بعد 34 عاماً على واقعة الأنفال.. عائلات مازالت تبحث عن رفات ذويها
ترجمة / حامد احمد
أفاد تقرير بأن قسماً من عائلات ضحايا مجزرة الأنفال ما زالوا يبحثون عن رفاتهم في صحاري وسط وجنوبي العراق، مؤكدين قرب حفر مقابر جديدة، مطالبين الحكومة بمساعدتهم. وذكر تقرير لموقع ميديا نيوز الاخباري ترجمته (المدى)،
أنه مع “قرب حلول الذكرى 34 لمجزرة الأنفال التي تحل يوم الخميس القادم 14 نيسان والتي اقرها البرلمان العراقي، ما يزال قسم من عوائل ضحايا المجزرة يبحثون عن رفات أقاربهم وذويهم في المقابر الجماعية في الصحاري العراقية والتعرف عليهم ليتم دفنهم في مناطقهم”.
وتابع التقرير، أن “عوائل ذكرت انها ما تزال تحاول العثور على رفات ذويها وتطالب بالبحث عنها في مقابر جماعية منتشرة بمناطق صحراوية بوسط وجنوبي البلاد لغرض التعرف عليها وتحديد هويتها ليتم تسليمها لهم ودفنهم بشكل لائق في مناطقهم وان تتم محاسبة كل من له دور بالمجزرة وعرضهم للقضاء”.
وأشار، إلى أن “سيف الدين كيفي، من قضاء جمجمال في السليمانية، وهو أحد أبناء الذين قضوا في مجزرة الانفال قال: سيتم قريبا حفر عدد من المقابر الجماعية ونريد من السلطات والحكومة في بغداد مساعدتنا في العثور على ضحايانا الذين قتلوا في مجزرة الانفال والتعرف عليها من خلال فحص الدي أن أن (DNA) نريد الاقتصاص من كل الذين شاركوا في المجزرة.”
ولفت التقرير، إلى أن “مجزرة الانفال وكانت قد وقعت قبل 34 عام خلال الحرب العراقية الإيرانية استهدفت مناطق سكنية في إقليم كردستان واستمرت لستة مراحل ابتدأت من عام 1986 حتى عام 1989 استخدمت فيها هجمات برية وقصف جوي قتل فيها الالاف من المدنيين”.
ولفت التقرير، إلى أن “مؤسسات من حكومة الإقليم وحكومة بغداد المركزية وبعد سقوط النظام السابق في العراق عام 2003 قامت بإجراء بحث عن المقابر الجماعية التي خلفتها حملة الانفال”.
وأورد، “استنادا لمعلومات صادرة عن وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين في إقليم كردستان فانه تم لحد الان العثور على 63 قبرا جماعيا في مناطق صحراوية في وسط وجنوبي العراق”. وزاد التقرير، “منذ تلك الاكتشافات تم انتشال 3,737 جثة فقط ونقلها من تلك المقابر الجماعية وتسليمها لذويها بعد التعرف عليها ودفنها في مناطقها الاصلية”. ونوه، إلى ان “مجزرة حلبجة للمدنيين بالسلاح الكيمياوي التي وقعت في آذار 1988 هي جزء من حملة الانفال التي استمرت لثلاث سنوات ضد الأكراد ما بين عامي 1986 و1989”.
وأوضح التقرير، أن “مجلس النواب العراقي كان قد اقر بجلسته المنعقدة بتاريخ 24 حزيران 2007 استنادا لقرار محكمة الجنايات العليا في العراق بكون جريمة الانفال وحلبجة جريمة إبادة جماعية ضد شعب كردستان. ويتم سنويا بتاريخ 14 نيسان استذكار رسمي لمجزرة الانفال في إقليم كردستان والعراق”.
ويسترسل، أن “عوض احمد، شخص آخر من كردستان فقد اقاربه في حملة الانفال، قال انه لم يتمكن بعد من العثور على رفات ذويه حيث يعتقد انها مدفونة في مقابر جماعية في مناطق صحراوية في وسط وجنوبي العراق، وان الألم ما يزال يراودهم لحين العثور عليهم”.
يواصل التقرير، أن “هيومن رايتس ووتش أكدت ان ما يقارب من 100 ألف شخص، معظمهم من المدنيين، لقوا حتفهم في عمليات تطهير عرقي ممنهجة والتي تضمنت استخدام أسلحة كيمياوية، وتقدر مصادر كردية عدد الضحايا بأكثر من 180 ألف قتيل”.
ولفت، إلى أن “تيمو عبد الله، أحد الناجين من مجزرة عام 1988، الذي كان في حينها يبلغ من العمر 12 عاما يتذكر كيف تم ارغامه هو وعشرات من الأطفال والنساء الآخرين على النزول في حفرة صحراوية وتم إطلاق انار عليهم”. ويسترسل، أن “عبد الله 43 عاماً، قال في حديث له: مات قلبي مع امي وشقيقيّ في ذلك القبر، أتذكر كيف قتل الرصاص والدتي وأخوي، تراودني تلك اللحظات مرارا عندما اذهب للنوم.”
ومضى التقرير، إلى أن “المسؤولين العراقيين كانوا قد احيوا الشهر الماضي بتاريخ 16 آذار الذكرى 34 لقصف مدينة حلبجة في إقليم كردستان بالسلاح الكيمياوي والتي راح ضحيتها أكثر من 5 آلاف شخص من أهالي المدينة كما أصيب أكثر من 7 آلاف اخرين، ومات الآلاف من المدنيين في السنة التي تلت القصف نتيجة المضاعفات الصحية وبسبب الأمراض والعيوب الخلقية وما يزال الكثير من الضحايا مفقودين”.