العامري وحلفاؤه يستعينون بالسفارات الأجنبية لترطيب الأجواء مع الصدر
ترجمة حامد احمد
أفاد تقرير بريطاني، أن زعيم تحالف الفتح وجه اتهامات إلى السفير البريطاني في بغداد مارك برايسون ريجاردسون، بوقوف بلاده وراء الأزمة السياسية، مبينة أن قادة الإطار التنسيقي استمعوا إلى نصائح أميركية بالاستعانة بالبعثات الأجنبية في ترطيب الأجواء مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وذكر تقرير لموقع (مدل إيست آي)، ترجمته (المدى)، أن “زعيم تحالف الفتح هادي العامري، استقبل في مستهل الشهر الحالي السفير البريطاني مارك برايسون ريجاردسون، الذي لبى دعوة العامري للقاء به، عقب عدة لقاءات أجراها سياسيون من تحالف الفتح مع سفراء ودبلوماسيين أجانب في البلد”.
وأضاف التقرير، أن “العامري واتباعه في الإطار التنسيقي وفي مسعى منهم للتوصل الى سبيل لتشكيل حكومة عراقية جديدة، كانوا يستطلعون آراء سفارات اجنبية بهذا الخصوص”. وأشار، إلى أن “كل تلك اللقاءات كانت تجري بشكل ودي على نحو كبير، ولكن لقاء برايسون ريجاردسون في 2 نيسان مع العامري كان يشوبه التوتر بعض الشيء”. وكشف التقرير، عن “قيام زعيم الفتح بتوجيه الاتهام إلى سفير المملكة المتحدة بالتدخل المستمر بالشأن السياسي بزعمه وجود معلومات استخبارية حول محاولات بريطانية لزعزعة الوضع السياسي العراقي”.
مصدر مقرب من العامري وصف اللقاء، بحسب التقرير، بانه كان ساخناً، وقال إن “زعيم الفتح تحدث بشكل مباشر عن مؤامرة تقودها بريطانيا لانتزاع القوة من الشيعة.” وأوضح التقرير، أن “التهمة تتمثل بان بريطانيا كانت تشجع مقتدى الصدر وحلفاءه لتشكيل حكومة اغلبية يتم فيها تهميش عدة أطراف شيعية أخرى وفرض نظام سياسي جديد في العراق”.
وشدد، على أن “الأحزاب السياسية في العراق اعتادت منذ العام 2003 على ان تشكل حكومة على أساس المحاصصة يكون لكل فائز في الانتخابات حصة في الحكم”. وتابع التقرير، أن “أداء تحالف الفتح كان في انتخابات تشرين الأول الأخيرة ضعيفاً في حين حصل التيار الصدري على النسبة الأكبر من المقاعد مما اعطاه الفرصة الاقوى لتشكيل حكومة”. وأوضح، ان “قياديين شيعة قالوا ان الوضع الحالي لا ينظر اليه على انه خسارة نفوذ لأطراف شيعية كبيرة، بقدر ما هي قضية وجود”.
ولفت التقرير، إلى أن “هذه الأطراف تتهم بريطانيا والولايات المتحدة بتشجيع الصدر وحلفائه السنة والكرد للمضي بهذه السياسة التي يقولون عنها بان واشنطن ولندن كانتا تخططان لها منذ سنوات”. وأفاد قيادي مقرب من العامري، بحسب التقرير، بأن “هذا المشروع ليس بجديد، ولكن البريطانيين وجدوا أخيرا من يتحالف معهم وينفذه”.
وتابع القيادي، أن “لقاءات قادة الفتح مع سفراء آخرين كان الغرض منها الطلب من بعضهم إيقاف دعمهم للصدر وحلفائه، ولتحذيرهم من عواقب المضي بهكذا مشروع.” وأشار، إلى أن “النتيجة الحتمية للمشروع الذي يتبناه الصدر هي حرب أهلية وتقسيم، وعندها سيدفع الكل الثمن، والضرر سوف لن يقتصر على العراق فقط.” وتحدث التقرير، عن “نجاح الإطار التنسيقي في تشكيل الثلث المعطل من برلمانيين الذي منع من حصول نصاب مطلوب داخل قبة البرلمان للتصويت على رئيس جديد للبلاد الذي بدوره يفتح الباب لتشكيل حكومة جديدة”. ووجد، أن “ذلك يأتي خشية منهم لفقدان نفوذ احزابهم مع المنافع الاقتصادية المترتبة على المشاركة في السلطة”. وأضاف التقرير، أن “الصدر اعتكف عن المشهد السياسي لمدة 40 يوماً تعبيرا عن استيائه لهذا التعطيل، موجها الكلام لخصومه انه بإمكانهم المحاولة لتشكيل حكومة خلال هذه الفترة بدلا منه، ورغم ذلك فان الصدر مصر على تعهده بتشكيل حكومة اغلبية”. وزاد، أن “اتباع الصدر ومناصريه يصفون خطته لتشكيل حكومة اغلبية بمثابة مقشة يمكن من خلالها إزالة الفساد وتنقية العملية السياسية العراقية، أما خصومه فانهم يميلون لتشبيه خطته بإناء فخاري من قطع سيراميك هش يمكن ان يتفتت بسهولة إذا ما تعرض لأمر مقلق”. وينقل التقرير عن قيادي شيعي بارز القول، إن “المشروع يهدف للسيطرة على فوضى ظلت عالقة منذ زمن وذلك باستبدال عشرات من قادة فصائل مسلحة وعصابات جريمة منظمة تسيطر حاليا على المشهد السياسي والأمني في العراق بقيادة واحدة”.
وتابع القيادي الذي لم يكشف عن اسمه، أن “الصدر هو الشخص المناسب للعب هذا الدور في مسعاه للقضاء على الفساد والمظاهر المسلحة.” يأتي ذلك في وقت كشف قادة في الإطار التنسيقي، وفقاً للتقرير، عن قيام “الولايات المتحدة بالاقتراح على زعماء التحالف الشيعي بان يتواصلوا مع سفارات وبعثات اجنبية لترطيب الجو وتهيئة الطريق لمفاوضات مع كتل سنية وكردية”. ويرى قيادي مقرب من المالكي، أن “الأمور أصبحت معقدة جدا والكل كان يتحرك ببطء على مدى أشهر ولم يتمكن أي من الأحزاب المتصارعة من فرض مشروعه، ولأجل كسر الجمود والتفاوض وفقا لأحكام مشاركة جديدة”. وتابع القيادي، أن “الوضع بحاجة إلى مبادرة دولية أو وسيلة ما للخروج لتخفيف التوتر وكسر هذا الجمود السياسي”. وطالب، “جميع اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين بان يعيدوا النظر بموقفهم لتحقيق هذا، كنا نعتقد ان مفاتحة بعثات دبلوماسية اجنبية لحلحلة الوضع أمر مطلوب وحتمي.”
ومضى التقرير، إلى أن “مسؤولين في السفارة الأميركية رفضوا التعليق على هذا الادعاء عند الطلب منهم”.
عن مدل ايست آي