1

الإمارات ونصرة الأقصى

عيسى العميري- الاتحاد الإماراتية

إن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة باستدعاء السفير الإسرائيلي للاحتجاج على الأحداث التي تشهدها القدس والمسجد الأقصى، قد لا يعني الكثير بالنسبة لبعض محترفي صناعة الشعارات ممن لا ينجزون ولا يجيدون في حياتهم سوى الانتقاد لمجرد الانتقاد.

على أية حال إن تلك الخطوة المشكورة، المتخذة من قبل الإمارات، تعني الكثير بالمعنى السياسي والدبلوماسي. فهي بما تمثله مؤشرٌ بالغ الأهمية على الصعيد السياسي الدولي.. وقد تصل إلى مراحل مهمة جداً على صعيد وضع حد لتلك الأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى.

فخطوة دولة الإمارات تجاه دولة إسرائيل تمثل مرحلة مهمة على صعيد العلاقات بين البلدين، وترسل إشارات مهمة لإسرائيل بوقوف دولة الإمارات العربية موقفاً مبدئياً تجاه المسجد الأقصى أولاً، وتجاه الشعب الفلسطيني الشقيق ثانياً.. كما تُوصل رسالةً بأن الشعب الفلسطيني ليس وحيداً في مطالبته السلمية بحقوقه العادلة.

لكن ذلك الموقف يسجل أمراً مهماً آخر، قد يمثَّل في مواقع أخرى بالقول إن إقامة علاقات مع إسرائيل لا تعني غض الطرف عن الأحداث التي يشهدها المسجد الأقصى، إذ تثبت سياسة دولة الإمارات يوماً بعد آخر أنها السياسة المتزنة والرائدة في التعامل مع الدول الأخرى على الصعيد العالمي، وبما يضمن حفظ الحقوق للجميع وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني الشقيق.

لقد أعربت الإمارات رسمياً عن احتجاجها على الأحداث التي شهدها القدس والمسجد الأقصى، وأكدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ضرورةَ الوقف الفوري لهذه الممارسات، وتوفير الحماية الكاملة للمصلين، واحترام السلطات الإسرائيلية حق الفلسطينيين في ممارسة شعائرهم الدينية، ووقف أية ممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى، معربةً عن قلقها من تصاعد حدة التوتر الذي يهدد الاستقرار والأمن في المنطقة.

كما أن تشديد الإمارات على ضرورة احترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف، بموجب القانون الدولي والوضع التاريخي القائم وعدم المساس بصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى.. هو أمر ضروري لخلق بيئة مناسبة تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.. وهو أمر ثابت في رؤية الإمارات وفي مواقفها السياسية بعيداً عن أي اعتبارات أخرى. وتندرج الخطوة الأخيرة من جانب الإمارات، وموقفها من أحداث المسجد الأقصى، في مسار السياسة العامة للدولة.. وهي خطوة تؤكد الدعم والمساندة اللذين تقدمهما الإمارات للشعب الفلسطيني، تجسيداً لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم.

التعليقات معطلة.