الشبلي : النواب المستقلين أكملوا مبادرتهم وهي موجهة لإنهاء الأزمة السياسية
مايو 15, 2022
المستقلة/- وسطَ استمرار الأزمة السياسية التي أحدقت بالبلاد جراء إصرار الكتل الكبيرة على مواقفها ومبادراتها التي تحولت إلى صراع ممل ليس له أفق بالتفاهم، رأى سياسيون ومراقبون للشأن السياسي أن الفرصة سانحة لشريحة النواب المستقلين من أجل طرح رؤيتهم ومبادرتهم للخروج من هذه الأزمة، ما حولهم إلى “بيضة قبّان” جديدة في لعب دور كبير في العملية السياسية الخاضعة للتوازنات، واشترط المراقبون وحدة موقف النواب المستقلين وتوحيد أطروحاتهم بعيداً عن مؤثرات المتخاصمين في “التحالف الثلاثي” و”الإطار التنسيقي”.بهذا الصدد، أكد النائب المستقل ناظم الشبلي، أمس السبت، أن المستقلين أكملوا جميع تفاصيل وفقرات مبادرتهم.وقال الشبلي في حديث صحفي: إن “النواب المستقلين أكملوا مبادرتهم التي ستكون موجهة لجميع الكتل لإنهاء الأزمة السياسية”، مشيراً إلى أن “المبادرة ستعلن خلال الساعات المقبلة”.وأضاف، أن “هناك توجها لدى المستقلين لتشكيل لجنة بهدف التفاوض مع الأطراف السياسية”، لافتاً إلى أن “بقية التفاصيل سيتم الكشف عنها عند إعلان المبادرة بشكل رسمي”.إلى ذلك، قال عضو دولة القانون المنضوية في الإطار التنسيقي، محمد الشمري، في حديث لصحيفة “الصباح” تابعته المستقلة : إن “التحالفات مازالت لم تتضح، والتيار الصدري لايزال مصرّاً على موقفه، وأصبحت مبادرة المستقلين لها صدى في الساحة السياسية، والتوجه نحوهم من قبل الطرفين الإطار التنسيقي والتيار الصدري حولهم إلى بيضة القبان”.وأضاف، أن “تشكيل الحكومة يحتاج إلى كتلة تسندها، كتلة قوية تكون خلفها، وبانتفاء هذا الشرط يكون أداء الحكومة ضعيفاً، وننتظر قابل الأيام وعما ستتمخض”, مبيناً أن “تأخير تشكيل الحكومة لا يعني أن هناك رغبات في إنهاء عمل البرلمان عبر حلّه، ولو حصل ذلك؛ فلن يخطو أي مواطن خطوة باتجاه الانتخابات الجديدة”.وأشار الشمري إلى أن “نسبة المشاركة الحقيقية في الانتخابات السابقة وصلت إلى 30%، وأذا أعيد تجديد الانتخابات فلن تحصل نسبة الانتخابات على 10% وهي نسبة خطيرة جداً”, لافتاً إلى أن “هناك قضية أخرى مهمة؛ وهي أن المواطن لا يهمه تشكيل الحكومة من عدمها وإذا كانت أغلبية سياسية أو توافقية أو مسمى آخر، فالمواطن يريد خدمات وعيشا كريما وتوفير مفرداته الحياتية من الصحة والتعليم والكهرباء وهي أساسيات لدى أي مواطن”، وبين أن “البرلمان ماض في عملية إقرار القوانين برغم تأخير التصويت على مرشح رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة”.من جانبه، بين رئيس “المركز العراقي للتنمية الإعلامية” عدنان السراج، في حديث لـ”الصباح”، أن “الأجواء السياسية تميل إلى الهدوء الذي ينم عن وجود نوع من النقاشات والحوارات التي تجري خلف الكواليس، لذلك فأن كل الأطراف السياسية بانتظار حل اللحظات الأخيرة والاتفاق بين الإطار والتيار”.وأضاف، أن “هناك هدوءاً للتحالف الثلاثي الذي أصبح في وضع لا يمكنه التقدم إلى الأمام ولا التراجع إلى الخلف بسبب نوعية المبادرات وطبيعة الحلول التي يملكها (الثلاثي)، فلا التحالف الكردستاني والسيادة له رأي واضح في هذه الأوقات سوى الانتظار، وجميع القوى الكردية والسنية وضعت الكرة في ملعب الشيعة وهو إحراج كبير للتيار الصدري للخروج من الانسداد السياسي”.وأكد أن “مبادرة المستقلين غير ذات جدوى للواقع السياسي القائم، لأن لديهم توجهات تكاد أن تكون أقرب للمعارضة من تشكيل الحكومة، وبالتالي لا يستطيعون أن يطرحوا برنامجا كاملايستقطب القوى السياسية الكبرى، بل على العكس سيسبب لهم إحراجا على المستوى السياسي، لذلك الجميع يراهن على القوى الشيعية ولابد لها من أن تجد مخرجاً لتشكيل الكتلة الأكبر”.إلى ذلك، قال عضو تحالف الفتح النائب رفيق الصالحي، في حديث صحفي: إن “هناك توجهاً عاماً من قبل الكتل السياسية نحو المبادرة التي أطلقها الإطار التنسيقي لحل الأزمة السياسية لأنها حظيت بقبول واسع من جميع الأطراف وخصوصا الأحزاب السنية والكردية”، وتابع أن “الأيام المقبلة ستشهد انفراجة للأزمة السياسية والمضي بتشكيل الحكومة الجديدة”.في المقابل، وصف المتحدث باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مهدي الفيلي، كثرة المبادرات التي تطلقها القوى السياسية من دون تطبيقها بـ”المعضلة” بحد ذاتها.وأضاف أنه “خلال اليومين المقبلين سيتبين إن كانت هناك مبادرة (من زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني) أم لا”، مشيراً إلى أن “كثرة المبادرات من دون تطبيقها أصبحت معضلة”.في غضون ذلك، اعتبر رئيس تحالف قوى الدولة عمار الحكيم، أن المضي بالممكن من المبادرات المطروحة كفيل بإنهاء الأزمة السياسية.وأشار الحكيم في بيان عقب لقائه سفير دولة الكويت في بغداد سالم غصاب الزمانان بمناسبة انتهاء مهام عمله في بغداد: إلى “إمكانية إنهاء حالة الإنسداد السياسي في العراق إذا غلب الساسة المصالح العامة على المصالح الخاصة”، قائلاً: إن “المبادرات المطروحة جاءت من عمق الأزمة ومناقشتها، والمضي بالممكن منها كفيل بإنهاء الأزمة السياسية”.