معدلات غير مسبوقة بإصابات الحمى النزفية في ذي قار
ذي قار / حسين العامل
اعلنت شعبة السيطرة على الامراض الانتقالية في دائرة صحة ذي قار عن تسجيل معدلات غير مسبوقة بالإصابة بمرض الحمى النزفية، وفيما دعت الى تفعيل الاجراءات البيطرية للحيلولة دون انتشار المرض،
وجهت الحكومة المحلية اصابع الاتهام الى وزارة الزراعة بعدم توفير المواد الخاصة بمكافحة الحشرات المتطفلة الناقلة للحمى النزفية. وقال مدير شعبة السيطرة على الامراض الانتقالية الدكتور حيدر علي حنتوش لـ(المدى)، انه “منذ منتصف العام المنصرم 2021 ولغاية اليوم تم تسجيل معدلات اصابة بالحمى النزفية غير مسبوقة وغير متوقعة” مبينا ان اجمالي الاصابات بلغ 30 اصابة بينها 10 حالات وفاة خلال المدة ذاتها”.
وأضاف حنتوش، ان “الاصابات تتوزع بواقع 16 اصابة و7 وفيات خلال النصف الثاني من عام 2021 و14 اصابة مؤكدة وثلاث وفيات خلال الثلث الاول من عام 2022″، مؤكدا ان “الوفيات تشكل ثلث عدد المصابين”. وأشار، الى ان “الاصابات بمرض الحمى النزفية تصاعدت خلال العام المنصرم والحالي”، كاشفا عن ان “اخر اصابة وحالة وفاة مسجلة في السابق كانت عام 2018 فيما لم تشهد الاعوام 2019 و2020 والنصف الاول من عام 2021 اية اصابة”.
ولفت حنتوش، الى ان “الاصابات اخذت تتصاعد خلال النصف الثاني من عام 2021 وتواصلت حتى الان لتسجل معدلات غير مسبوقة”. مشدداً على أن “مرض الحمى النزفية من الامراض الخطيرة التي تصل معدلات الوفيات فيه الى 40 بالمئة”.
وعن طرق انتقال المرض قال حنتوش، ان “المرض هو مرض فايروسي حيواني المنشأ وينتقل بصورة خاصة من خلال المواشي اذ تعتبر الحيوانات ناقلا للمرض ولا تتأثر به كثيرا وهو ينتقل عبر لدغة حشرة القراد المتطفل على الحيوانات المصابة وكذلك ينتقل الى الانسان عبر دم الحيوان المصاب، ولاسيما المتعاملين مع لحوم الحيوانات وهم مصابون بجروح اذ ينتقل من خلال ذلك”. وأردف حنتوش، ان “الفئات الاكثر عرضة للإصابة به هم مربو المواشي والقصابون إضافة إلى المتعاملين مع لحوم المواشي المصابة”، مؤكداً “اصابة بعض النساء نتيجة تقطيع لحوم طازجة لحيوان مصاب”. وتتوزع الاصابات المسجلة هذا العام بين اقضية سوق الشيوخ والرفاعي وناحية اور وحالة واحدة في منطقة الثورة بالناصرية.
وعن الاجراءات الوقائية والعلاجية، علق حنتوش، ان “ادارة المحافظة سبق وان شكّلت لجنة لمتابعة مرض الحمى النزفية برئاسة معاون المحافظ عباس الخزاعي ودوائر البيطرة والزراعة والبلديات والصحة والبيئة وقيادة الشرطة”، مؤكدا “تخصيص ردهة عزل متكاملة للمرضى المصابين في مستشفى الحسين التعليمي”.
واشار حنتوش الى ان “الاجراء الوقائي الاول يتمثل بالسيطرة على حشرة القراد التي تعد الناقل الاول للمرض”، مبينا ان “هذا الاجراء معطل في الوقت الحاضر كون مواد مكافحة الحشرة المذكورة لم تتوفر بالصورة الكافية من قبل وزارة الزراعة”.
وبدوره قال معاون محافظ ذي قار لشؤون التخطيط والذي يرأس اللجنة الزراعية في ذي قار فيصل الشريفي إلى (المدى)، ان “دوائر البيطرة اتخذت اجراءات لحصر بؤر الاصابة لغرض السيطرة على المرض والحد من انتقاله”، مشيرا الى ان “المشكلة الاساسية تكمن في كون المرض من الامراض الانتقالية”.
وعن عدم توفير مواد لمكافحة حشرة القراد الناقلة للمرض، قال الشريفي ان “توفير واستيراد المواد الداخلة في مكافحة هذه الحشرة هي من الصلاحيات الحصرية بوزارة الزراعة ولا يحق للحكومات المحلية استيرادها”. وأكد الشريفي، أن “الوزارة لم توفرها حتى الان وليس في موازنة الحكومة المحلية باب صرف لشراء تلك المواد”. ونوه، إلى أن “وزارة الزراعة تطلب من المحافظات توفير الاموال لهذا الغرض وايداعها في حساب الوزارة لتتولى هي شراءه ومن ثم توزيعه على المحافظات وهذه عملية طويلة ولا تنسجم مع متطلبات الحالة الطارئة التي تتعلق بحياة الناس”.
وكشف الشريفي عن ان “القيود الوزارية جدا معقدة وارتفاع معدلات الاصابة تتطلب اجراءات سريعة وعاجلة للحد من انتشار وتفاقم المرض”.
ودعا، “وزارة الزراعة الى اتخاذ اجراءات فورية لتوفير مواد مكافحة الحشرات الناقلة للمرض كون المرض يمكن ان ينتقل حتى عن طريق عضة الكلاب السائبة وهنا تكمن الخطورة”، على حد قوله.
وبدوره كشف مدير المستشفى البيطري في ذي قار عماد ذياب النصار عدداً من الاجراءات التي اتخذتها خلية الازمة التي شكلتها المحافظة مؤخرا للحد من انتقال المرض”. وتحدث ذياب، إلى (المدى) عن “اتخاذ عدد من القرارات من بينها عدم دخول وخروج الحيوانات من والى المحافظة وعدم خروج الحيوانات من المناطق الموبوءة الى المناطق السليمة”. وأشار، إلى “اتخاذ قرار بشأن مكافحة الذبح العشوائي وحصر عملية ذبح المواشي بالمجازر الرسمية”.