حسن فليح / محلل سياسي
هل نرى تغيرا في نهج السياسة الامريكية بعد تصريحات كيسنجر بخصوص الحرب في اوكرانيا ؟ كيسنجر وكما هو معروف المفكر والمنضر للسياسة الاميركية والمهندس البارع للحرب الباردة في حينها ، وعراب التقارب الصيني الامريكي ، قال في معرض حديثة بمؤتمر دافوس على الاوكرانيين ان يتنازلو عن جزءً من اراضيهم ، والحل هو ان تكون اوكرانيا دولة محايدة ، الامر الذي اثار جدلا كبيرا في الاوساط السياسية داخل امريكا وخارجها وخاصةً في اوربا بخصوص تلك التصريحات كما وأنها اثارة ردود افعال متباينة ، واضاف كيسنجر ايظا ان استمرار الحرب ستكون لها نتائج وخيمه على اوربا ، وذكٌرَ الغرب بأهمية روسيا ودورها الاستراتيجي والتاريخي في اوربا على مدى اربعمائة سنه مضت وحذر القادة الغربيين من الوقوع في النزوات الشخصية والطموحات الغير واقعية ، الجميع يعرف اهمية كيسنجر وتاثيرة على صناعة القرار السياسي في امريكا انه ليس شخصا عاديا ومن المؤكد ستكون لتصريحاتة الاثر البالغ في التوجهات والسلوك الامريكي القادم ازاء الحرب الحالية والسيد كيسنجر معروف على المستوى العالمي بواقعيته السياسية ، بل هو احد أهم اقطابها الرئيسين في العالم ، اوربا التي تخشى ان تقول ذلك علناً في حين انها مؤمنة كل الايمان في داخليها بما جاءَ على للسان كيسنجر في مؤتمر دافوس ، حيث النضرة الواقعية لكيسنجر بشأن ألحرب الحالية ولتي تمثل الحل الامثل للخروج من الازمة بالنسبة لامريكا واوربا قبل ان تكون حلاً لروسيا ، وان سياسة الناتو باطالة امد الحرب والبناء عليها لاهداف خيالية لم تكن بالمنال واستحالة تحقيقها ومن المؤكد ستؤدي الى مزيدا من التعقيد وصعوبة الحل ، الامر الذي دفع بكيسنجر الى القول محذرا الغرب بضرورة ان يكون هناك حلاً لهذه الحرب خلال الشهرين القادمة ، وبعكس ذلك ستخرج الحرب عن السيطرة وستطال الاراضي الروسية والاوربية ، ان تصريحات كيسنجر بلا شك وضعت العالم امام حقيقة ان الحرب في اوكرانيا هي المهدد الحقيقي للسلام في العالم وبقائها دون حل ينذر بمخاطر جسيمة على العالم بأسره وخاصةً على اوربا تحديداً ، وقد احرجت تلك التصريحات الرئيس بايدن وشكلت انتقادا شديدا ومخالفا لسياستة وادارتة ألتي تُعد من اسواء الادارات الامريكية التي تعاقبت على الولايات المتحدة ، ادرك كيسنجر اكثر من سواه ان الحرب الحالية لاطائل منها ولن تأتي بثمارها على الولايات المتحدة واوربا معاً وربما تدفع بالناتو الى التشضي والانقسام خاصةً بعد ان شعرت اوربا ان امريكا صادرت خصوصيتها واصبحت تابعة لها ولسياساتها التي جعلت من اوربا والناتو الادات الامريكية للحفاظ على هيمنتها في العالم وهي غير آبه بما يجري من ضرر على مصالح اوربا ومستقبل شعوبها ، يستدعي الامر من الادارة الامريكية ان تعدل وتغير من سلوكها الحالي وتنتهج سياسة الحفاظ على الامن والاستقرار العالمي وتأخذ بالنصائح المقدمة من زعيم الدوبلوماسية وفيلسوف سياسة امريكا الخارجية ، بدلا من الانجرار وراء الطموحات والاحلام الغير مدروسة والكف عن اذكاء ودعم الحرب الحالية وسياسة صب الزيت على النار .