غرق «موسكو «..ماذا بعد؟!.
محمد سلامة
الاثنين 18 نيسان / أبريل 2022.
غرق الطراد الروسي «موسكو» في مياه البحر الاسود بصاروخين اوكرانيين له ما بعده لجهة تصعيد المواجهات الأمنية والسياسية مع أوروبا وأمريكا،ولعل إسقاط روسيا طائرة شحن عسكرية اوكرانية محملة بالاسلحة الأمريكية في أجواء الناتو أو في أجواء أوكرانيا وتشديد الضربات الصاروخية على العاصمة كييف يؤشر على ذلك..والسؤال ماذا بعد..وما هي النقاط التي تحققت لواشنطن وموسكو؟!.
نقاط واشنطن تمثلت في عزل روسيا عن أوروبا وهذا بحد ذاته إنجاز سياسي وامني هام لجهة تكريس التبعية الأوروبية لها، كما حصدت ثمار عزل روسيا عن النظام المالي العالمي، وهنا ما زالت تضغط على أوروبا إلى إدخال الطاقة الروسية ضمن ذلك،كما تحقق لها رغبة فنلندا والسويد بالانضمام إلى هيمنتها في الناتو، وهذا ما زال قيد الدراسة، كما تحقق لها تشويه صورة روسيا على مستوى العالم بعد مجزرة بوتشا واخراجها من مجلس حقوق الإنسان، وما زالت تحاول كسب نقاط هامة في مسارات الحرب باطالة امدها واستثمار ذلك في دق اسفين بين موسكو وبكين،كما أنها ما زالت تناور لفرض هيمنتها على اوكرانيا، كما حققت نقاط هامة هامشية وتسعى إلى المزيد، فيما شكلت النقاط الروسية أولى ضربات إنهاء الاحادية الأمريكية على العالم، وانتزاع أهداف سياسية وأمنية في أوكرانيا ذاتها، وارباك أوروبا في تعاملاتها المالية واعتمادها على الدولار، كما تحقق لها تقوية تحالفاتها الاقتصادية مع الصين وعودتها إلى المسرح الدولي بموقع القيادة، وانجزت خطوط سياسية حمراء لمناطق نفوذها في أوروبا والعالم، وانتصارها على أوكرانيا أمنيا له ما بعده في بوابة أوروبا كلها، وانكسارها أيضا له ما بعده، فالحرب طاحنة والحسم في ماريوبول يشي بالكثير، وهناك نقاط هامشية تحققت لها..لكن ماذا بعد اغراق الطراد موسكوفا؟!.
ما بعد اغراق الطراد موسكوفا ازدادت وتيرة الضربات الصاروخية الروسية على البنى التحتية في أوكرانيا، وازدادت لهجة التحذيرات لواشنطن ودورها في تزويد نظام كييف بالاسلحة ،وأبعد من هذا فإن تقارير استخباراتية تتحدث عن رغبة اقليم خيرسون بالانفصال عن أوكرانيا، وهذا له ما بعده في حماية شبه جزيرة القرم وابعاد أوكرانيا عن البحر الاسود، كما تحقق لموسكو انفصال الدونباس وإقامة جمهوريتي لوغانستك ودينتسك، وتهديدات الرئيس زيلينسكي بوقف المفاوضات لا معنى لها في ظل اختلال موازين القوى وخسارته شبه المؤكدة للحرب مع روسيا.
إنهاء الهيمنة الاحادية الأمريكية على العالم قابله غرق الهيمنة للطراد «موسكو « على مياه البحر الاسود، وتهميش الوجه الروسي، فالمعركة في أوكرانيا لكنها على أوروبا والعالم، وبكل الأحوال فإن الصين تنتظر وتهمهم نحو إعادة تايوان إلى حظيرتها..ويبقى السؤال..هل تغرق أوروبا كلها في دوامات العنف والحروب على غرار ما حدث في الشرق الأوسط بعد غزو العراق 2003م ام تنجو ويبقى الصراع محصورا على أوكرانيا؟!.
الأيام القادمات تجيبنا على ذلك، لكن الحقيقة أن الخوف يستوطن شعوب أوروبا وانظمتها..فالغرق لموسكو ربما يجر معه غرق أوروبا وأمريكا والعالم .