1

هارفارد: على بايدن تقبل مطالب حلفائه قبل الاتفاق مع إيران

جورج عيسىحثت الكاتبة في “مجلة هارفارد السياسية” أليسيا كامبل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن على أخذ هواجس الجمهوريين كما الحلفاء الإقليميين بالاعتبار عند التفاوض حول إحياء الاتفاق النووي مع إيران. فهو يواجه معارضة شرسة في الداخل وعقبات من شركاء أمريكا الشرق أوسطيين.

التغاضي عن إيران بعدما حصلت على مستوى عال من التخصيب يمكن أن يجعلها أكثر جرأة في السعي إلى الهيمنة الإقليميةيجب معالجة هذه القيود لتمرير اتفاق يحظى بدعم من الحزبين وضمان بقائه على قيد الحياة والحفاظ على مصالح الشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

الهواجس الداخلية
في الداخل، يجب على بايدن تهدئة مخاوف الكثير من الديموقراطيين الحريصين على الدخول في أي اتفاق مهما كانت عيوبه. في الوقت نفسه، على بايدن معالجة مخاوف الغالبية العظمى من الجمهوريين وعدد متزايد من الديموقراطيين القلقين من التنازلات التي ينبغي على الولايات المتحدة تقديمها لإبرام الاتفاق. علاوة على ذلك، يرفض الجمهوريون بشدة الطريقة التي يعيد بايدن من خلالها صياغة الاتفاق النووي.

الجمهوريون يعدون برد عدواني
إن أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ مثل السيناتور تيد كروز مصرون على عرقلة اتفاق محتمل قائلين إن “هذه المحاولة لاغتصاب السلطة من الكونغرس ستواجه برد عدواني”. إن كروز وزملاءه غير غاضبين فقط من عدم نية الإدارة تحويل الاتفاق إلى مجلس الشيوخ للمصادقة عليه كمعاهدة رسمية. هم يرون أيضاً أن قرار الإدارة رفع العقوبات عن إيران تكشف عن غض الطرف عن الخطابات الإيرانية المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل.

والتغاضي عن إيران بعدما حصلت على مستوى عال من التخصيب يمكن أن يجعلها أكثر جرأة في السعي إلى الهيمنة الإقليمية كما يجادل الجمهوريون. وتضيف الكاتبة أن لغة كروز مثل “الاغتصاب” ليست تمثيلاً دقيقاً لسلوكيات بايدن لكنها تنقل المخاوف حول إيران أكثر تجرؤاً يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الاستغلال الإيراني للحيوية الاقتصادية الجديدة كما إلى علاقات أوطد مع الصين وروسيا.

مشكلة الديموقراطيين
إن العديد من الديموقراطيين، باستثناء عدد من كبار المسؤولين الذين انضموا إلى المعارضة، لا ينوون الاحتفاظ بموقف ترامبي يعتمد على القوة الصلبة تجاه إيران. عوضاً عن ذلك، يرى الديموقراطيون إلى حد بعيد أن أي اتفاق أفضل من عدمه وبالتالي هم مستعدون لتقديم تنازلات كبيرة. يشمل ذلك التضحية باتفاق يضمن المزيد من احترام النظام لحقوق الإنسان ويسحب الدعم عن المجموعات الشيعية العنيفة مثل حزب الله والحوثيين في اليمن ويقلص برنامجها الصاروخي البالستي.

ضمادة لا حل
بالرغم من ترجيح تمرير الاتفاق من دون دعم من كلا الحزبين، ينبغي على بايدن ألا يتجاهل الجمهوريين في مجلس الشيوخ لأن عزل نفسه سيعرض استمرار اتفاق مهتز أساساً للخطر. كما رأى العالم مع إدارتي أوباما وترامب، إن تغييراً في الرئاسة يمكن أن يؤدي إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مجدداً، بما يجعل نسخة بايدن الحالية من الاتفاق مجرد ضمادة عوضاً عن حل فعال.

مواقف الشركاء أعظم أهمية
بينما أدت السياسات الحزبية إلى قيود داخلية على قوة بايدن في إبرام اتفاق مع إيران، قد يكون لمواقف شركاء الولايات المتحدة الاسترتيجيين في الشرق الأوسط أهمية أعظم. إن إسرائيل ودول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الذين عارضوا اتفاق 2015، يعارضون اليوم وبشكل غير مفاجئ محاولة بايدن لإعادة إحياء الاتفاق.

مطالب
كما هي الحال مع الجمهوريين، إن الشركاء الاستراتيجيين لواشنطن في الشرق الأوسط أقل قلقاً مما يتضمنه الاتفاق بالمقارنة مع قلقهم مما لا يتضمنه. تدعو هذه الدول إلى فرض قيود على البنية التحتية النووية لإيران وإبعاد نفسها عن المجموعات الشيعية المتطرفة وإضعاف برنامج إيران الصاروخي البالستي. شجب رئيس الوزراء الإسرائيلي مرات كثيرة الاتفاق النووي على المسرح الدولي وأرسل مسؤولين إسرائيليين إلى الولايات المتحدة لمناقشة مخاطر تقديم الكثير من التنازلات فقط من أجل إبرام اتفاق.

بايدن سيكون مقصراً
يجب أن يؤخذ على محمل الجد الرفض الصريح لهذا الاتفاق من قبل هذه الدول التي تشكل لاعباً أساسياً في المساعدة على إيجاد توازن مع إيران. إذا أقدم بايدن على الكثير من التنازلات، فللاتفاق المحتمل القدرة على زرع انعدام الثقة بين الولايات المتحدة وشركائها الاستراتيجيين، مما ينتج زعزعة ممكنة للاستقرار في المنطقة. تضيف الكاتبة أن بايدن سيكون مقصراً إذا لم يعطِ الأولوية لهذه الدول المهمة على الصعيد الجيو-استراتيجي والتي تفتح الباب أمام النفط وطرق التجارة، والأهم، أمام فرصة درء التأثير المتزايد للدول غير الليبيرالية في المنطقة.

لحظة بارزة في الأمن الدولي
على الولايات المتحدة أن تصغي بجدية إلى أصوات شركائها الاستراتيجيين في المنطقة. إن العلاقات المطبعة حديثاً بين إسرائيل والدول العربية يجب أن تشكل رافعة للولايات المتحدة كي توقع على اتفاق نووي متعدد الأطراف يقبل به جميع الأفرقاء. علاوة على ذلك، هذه فرصة بارزة لبايدن كي يحسن إرثه في الشرق الأوسط الذي يتمحور حالياً حول انسحابه من أفغانستان المثير للجدل. على ضوء انتشار التسلح الإيراني والمخاوف المتزايدة من ترسانة روسيا النووية، هذه لحظة بارزة في الأمن الدولي وفقاً لكامبل. على بايدن أن يكون حازماً وديبلوماسياً بما أن لرده القدرة على صياغة مستقبل الحد من انتشار الأسلحة.

التعليقات معطلة.