هوس المهديّة يتفشّى في إيران… آيات الله قلقون
23-05-2022 | 05:00 المصدر: النهار العربي
الثورة الإسلامية في إيران.
تفتقد عيناه وهج “الإمام المنتظر” الذي يعمي البصر. لحيته خفيفة. هوايته المفضلة هي رفع الأثقال. ورغم حشد المصلين في المساجد، أكد عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه ليس لديه أتباع. لكن الأمر لا يتطلب الكثير من الجهد لإثارة قلق آيات الله الحاكمين في إيران. وبمجرد أن ادعى رجل دين من مدينة نيسابور في شرق إيران أنه المهدي، ألقت السلطات الإيرانية القبض عليه. يمكن اتهامه بتضليل الناس والتحريض على العداء ونشر الفساد في الأرض، وهي جرائم يعاقب عليها بالإعدام.
وبين المنشقين الكثيرين في إيران، ثمة قلة تخيف الثيوقراطيين أكثر من مدّعي المهدية. والواقع أن الإيمان بعودة “الإمام الثاني عشر”، الذي يعتقد المسلمون المنتمون إلى الطائفة الشيعية أنه غاب في القرن التاسع وسيظهر من جديد في نهاية الزمان، ساعدهم على حشد الإيرانيين لإطاحة نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979. لذا يرفضون أن يعيد التاريخ نفسه اليوم.
لكن مع تعمق الاضطرابات الداخلية في إيران، يزداد البحث عن منقذ. ويقول ياسر ميردامادي، رجل الدين والعالم الإيراني المقيم في المنفى: “في الداخل، يواجه النظام تحديات أخطر من أي وقت مضى”، مضيفاً أن العقوبات والديكتاتورية واليأس والانقسام هي ظروف مثالية لمدعي المهدية.
ويقول أحد مستشاري الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد: “الشعور بنهاية الزمان يكون أقوى بين الذين آمنوا بالنظام، ولكنهم يعتقدون اليوم أنه فشل”.
قم، المدينة المقدسة ومقر رجال الدين البارزين، تنتج الكثير من مدعي المهدية. وأعلن تقرير حديث للشرطة عن ظهور 20 مدعياً في شهر واحد، ومن بينهم الإمام الثاني عشر. ويواصل الشباب الانجذاب نحو حسن اليماني، رجل الدين العراقي الذي اختفى بعد فترة وجيزة من إعلان نفسه المهدي المنتظر عام 2003.
ويحاول النظام إعادة تأكيد احتكاره للمهدية، كما يقول سعيد جولكار، مؤلف تقرير حول هذه الظاهرة صادر عن معهد الشرق الأوسط، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له. وغالباً ما يستحضر المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، اسم المهدي، أحياناً بالبكاء.
ويُطلق على العناصر المسؤولين عن القبض على المتظاهرين اسم “جنود مجهولين للإمام الأخير”. واستشهد ميردامادي بقول يصف رجال الدين بأنهم “أسوأ المخلوقات”، وأضاف ساخراً: “عندما سيظهر المهدي المنتظر، سينكره رجال الدين”.
