مقال خطير لكاتب سويدي يحذر من محرقة للمسلمين في السويد وأوروبا
إيهاب مقبل – ترجمة
مقال بعنوان: (هل ينبغي منع حرق القرآن؟) للمحرر السياسي لصحيفة أفتون بلادت السويدية أندرس ليندبيرج.
تاريخ المقال السادس من سبتمبر أيلول عام 2020.
أدناه يمكنك العثور على المُقدمة التمهيدية للنشرة الأخبارية لهذا الأسبوع من المُحرر السياسي لصحيفة أفتون بلادت. في النشرة الإخبارية، فاننا نُفكر في سبب كتابة الأشياء وكيف نفكر الآن. يوجد أيضًا روابط لنصوص جيدة من الأسبوع الماضي.
وفي مالمو يُحرق هذا…
من أغرب النقاشات خِلال هذا الأسبوع قضية القرآن. السياسي الدنماركي راسموس بالودان، والذي فشلَ في الإنتخابات الأخيرة في دخول البرلمان، لم يحصل على إذن بحرق القرآن في ضاحية روزنغورد بمدينة مالمو جنوب السويد.
هو مُنعَ من دخول الضاحية عندما وصلَ اليها على أية حال.
“لا نحتاجها في بلادنا!”، يقول رئيس الوزراء ستيفان لوفين.
لكن الشرطة هي من تُقرر.
لقد كتبت نصًا حول حرق القرآن خلال هذا الأسبوع بعنوان: (حرق القرآن يدور حول العنصرية). وقدْ تسائل العديد حول ما أعنيه. ولذلك سوف أتحدث أكثر حول هذا الموضوع.
تعرضَ القرآن للحرق للمرة الثانية في مدينة مالمو في ظل غياب بالودان، وكانت النتيجة أعمال شغب وتخريب. أعتقد أن هذا الشخص يُريد تحقيق نفس الشيء في العاصمة ستوكهولم، وعلى وجه الدقة في مناطق بوتشيركا وفيتيا وألبي.
أعمال شغب وتخريب.
دعونا نتحدث بصراحة عن ذلك.
ليس اليمين المتطرف من فلاسفة التنوير الفرنسيين الذين يريدون التشكيك في سلطة الكنيسة على المجتمع.
إنهم لا يهاجمون القوى العلمانية والدينية. إنهم لا يبحثون عن الحرية، بل القوة. ولذلك، هم يستهدفون الضعفاء.
كما يفعل المتنمرون والبلطجية دائمًا.
ينتمي راسموس بالودان إلى فصيلة السياسيين اليمينيين الذين تتمثل فكرتهم السياسية الوحيدة في السخرية من المسلمين. لقدْ سبق أن لفَ القرآن بلحم الخنزير المُقدد.
إذن ما الذي يعنيه حرق الكُتب؟
ترجع الأفكار بالطبع إلى عمليات حرق الكُتب في ألمانيا النازية في العاشر من مايو أيار عام 1933م، وذلك كمقدمة رمزية للإرهاب وعمليات التطهير ومعسكرات الإعتقال التي تلتها.
كانت كلمات هاينرش هاينه الشهيرة هاجسًا قاسيًا: “كانت هذه مُجرد مقدمة. عندما تحرق الكُتب، فسرعان ما تحرق الناس أيضًا”. هو قالها في وقت مُبكر من عام 1821م.
بالمناسبة، كانت كُتب هاينرش هاينه من بين تلك الكُتب التي أحرقها النازيون.
حرق الكُتب هو شكل من أشكال مناهضة الفكر، وهو غباء قريب جدًا لليمين المتطرف. بالأمس كانَ همينغوي وفرويد وماركس هم الذين إحترقوا – اليوم القرآن.
بالأمس كان اليهود هم الهدف – اليوم المسلمون.
إحتقار الأخرين والسخرية منهم والرغبة للسلطة وتكريم حق القوي هو نفس الشيء.
بالطبع، حرق القرآن ليس مسألة حرية تعبير حتى بالنسبة لليمين المتطرف نفسه – إنها مسألة عنصرية.
هل يتوجب منع العنصرية إذًا؟
الجواب المُحزن بإنه ذلك يعتمد على الشيء. الآراء مسموح بها بالطبع، ولكن ليس دائمًا جميع الأعمال. لم تكن حرية التعبير بلا حدود على الإطلاق.
التشهير هو نوع من الكلام غير المشروع. التحريض ممنوع وكذلك إطلاق التهديدات والتحريض ضد الجماعات العرقية. لا يسمح بالتنمر سواء في المدرسة أو في مكان العمل.
لكن كل شيء يعتمد على سياقها. التمتمة على مائدة العشاء هي ليست كالصراخ بشيء أمام حشد غاضب.
إنني أميل إلى الإعتقاد بأن حرق القرآن الذي يتم إعداده الآن في ستوكهولم يجب إدراجه بشكل معقول في عنوان التحريض ضد الجماعات العرقية. الغرض واضح تمامًا: التعبير عن إزدراء المسلمين.
بالتأكيد يرتدي ورنيشًا رقيقًا دفاعًا عن حرية التعبير، ولكنه لا يزال (توضيح: كلمة ورنيش تُقال في اللغة السويدية مجازًاعن إخفاء سطحي لشيء سلبي).h
يقول بالودان نفسه لصحيفة سيدسفينسكان السويدية: “الشيطان نفسه يسخر ويهين الإسلام والنبي الكذاب مُحمد..”.
وبالتالي، فإن الرد المعقول على هذه الأعمال هو أن تقبض الشرطة على أولئك الأشخاص الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم ويتم محاكمتهم كالمجرمين الآخرين.
ومع ذلك، فإن أولئك الذين يحرقون الكتُب ليس بمقدورهم توقع فِعل ذلك دون إنكار. تنطبق حرية التظاهر والتعبير أيضًا على الديمقراطيين الذين يدافعون عن القيمة المتساوية للجميع.
لا أعرف ما إذا كان راسموس بالودان، أو أتباعه، سيحصلون على تصريح إجتماع مُنظم. ربما لا ينبغي عليهم الحصول على التصريح. بشكل معقول، لا ينبغي للشرطة في مدينة ستوكهولم إجراء تقييم قانوني مختلف عن التقييم في مدينة مالمو.
يجب معاملة الحالات على قدم من المساواة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك جائحة تحدث الآن. ألغت مُظاهرة لحركة “حياة السود مُهمة” في مدينة غوتنبرغ، كما ألغي إحتفال الأول من مايو أيار بأكمله. مازلتُ في الواقع لا أفهم لماذا يجب معاملة حرق المصحف بإيجابية!
لكن مهما كان الأمر، فأنني أعتقد أن أهم شيء الآن هو أن راسموس بالودان لا يحصل على ما يريد. لا نريد أن نشهد أعمال شغب وتخريب. من العار إنه لم ينجح حتى الآن من تصوير نفسه على أنه شهيد، إنه لأمر مؤسف.
مقال بعنوان: (حرق القرآن يدور حول العنصرية) للمحلل السياسي لصحيفة أفتون بلادت أندرس ليندبيرج. قال هاينرش هاينه: “عندما تحرق الكُتب، فسرعان ما تحرق الناس أيضًا”
تاريخ المقال الثالث من سبتمبر أيلول عام 2020
بدأت يوم الأربعاء محاكمة 14 شخص يُشتبه في ضلوعهم في الهجوم الإرهابي على المجلة الساخرة شارلي إبدو عام 2015م.
المحرر
كانت الصحيفة قدْ نشرت رسوم كاريكاتورية للنبي محمد، والتي استغلها الأخوان سعيد وشريف كواتشي لقتل ما مجموعه اثني عشر شخصًا في الصحيفة وفي المتجر اليهودي.
دافعَ العالم بأسرة عن حرية الصحافة والتعبير، وكانت صرخة معركة ضد الأشخاص الذين يريدون تقييد الحق في التحدث والكتابة بحرية.
أوجه التشابه
هل يوجد تشابه بين شارلي إبدو، والتي أعادت نشر الرسوم الكاريكاتورية عن مُحمد، والمستفز الدنماركي راسموس بالودان، والذي أراد حرق القرآن في ضاحية روزنغورد بمدينة مالمو جنوب السويد؟
نعم بلا أدنى شك. كلاهما إستفزاز وسخرية ومضايقة. كلاهما يستخدم حرية التعبير لقول أشياء لا يتفق معها معظمنا.
أحد الإختلافات هو أنه بينما تَضرب شارلي إيبدو في جميع الاتجاهات، ضد السُلطة والضعفاء، وضد جميع الأديان والجماعات السياسية، ينطلق راسموس بالودان بحملته ضد المسلمين.
إختلافات مُهمة
الإختلافات المُهمة هي أن راسموس بالودان اختار نوعًا من التجهيزات من خزانة فضول اليمين المتطرف، والتي لا تقع بوضوح ضمن حدود حرية التعبير.
لم يحصل بالودان على تصريح بحرق القرآن وجرى إيقافه عند الحدود. ولكن جرى إحراق القرآن على أية حال، ويوجد حاليًا ستة أشخاص يشتبه في قيامهم بالتحريض ضد مجموعات عرقية بينما يُشتبه في قيام أربعة عشر بأعمال شغب عنيفة.
قالَ هاينرش هاينه: “عندما تحرق الكُتب، فسرعان ما تحرق الناس أيضًا”.
لا يستحق الإهتمام
سواء كانَ حرق القرآن بالطريقة التي رأيناها جريمة كراهية أم لا، فإنه ينبغي علينا أن نرى. في مكان ما هنا تتوقف حرية التعبير وفقًا للقانون السويدي.
ولكن بغض النظر عما يقوله كتاب القانون، فمن الواضح إن حرق القرآن كان جزءًا من دعاية عنصرية بسيطة. وعلى هذا النحو، فإنه يستحق منا فقط تقديم الإزدراء على فِعل ذلك، وليس المزيد من اهتمامنا.
معلومات عن الكاتب أندرس ليندبيرج (الإسم يُلفظ أندش ليندبيري)
أندرس ليندبيرج، وهو من مواليد مدينة غوتنبرغ عام 1972م، وهو كاتب رئيسي في الحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي الحاكم، ومسؤول سياسي، وسياسي محلي سابق. يعمل كاتبًا في الصفحة الافتتاحية لصحيفة افتونبلاديت منذ عام 2010م، ومنذ عام 2018م أصبح المحرر السياسي للصحيفة. عملَ ليندبيرج في السابق كخبير سياسي لوزارة الخارجية السويدية والسكرتير السياسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، وهو متزوج من السياسية الاشتراكية الديمقراطية “أوسا ويستلوند” العضوة السابقة في البرلمان الاوروبي خلال الفترة 2004 – 2014.
ملاحظة: في وقت سابق من العام الماضي رفضت شرطة مالمو منح راسموس بالودان تصريح بحرق القرآن، واعتبرت ذلك كاستهداف ضد مجموعة عرقية: