آخر تطورات الحرب الروسية – الأوكرانية بعيون صحف غربية
2022.04.07 – 10:55
بغداد – ناس
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الخميس، آخر تطورات الحرب الأوكرانية، وسط تقارير تتحدث عن ضرورة إمداد كييف بأسلحة أكثر تطوراً في محاولة للصمود أمام القوات الروسية في المرحلة الثانية من الحرب التي تركز على الشرق.
وسلطت الصحف الضوء على ”صراع قادة“ منتظر بين الرئيسين الروسي والأمريكي على خلفية دعوة الأخير لتقديم نظيره إلى المحكمة الجنائية الدولية إثر اتهامه بارتكاب ”جرائم حرب في أوكرانيا“، على الرغم من أن واشنطن نفسها ليست عضواً في المحكمة.
طرد ”جواسيس“ روس
نقلت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية عن مسؤول استخباراتي غربي كبير قوله، إن ”الحكومات في جميع أنحاء العالم قد طردت حوالي 120 ضابط استخبارات روسي منذ غزو أوكرانيا كجزء من جهد أكبر لطرد دبلوماسيي موسكو“.
ووفقاً للصحيفة قال العديد من المسؤولين الأربعاء، إن عمليات الطرد كانت انتصارًا كبيرًا لمكافحة التجسس من شأنه أن يعيق جهود روسيا، لكن في المقابل، حذر مسؤولون آخرون من أن موسكو سيكون لديها طرق أخرى لجمع المعلومات وأن الجهود لن يكون لها تأثير يذكر على الحرب الجارية في أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة إلى أمر مماثل حدث عام 2018 عندما نظمت لندن جهدًا دوليًا لطرد ضباط استخبارات موسكو من السفارات في جميع أنحاء العالم، بعد هجوم مزعوم بـ“غاز الأعصاب“ على ضابط مخابرات روسي سابق يعيش في بريطانيا.
وأضاف مسؤول المخابرات الكبير – الذي طلب عدم الكشف عن هويته – أن عدد الجواسيس الروس المطرودين منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي أكبر من الذين طردوا في 2018، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن عمليات الطرد الدبلوماسي لن توقف أنشطة المخابرات الروسية في أوروبا أو الولايات المتحدة، محذراً من ”رد روسي عنيف.“
وقالت الصحيفة: ”يوجد في كل دولة تقريبًا بعض الجواسيس وضباط المخابرات المتمركزين داخل سفاراتها المختلفة حول العالم. وعادة ما يعمل ضباط المخابرات من السفارات تحت غطاء رسمي كدبلوماسيين، مما يمنحهم درجة من الحصانة“.
وأضافت: ”لكن الجواسيس الذين يعملون في بلد ما ولا ينتحلون صفة الدبلوماسيين ولكن بصفتهم مدراء أعمال أو أدوار أخرى يتمتعون بحماية قليلة أو معدومة إذا تم القبض عليهم وهم يتجسسون“.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن روسيا تمتلك ثلاثة أجهزة استخبارات كبيرة، وأن لها عدد من النشطاء في العواصم الأجنبية يفوق عددهم في معظم الدول.
واختتمت ”نيويورك تايمز“ تقريرها بالقول: ”سيضر إبعاد ضباط المخابرات من أوروبا بموسكو على المدى الطويل، لكن على المدى القصير، يمكن للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الحصول على المعلومات التي يريدها حول النوايا الغربية من خلال وسائل الإعلام الإخبارية المفتوحة“.
وتحت عنوان ”الحرب الدبلوماسية“، ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ في تقرير لها، أنه ”بينما تقاتل روسيا أوكرانيا وترسل دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) قوات إلى أوروبا الشرقية، يدور صراع منفصل بين موسكو والغرب في العالم الدبلوماسي“.
الأسلحة الغربية
ونقلت صحيفة ”التايمز“ البريطانية عن مصادر حكومية رفيعة، زعمها بأنه يُمكن ”دحر القوات الروسية“ إذا قدم الغرب أسلحة كافية لأوكرانيا.
وعن التعاون بين البلدين، قالت الصحيفة في تقرير لها: ”أصبح المزاج السائد في الأوساط العسكرية البريطانية والأوكرانية أكثر إيجابية، مع اعتقاد الشخصيات الحكومية أن الجيش الروسي (منهك) وغير قادر على احتلال الأراضي في أوكرانيا على المدى الطويل“.
في غضون ذلك، نقلت الصحيفة عن محللين غربيين قولهم إنه مع تحول القتال، ”يبدو أن أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة أسلحة يمكن أن تصل إلى عمق القوات الروسية وتكون أيضًا قادرة على مواجهة الضربات بعيدة المدى على المناطق المأهولة بالسكان“.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه مع اتخاذ روسيا مواقع دفاعية، يعتقد الخبراء أن أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة مدفعية متطورة يمكنها مهاجمة المواقع من بعيد.
ونقلت عن مسؤول غربي كبير قوله، إن الطائرات دون طيار ستكون مفيدة لمهاجمة المركبات المدرعة الروسية وضربها، والتي تكون في الغالب أقل حماية ويمكن استهدافها بسهولة بهذا التكتيك.
ووفقاً للصحيفة، أضاف المسؤول – الذي طلب عدم ذكر اسمه – ”على سبيل المثال، إن طائرات (Switchblade) الأمريكية الصنع التي يمكنها استهداف الدبابات ومواقع المدفعية الروسية من مسافة 25 ميلاً تتميز بسهولة الانتشار وسهولة الاستخدام“.
وأشارت الصحيفة إلى أن بريطانيا ترسل أيضاً طائرات مماثلة، على الرغم من عدم الكشف عن التفاصيل.
وعن ”العملية الدفاعية لأوكرانيا“، قالت الصحيفة في تقريرها: ”يرى خبراء الدفاع أن أوكرانيا تريد الآن استعادة الأراضي المغتصبة، مشيرين إلى أن كييف بحاجة ماسة إلى مركبات مدرعة متطورة أيضاً تسمح لقواتها بالاعتداء على المواقع التي يشغلها الروس“.
وفي تطور لاحق، أكدت صحيفة ”التايمز“ أن قادة الجيش البريطاني يضعون خططًا لإرسال مركبات مدرعة إلى أوكرانيا كجزء من ”أسلحتها الفتاكة“، موضحة أن هذه الجهود ناتجة عن قلق لندن من أن الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد نتيجة الحرب.
ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، تشمل الخيارات المطروحة ”إرسال مركبة دورية مدرعة، مثل (Mastiff) أو (Jackal)، التي يمكن استخدامها كمركبة استطلاع أو دورية بعيدة المدى“.
وأوضحت الصحيفة، أن هذه المدرعات قد تمكن القوات الأوكرانية من المضي قدمًا نحو الخطوط الروسية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دفاعي بريطاني كبير قوله: ”سيتم إرسال المركبات المدرعة مع قوات بريطانية إلى دولة مجاورة لأوكرانيا لتدريب الجنود الأوكرانيين على استخدامها،“ مؤكداً أنه سيتم الإعلان عن مزيد من الدعم، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات والطائرات، في غضون أيام.
وفي سياق متصل، تساءلت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية حول ما إذا كانت الأسلحة الغربية الجديدة تستطيع تغيير موازين القتال في ساحة المعركة وتتجنب ”انتقام روسي“، خاصة مع دخول حرب أوكرانيا مرحلة جديدة، محذرة من أن القوات الروسية ستكون أكثر ”جاهزية“ في الشرق والجنوب.
وذكرت الصحيفة في تحليل لها: ”من المتوقع أن تتكشف المرحلة التالية من الحرب – التي قد تكون حاسمة – في دونباس في الشهر المقبل حيث تسعى القوات الروسية للاستيلاء على ماريوبول، وإنشاء جسر بري إلى شبه جزيرة القرم“.
وأضافت: ”يعتقد مسؤولو المخابرات الغربية أن بوتين سيرغب في (نجاح معلن) في استعراض يوم النصر التقليدي في البلاد المقرر يوم 9 أيار/ مايو المقبل“.
وتابعت: ”من المؤكد أن الإمدادات المتزايدة ستساعد أوكرانيا على خوض المرحلة الثانية من الحرب، لكن يحذر المسؤولون الغربيون من أن محاولة طرد القوات الروسية من الجمهوريات الانفصالية، دونيتسك ولوهانسك، وجزيرة القرم ستكون (مختلفة جوهريًا) بسبب الطريقة الوحشية التي ستدافع بها روسيا عن هذه المصالح“.
المصدر: إرم نيوز