليوم ثبتنا وأثبتنا أن لا مكان للمحاصصة.. فكانت أجمل فسيفساء عراقية لا شرقية ولا غربية”.

وكان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، اكد على ضرورة الاستمرار بعقد الجلسات لحين تحقق نصاب انتخاب رئيس الجمهورية.

وذكر بيان لمجلس النواب السبت الماضي، أن “الحلبوسي اوضح خلال جلسة البرلمان أن فقرة انتخاب رئيس الجمهورية تحتاج الى نصاب ثلثي عدد أعضاء المجلس بحسب ما اقرته المحكمة الاتحادية ونص عليه الدستور بهذا الشأن”.

وبين الحلبوسي وفق البيان أن “عدم تحقيق النصاب المطلوب يحتم علينا الاستمرار بعقد الجلسات لحين تحقق نصاب انتخاب الرئيس”.

ورفع مجلس النواب جلسته الاخيرة الى يوم الاثنين المقبل، فيما حدد يوم الاربعاء موعداً لانتخاب رئيس الجمهورية.

وحدث ذلك بعد اخفاق “انقاذ وطن”، وهو التسمية البديلة للتحالف الثلاث الذي يضم الصدريين وجزءا من السنة والكرد، في تحقيق اغلبية الثلثين وهي 220 مقعدا على الاقل، للتصويت على مرشح رئاسة الجمهورية.

وتفيد المعلومات الواردة الى (المدى) ان “التيار الصدري مقتنع ان ما جرى يوم السبت كان بسبب اخطاء في عملية التفاوض”.

وعشية الجلسة كانت الانباء وتصريحات “التيار” توحي بانه حصل على المقاعد الكافية، وبان الاخير لم يعد بحاجة الى المزيد من المفاوضات.

وتمضي المعلومات التي افادت بها مصادر قريبة من كواليس السياسة، ان “هناك خطا جرى في التواصل مع كتل كردية وشخصيات سنية ومستقلين، لم يحضروا الى الجلسة وحسبوا بطريقة مزيفة لصالح المقاطعين”.

ونشر “الإطار التنسيقي” في بداية الجلسة، وثيقة موجهة الى رئيس البرلمان، قال “التنسيقي” بانها تمثل 126 نائبا مقاطعا للجلسة.

وتضيف المصادر ان الخلل الذي حدث في الاتصالات كان مع “كتلة الاتحاد الاسلامي، والعدل الكردستانية، واشراقة كانون، وعدد من المستقلين”.

وكانت أطراف التحالف الثلاثي “انقاذ وطن” مكلفة بالتفاهم مع تلك الجهات، لكن ما جرى بحسب المصادر، “سوء في توزيع ادوار المفاوضين”.

وكانت جلسة السبت بحاجة الى 18 نائبا فقط لتتحقق اغلبية الثلثين اللازمة لاختيار رئيس الجمهورية.

وتشير المصادر الى ان الاطراف التي لم يحدث التفاوض بينها وبين “الثلاثي”، غابت عن معسكر المقاطعين في منزل رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي.

واستغل المعسكر الاخير عدم وجود هذه الاطراف في الجلسة ليعلن من جانبه بانها انضمت الى فريق “الثلث المعطل”، كما ان هناك شكوكا في عدد مقاعد “الإطار التنسيقي”.

وقدم “الاطاريون” وثيقة المقاطعين بانها تضم 81 نائبا من “التنسيقي”، الى جانب “الاتحاد الوطني” بـ18 مقعدا، وتحالف عزم 12، اشراقة كانون 6، صوت المستقلين 3 مقاعد.

بالإضافة الى التحاق باسم خشان عن فئة المستقلين، وجماعة العدل الكردستانية مقعد واحد، والاتحاد الاسلامي الكردستاني 4 مقاعد.

وجرى عرض الوثيقة بدون تواقيع باستثناء ورقة واحدة اظهرت تواقيع 18 عضوا من “الاتحاد”، فيما لم ينشر بقية تواقيع المقاطعين.

وسقط من معسكري المؤيدين والمقاطعين، مقعد واحد، حيث بلغ مجموع الطرفين بحسب الاحصائيات الرسمية للطرفين 328، فيما كان النائب الذي غاب اسمه، “يشتكي” عدم الاتصال معه من اي طرف.

واكد النائب خالد سلطان هاشم، وهو ابن وزير الدفاع السابق في نظام صدام، بانه تم “استغلال غيابه” لصالح طرف ضد طرف اخر في جلسة السبت.

وقال بيان صادر عن هاشم، وهو النائب الوحيد الفائز عن المشروع الوطني العراقي بزعامة جمال الضاري وهو مقرب من خميس الخنجر، زعيم تحالف “سيادة” وشريك “الصدر”، انه “كثرت الأقاويل حول موقف النائب خالد سلطان هاشم أحمد الطائي من عدم حضوره الجلسة (…) حيث استغلت بعض الجهات هذا الموقف لغايات في نفسها، مروجة لهذا الموقف انحيازاً لجهة ضد أخرى”.

واعتبر البيان ان موقف النائب واضح: “الا أن عدم توجيه دعوة رسمية لنا للانضمام إلى تحالف مُعلن مع وجود هكذا دعوات لنواب ضمن كتل مكونة من شخص واحد أو نواب مستقلين يجعل من موقفنا، وقفة اقتدار وصمود لمن أراد تهميشنا كمشروع وطني أو كنائب يحمل إرثاً وطنياً معلوماً للقاصي والداني”.

حفلة المقاطعة!

وحول المقاطعين وجودهم في ضيافة المالكي الى احتفال، فيما وصف احمد الاسدي، أحد قيادات تحالف الفتح، جلسة السبت بـ”المشهد الجميل”.

وقال الاسدي في تغريدة على “تويتر” يوم السبت، “كان المشهد جميلا جدا هذا اليوم، حيث كان كل منا يعمل لحشد أكبر عدد مناصر له من النواب دون ان يؤثر ذلك على أصل الود والحوار”.

وأوضح، انها “ممارسة ديمقراطية ستؤتي اكلها بعد حين”.

وخفف “الاطاريون” من الشكل السلبي للمقاطعة، حيث باتوا يستخدمون مصلح “الثلث الضامن” على الطريقة اللبنانية في وصف “الثلث المعطل”.

كما تسربت معلومات عن عودة “التنسيقي” لمحاولات الاتصال مع التيار الصدري، وتكرار طلب اشراك دولة القانون في الحكومة “بدون المالكي”.

لكن حتى الان لا يبدو ان من ضمن اجندة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، التفاوض مع “التنسيقي”، وانما مع أطراف “مستقلة”.

وبحسب المعلومات انه خلال الايام الثلاثة المقبلة سيتم “تلافي الاخطاء” في التفاوض واعادة التواصل مع بعض المقاطعين الذين في الاساس “غائبين عن الجلسة” ولم يحسبوا على اي طرف.

التعليقات معطلة.