العَلمانية والعِلمانية!!
العَلمانية والعِلمانية!!
SECULAR
سيكيولر تعني مدني , فكيف تحققت ترجمتها إلى عَلماني؟!!
هل أن في ذلك مغزى دفين لقتل العِلم فينا”!!
العَلمانية مصطلح تم الضحك به على الأجيال المتعاقبة , وجعلها تراه دولة بلا دين , أو أحزاب لا تؤمن بدين , وصار وصمة قبيحة تنفر منها الناس , وتعاديه الحركات المدَّعية بدين , بل هو عدو الدين.
والعٍلمانية من العِلم , فالأمة في حقيقتها عِلمانية , ووفقا لأسس ومنطلقات المسيرة العِلمية تألق وجودها الحضاري.
ويبدو أن الجارتين الشرقية والشمالية للأمة تحقق عندهما مفهوم العِلمانية , فاتخذتا العِلم منهجا وسلوكا متواصلا ومتوارثا , فأدى لإنطلاقات متنوعة في ميادين الإبداع والإبتكار.
ومجتمعاتنا تبدد وقتها في الكلام عن العَلمانية , وتتدثر بالخطابات والأقوال الدينية , فجعلت الحياة في الدين وليس الدين في الحياة.
وعند الجارتين الدين في الحياة وليس العكس , فانطلقتا في مسيرة تقدمية صاعدة متواكبة مع إرادة العصر.
فكل منهما قوة إقليمية ذات شأن كوكبي وقدرة على التأثير في الأحداث العالمية.
أما دول العرب فتتلقى الصفعات من جميع الجهات , مخنعة تستلطف التبعية والهوان , وما عندها غير النفط تتبجح به , وقد سخرت عائداته لتدمير وجودها والنيل من بعضها , فأحرقت به أكثر مما بنت وعمّرت.
ولا زلنا ندوِّر الإسطوانة المشروخة لتعزف لنا أنغام العَلمانية , وتدفع بنا إلى ظلمات الذين لا يفقهون ونحسبهم لجهلنا من العارفين , فننزوي تحت عباءاتهم ونرتع في ميادين أضاليلهم ودجلهم , فيستعبدونا ويأخذونا إلى ما يحقق رغباتهم , وما تمليه أمّارات ما فيهم , فإلى متى سنبقى مغفلين , ومتى سننطلق في رحاب العِلم , ونوظف قدراتنا للتحليق في آفاق العصر الدفاق بالجديد والمفيد؟
فبدون العلم لن نكون!!
فهل من عِلمانية حضارية ذات عيون؟!!
د-صادق السامرائي