خبير ستراتيجي يحذر من وصول الصواريخ البالستية الإيرانية إلى سنجار: المنطقة ستسقط
حذّر الخبير الأمني والستراتيجي أعياد الطوفان، من أن وصول الصواريخ البالستية الإيرانية ذات المدى الطويل، مثل صواريخ “ذو الفقار” و”الشهباء”، سيؤدي إلى سقوط المنطقة، مشيراً إلى أن سنجار تحولت من مشكلة محلية إلى مشكلة إقليمية مهمة، تتنافس عليها تركيا وإيران.وقال الطوفان اليوم الثلاثاء (3 أيار 2022)، إنه “لم تعد مشكلة سنجار، مشكلة محلية أبداً، إذ أصبحت الآن مشكلة إقليمية مهمة، يتنافس عليها الأتراك والإيرانيون”، مردفاً ان “الحكومة العراقية تأخذ دور المتفرج والشجب والاستنكار ليس إلا”.وحول أهمية قضاء سنجار بالنسبة لتركيا، عدّ طوفان رغبة تركيا في السيطرة عليها إلى أنهم “يعتبرونها ضمن حدودهم الأمنية الإقليمية، لذلك يعملون على قطع الطريق بين قواعد حزب العمال الكوردستاني في جبل متين وهذه المناطق مع شمال وشرق سوريا، لكي لا تمتد هذه الحركة لمساحة أوسع”.أما بالنسبة لإيران، أشار إلى أنها “تحتاج سنجار، حتى تحافظ على طريق الحرير المار من إيران باتجاه العراق، مروراً بالموصل ووصولاً إلى سوريا ولبنان”.“لهذا اكتسب قضاء سنجار وجبلها الممتد 71 كيلو متراً، وبارتفاع 1440 عن مستوى سطح الأرض، أهمية كبيرة، كونه يسيطر على تلك المنطقة جمعاء”، وفقاً للطوفان.ولفت إلى أن “حزب العمال الكوردستاني بالتعاون مع بعض الميليشيات استطاع أن يعمل له منظومة أنفاق كبيرة في هذا النفق”، محذراً من أنه “إذا ما وصلت صواريخ ذو الفقار والشهاب البالستية الإيرانية التي يتجاوز مداها 1200 كيلو متر إلى سنجار، فستسقط جميع المنطقة”.وأضاف انه “من جبل سنجار لمنتصف تل أبيب تبلغ المسافة 780 كيلو متراً، ومن سنجار إلى القاعدة البحرية الروسية في اللاذقية 535 كيلو متراً، وكذلك من سنجار إلى القاعدة الأميركية الموجودة في التنف بسوريا 340 كيلو متراً، ومن سنجار إلى مدينة القائم تقريباً 302 كيلو متر، ومن سنجار إلى قاعدة عين الأسد 352 كيلو متراً، ومن سنجار إلى مدينة قامشلو 82 كيلو متراً، ومن سنجار إلى تركيا 80 كيلو متراً، ومن سنجار إلى دهوك 123 كيلو متراً، أما إقليم كوردستان بأكمله فهو تحت سيطرته”.وأردف أن ذلك يعني أن صاروخ ذو الفقار الذي يبلع سرعة إطلاقه 1200 كيلو متر، “بإمكانه الوصول إلى كل هذه المناطق، ومن الممكن أن تهدد ليس فقط العراق وتركيا، بل المنطقة بأكملها”.وتابع طوفان أنه “كان من الخطأ الكبير بعد أحداث 2014 وسيطرة داعش، أن لم تعد الحكومة العراقية بقوة إلى هذه المنطقة، وتركتها للميليشيات التي تعاونت مع حزب العمال الكوردستاني، والذي أمّن التواصل بين قواعده الرئيسة في سلسلة جبال قنديل ومتين وصولاً إلى شمال وشرق سوريا، لذلك أصبح وجودهم خطيراً جداً”.وبشأن الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان المتفق عليه عام 2020 وكان من المفروض ان يدخل حيز التنفيذ في الأول من آذار 2021، ووضعت الخطوط العريضة وخطة العمل وخارطة الطريق لإدارة مدينة سنجار من الناحيتين الأمنية والخدمية، ذكر الطوفان أن “الحكومة الاتحادية لم تستطع تنفيذ هذا القرار وبالتالي هذه القوات تحت كافة المسميات تعاملها مع الفصائل المنفلتة المسلحة الولائية ووجودها، قد أمّن لها قوة كبيرة تريد من خلاله السيطرة على سنجار ولا تقبل بديلاً عنها أبداً”.وبما يخص مناطق تواجد داعش، أشار الخبير الأمني إلى أن تواجده “يمتد من مدينة البعاج جنوب سنجار، نزولاً إلى الصحراء الممتدة إلى محافظتي صلاح الدين والأنبار، أما في سنجار وأطرافها فهي خالية من تنظيم داعش”، مضيفاً أنه “تتواجد فيها فصائل مسلحة ولائية وهناك الحشد الشعبي أيضاً، والتواجد الكبير لمنظمة حزب العمال الكوردستاني التركي”.ونوّه إلى أن “الحشد الشعبي وفقاً للقانون 40 للعام 2016، أصبح جزءاً من القوات المسلحة العراقية، وإن كان يؤتمر حصراً من قبل القائد العام للقوات المسلحة، وهذه حادثة غريبة أيضاً”، معرباً عن استغرابه من أن “لدى الحشد الشعبي ميزانية، تبلغ 80 مليون دولار، من ضمن الميزانية العامة، إضافة لإعطائه حرية التسليح والتجهيز على أي سلاح أو تجهيزات من الممكن أن يستفاد منها”.ومن ناحية أخرى، أبدى طوفان رفضه لـ”وجود الفصائل المسلحة في بغداد، والتي تقصف المنطقة الخضراء أو قصفت مطار بغداد الدولي والقواعد في عين الأسد والبلد وحرير وكذلك مطار أربيل الدولي، جميعها تدّعي أنها ليست ضمن الحشد الشعبي، وأنها فصائل مقاومة”، متسائلاً: “أي مقاومة والحكومة بيدكم، أي مقاومة وأحزابكم تشكل الحكومات على مر السنوات الماضية، مقاومة من والمال والجيش والشرطة والداخلية والنفط تحت سيطرتكم؟”.الخبير الأمني والستراتيجي، بيّن أنه من الناحية القانونية، “أصبح التواجد الأميركي قانونياً وفقاً للاتفاق الذي وقّع عام 2008 ودخل حيز التنفيذ عام 2011، ويجب على الحكومة العراقية أن تحمي المتواجدين داخل أراضيها، سواء مستشارين أو متدربين”.ورأى أن “الشعارات والمبرقعات والدعايات، الغرض منها إدامة وجود تلك الفصائل المسلحة، وكذلك لإدامة خط آخر تقوده إيران، وهو الخط الولائي، يعمل بالضد من الحكومة الاتحادية”، مبيناً أنها “صاحبة القرار الأمني والسياسي والاقتصادي في هذه الحكومة الحالية وباقي الحكومات”.حول آلية العمل المشترك، شدد الطوفان على أنه “يجب التنسيق الكبير بين الحكومة الاتحادية وإقليم كوردستان من خلال عمليات جدية حقيقية، وليس بمطاردة مفرزة أمن من هنا أو هناك، وأن تتم عمليات تفتيش كبيرة جداً، وتطهير الجبل، إذ يجب أن يعود إلى الحكومة العراقية بسيطرة كاملة”، مردفاً أنه “يلزم التركيز على هذه المنطقة الحيوية جداً، التي وفقاً لموقعها الستراتيجي من الممكن أن تجلب للعراق الشر من قبل تركيا أو إيران أو حتى اسرائيل أو القوات الروسية في اللاذقية”.“الذي نظّم العلاقة الحدودية بين العراق وتركيا هي ثلاث معاهدات، وهي معاهدة سيفر عام 1920 ومعاهدة لوزان عام 1923 ومعاهدة أنقرة عام 1926، والمعاهدة الأخيرة وضعت شرطاً قاسياً جداً لم تستطع الحكومات العراقية من ذلك العام وحتى الآن، مناقشته أو إعادة النظر فيه، على أقل تقدير في هذه الاتفاقية”، وفقاً للطوفان.وأردف ان “الشرط يقول أن سنجار جزء من الأمن التركي الإقليمي، وولاية الموصل تعني كركوك ودهوك وأربيل والسليمانية وصولاً إلى خانقين، أي وفقاً لقانون الدولي يحق لتركيا أن تدخل وتصل لأبعد نقطة في هذه المناطق، ومن جهة أخرى، الجميع في الحكومة العراقية يستنكرون وينددون القصف التركي لاعتباره خرقاً للسيادة، وهنا لا أريد أن أبرره، لكن هل هناك سيادة للدولة العراقية في المناطق التي قصفت من قبل تركيا؟، إذ أن الموجودين على الأرض هم عصابات ومنظمات إرهابية، والحكومة العراقية لا تحرك ساكناً، وفي نفس الوقت يدعون أن ذلك خرق للسيادة وهو باعتقادي سياسية الكيل بمكيالين وغير دقيق جداً”، وفق حديث أعياد الطوفان.