70 % من لبنانيي الإمارات يريدون التغيير في بلادهم
أدلى أكثر من 100 ألف لبناني في الخارج بأصواتهم في انتخابات برلمانية يومي الجمعة والأحد، ودعم كثير منهم وجوهاً جديدة في الساحة السياسية بعد أن شهد لبنان أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990، أدت إلى انتشار الفقر والهجرة من البلاد.
وهناك زهاء 225 ألف لبناني في الخارج لهم حق التصويت في أكثر من 50 دولة في الانتخابات النيابية الأولى منذ الانهيار المالي في 2019، وانفجار مرفأ بيروت الذي أودى بأكثر من 215 شخصاً، ودمر أجزاء كبيرة من العاصمة في أغسطس (آب) 2020.
وقال هادي هاشم المسؤول في وزارة الخارجية اللبنانية إن نسبة الإقبال الإجمالية في انتخابات المغتربين بلغت نحو 60% أو ما يعادل 130 ألف ناخب تقريباً.
وهذا بالتقريب ثلاثة أمثال الاقتراع السابق في 2018.
وسيدلي الناخبون بأصواتهم في لبنان يوم 15 مايو (أيار).
وتوقع مراقبون أن تمنح أعداد كبيرة من اللبنانيين المقيمين بالخارج أصواتها لمرشحين من تحالف للنشطاء والمستقلين، اكتسب شهرة أثناء احتجاجات 2019 على النخبة الحاكمة منذ عقود، والتي يُنحى باللائمة على نطاق واسع في الانهيار الكارثي للبلاد على فسادها وسوء إدارتها.
وقال سامر صبي سائق شاحنة يدلي بصوته من سيدني: “أريد التغيير، لا أريد نفس الأشخاص، نفس الأشخاص كل أربع سنوات وإن لم يكونوا هم يأتي أبناؤهم وإن لم يأت أبناؤهم، يأتي أقاربهم، ماذا عنا نحن؟”
وأستراليا، حيث يقيم صبي منذ سبع سنوات، من الدول التي تضم أكبر عدد من اللبنانيين المغتربين، إلى جانب كندا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والإمارات.
وفي فرنسا أكثر من 28 ألف ناخب، لهم حق التصويت.
وبلغت نسبة الإقبال في أستراليا 55% وفي الإمارات لأكثر من 70% وهي إحدى أعلى نسب الإقبال المسجلة.
وامتد الطابور أمام القنصلية اللبنانية في دبي كيلومتراً تقريباً رغم الطقس شديد الحرارة.
وقالت الناخبة كريستيان ضو، التي تشارك لأول مرة في الانتخابات: “جئت اليوم فقط للتصويت ولا يهمني كم من الوقت ننتظر في الحر، نحتاج للتغيير”.
وأعربت جويس ضو، المقيمة في دبي منذ فترة طويلة، عن مخاوف تساور العديد من الناخبين من إهمال أصواتهم أو التلاعب بها، وهي مزاعم ينفيها المسؤولون.
فأوراق الاقتراع ستُشحن إلى لبنان وتخزن في البنك المركزي قبل إحصائها يوم الانتخابات، وفي الانتخابات النيابية في 2018، اعتبرت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية، الجهة الرئيسية لمراقبة الانتخابات، نتائج 479 مركز اقتراع خارجي “غير صالحة” دون توضيح من المسؤولين.
وقالت جويس ضو: “نقوم بدورنا من خلال التصويت، على أمل أن يقوموا هم بدورهم ولا يتلاعبوا بالأصوات ويتركوا العملية الانتخابية لتكون ديمقراطية ودقيقة”.
لكن الدعم للأحزاب القائمة لا يزال واضحاً إذ ردد أكثر من 20 شخصاً هتافات مؤيدة لنبيه بري رئيس البرلمان بالقرب من مركز الاقتراع في برلين.
وصوت أنطون وهب، وهو عامل بناء يصوت من سيدني لثاني مرة فقط منذ رحيله عن لبنان في السبعينيات، ضمن الذين أبدوا حماسهم للتغيير.
وقال: “إنها المرة الأولى التي نشهد فيها قدوم مثل هذا العدد الكبير للتصويت لأننا نريد التغيير بأشخاص جدد وأصغر سناً، أشخاص جدد، دماء جديدة”.
وفي باريس، قالت سحر الجزار إنها ستدلي بصوتها “لشخص لم يتول السلطة من قبل”.
وأضافت “كفى قمعاً، كفى ظلماً، وكل المعاناة التي عشناها”.