في ذكرى سقوط: الكاظمي يدعو الموصل لعدم تكرار أخطاء الماضي
بغداد ـ «القدس العربي»: استذكر رئيس الوزراء العراقي، القائد العام للقوات المسلحة، مرور الذكرى السنوية الثامنة على سقوط مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى الشمالية، بيد تنظيم “الدولة الإسلامية”، و”مجزرة سبايكر” في مدينة تكريت، في محافظة صلاح الدين المجاورة، التي راح ضحيتها أكثر من ألف و700 طالب وعنصر أمن، مشدداً على أهمية “عدم تكرار أخطاء الماضي”، والتحلّي بالشجاعة لحفظ العراق.
وقال، الكاظمي في “تدوينة” له أمس، “نستذكر ولا ننسى ما جرى في الموصل وسبايكر قبل 8 سنوات، ولنا فيه عبرة ودروس حتى لا تتكرر أخطاء الماضي”.
وأضاف: “الحقيقة تتطلب الشجاعة كي نمضي في حفظ العراق، وترميم جراحه. لداعش العار والهزيمة، وللعراقيين شرف الانتصار للحياة، ومواجهة الإرهاب والتطرف”.
ورغم إعلان العراق “النصر العسكري” على التنظيم في 2017، غير أن قوات الأمن العراقية، ما تزال تلاحق بقيا التنظيم، خصوصاً في المناطق الشمالية المتاخمة للحدود مع محافظات إقليم كردستان.
وفي صيف 2017، سيطرت القوات الأمنية، مدعومة بقوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، على مدينة الموصل، معقل تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ورغم إعلان المسؤولين، مرّات عدّة، عدم حاجة البلاد، إلى قوات قتالية أجنبية على الأرض، غير إنهم يقرّون بالحاجة للدعم الدولي، في مجالات التدريب والتسليح، وتقديم المشورة لقوات الأمن الاتحادية.
أهمية التدريب
في الأثناء، أوضحت قيادة العمليات المشتركة، أمس، مهام بعثة حلف “الناتو” في العراق، مؤكدة أهمية التدريب المستمر لرفع قدرات القوات الأمنية، فيما أشارت إلى أن الجيش العراقي، معتمد على إمكانياته الذاتية في القتال.
وقال الناطق باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، إن “بعثة حلف الناتو، هي بالأساس بعثة تدريبية، الغاية، منها تدريب القوات الأمنية العراقية ورفع مستوى وإمكانيات قدراتها في العمليات العسكرية”، مبيناً أن “بعثة الناتو، وصلت وباشرت أعمالها منذ أكثر من عام”، حسب الوكالة الرسمية.
وأضاف أن “العمليات المشتركة تتطلع إلى أن يكون هنالك عمل كبير مع حلف الناتو، وأن يكون هنالك تدريب كبير في مجال رفع وبناء القدرات العسكرية، وهذا هو هدف التواجد الذي تحتاجه القوات الأمنية العراقية”، مشيراً إلى أن “العراق لم يعتمد في قدراته القتالية على الجيوش الأخرى، بل اعتمد على إمكانياته وقدراته الذاتية، ولكن كل جيوش العالم تحتاج إلى تطوير إمكانياتها وقدراتها”. وأكد أن “التدريب مهم في رفع القدرات وبناء القدرات، لذلك أن كل دول العالم تحتاج إلى تدريب وبناء قدراتها العسكرية بصورة مستمرة، حتى في الدول المستقرة التي تمتلك إمكانيات وقدرات عالية”.
وكان، الكاظمي، قد التقى في وقت سابق قائد قوات حلف الناتو الجديد الجنرال، جيوفاني إيانوتشي. وأكد، حسب بيان صادر عن مكتبه، على “أهمية تعزيز التعاون مع حلف الناتو في مجال تدريب القوات الأمنية العراقية، وتطوير كفاءتها على المستوى المؤسساتي، ورفع مهارات الأداء لأفراد القوات الأمنية”.
وشدد رئيس بعثة حلف الناتو، على أهمية العلاقة مع العراق؛ كونه بلداً محورياً في المنطقة والعالم، مؤكداً أن استقراره سينعكس إيجاباً على الاستقرارين الإقليمي والدولي، مثمنا الدور الذي تقوم به الحكومة العراقية في هذا الإطار.
في مقابل ذلك، ينشط عناصر تنظيم “الدولة”، في مناطق التماس بين القوات الاتحادية، وقوات البشمركة الكردية “حرس الإقليم”، خصوصاً تلك الواقعة ضمن الحدود الإدارية، لمحافظة ديالى.
وترأس النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، شاخوان عبدالله، الأسبوع الماضي، اجتماعاً للجنة النيابية الخاصة بتقييم الأوضاع الأمنية وتحديد المعوقات والمشاكل في محافظة ديالى، فيما قررت اللجنة استضافة قيادات المحافظة الأمنية.
لجنة نيابية
وقال بيان صادر عن مكتب النائب الثاني، إنه “بهدف تقييم الأوضاع الأمنية وتحديد المعوقات والمشاكل التي تواجه الأجهزة الأمنية والقوات العسكرية الماسكة على الأرض في محافظة ديالى، تم تشكيل لجنة نيابية خاصة برئاسة نائب رئيس مجلس النواب العراقي شاخوان عبدالله أحمد، وعضوية كل من النواب (برهان المعموري، أحمد الجبوري، همام التميمي)”.
وأضاف أن “اللجنة عقدت اجتماعها الأول، وتم الإتفاق على استضافة القيادات الأمنية إلى مجلس النواب، وإجراء زيارات ميدانية لعدد من المناطق في المحافظة”.
وأكد عبد الله، حسب البيان، أن “مجلس النواب مستمر في أداء أعماله وممارسة مهامه التشريعية والرقابية، ومن أولى المهام المتابعة الميدانية للملف الأمني بكل تفاصيله”، مؤكداً أن “تقييم النواب للأوضاع الأمنية وعرض المشورة والتقارير على القيادات الأمنية والعسكرية العليا له أثر إيجابي في معالجة الخروقات”.
وأشار إلى وجود عدد من النواب في الدورة النيابية الحالية لديهم خبرات عسكرية وأمنية، مما يتيح الفرصة للرقابة والإشراف على الخطط الأمنية، سيما “تكرار الهجمات الإرهابية في عدد من المناطق ومنها محافظة ديالى، وهذه اللجنة الخاصة ستعد تقريرا مفصلا وتوصياتٍ بشأن الأوضاع في ديالى وتعرضه على مجلس النواب لإتخاذ الإجراءات اللازمة”.
وبالإضافة إلى خطر الإرهاب، تواجه الحكومة الاتحادية تحدّياً أمنياً آخر، يتمثل بهجمات تنفذها فصائل مسلحة، غالباً ما تستهدف المصالح الأمريكية في بغداد وأربيل، فضلاً عن استهداف أرتال الدعم اللوجستي، التابعة “للتحالف الدولي” على الطرق السريعة في الشمال والجنوب والغرب.
آخر تلك الهجمات ما حدث في أربيل ليلة الأربعاء الماضي، بهجوم لطائرة مسيّرة ملغمة، استهدف محيط مبنى القنصلية الأمريكية في عاصمة إقليم كردستان.
ردود الفعل
الهجوم الأخير خلّف موجة من ردود الفعل الغاضبة، كانت من بينها إدانة مجلس القضاء في إقليم كردستان.
وقال المجلس، في بيان أصدره ليلة الخميس/ الجمعة، “للأسف في ليلة (الأربعاء) تم تنفيذ عملية إرهابية في مدينة أربيل، وبينما ندين بشدة هذه الاعتداءات الجبانة، فإننا ندعو السلطات المختصة في الحكومة الفيدرالية إلى وقف هذه المحاولات الجبانة واعتقال مرتكبي هذه الاعتداءات في أسرع وقت ممكن ومعاقبتهم بشكل عادل”.
وأضاف أن “استهداف سلام واستقرار إقليم كردستان والسكان المدنيين لن يفيد أحداً”، داعياً الحلفاء والمجتمع الدولي إلى “اتخاذ موقف جاد من العدوان والاعتداء المستمر على إقليم كردستان ووضع حد لهذه الاعتداءات”.
كما أدانت السفارة الأمريكية في بغداد، الهجوم. وقالت، في بيان، إن “الولايات المتحدة الامريكية تدين الهجوم، والذي أسفر عن إصابات بين المدنيين وأضرار في الممتلكات”.
وأكدت، في بيانها أن “لا مكان في العراق، بما في ذلك إقليم كردستان، لهجمات عشوائية مثل هذه، والتي تقوض سلطة الدولة وتهدد سلامة وأمن الشعب العراقي”.
وتابعت، أن “الولايات المتحدة تؤكد التزامها بالعمل مع شركائنا العراقيين وأقليم كردستان نحو هدفنا المشترك المتمثل في عراق آمن ومستقر ومزدهر وديمقراطي”.
كما ندد زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، بتكرار الهجمات التي تتعرض لها مدينة أربيل، مطالباً بـ”مواقف عملية”.
وقال، “بينما ندين بشدة الهجوم الجبان والإرهابي على أربيل نعلن أيضًا أن الأيدي التي تقف وراء هذا الهجوم الإرهابي والاعتداءات وأعمال العنف السابقة معروفة والغرض من هذا العمل الجائر واضح جدًا”.
وأضاف: “إننا نقدر مواقف واحتجاجات وإدانات الأطراف، لكن في الحقيقة، التعبير عن الاحتجاجات والاستنكار وحده ليس هو الحل. بدلا من ذلك، يجب اتخاذ خطوات عملية”.
وختم بالمطالبة بـ”العمل بجدية كبيرة لوضع حد لهذه الأعمال اللاإنسانية وغير القانونية والظالمة التي ترتكب بلا مبالاة ضد مواطني إقليم كردستان وأربيل”.
وخلال الاجتماع الأخير للأحزاب الكردية مع الممثلة الأممية في العراق، أدانوا بشدّة “الهجوم الإرهابي الذي شُنّ ليلة الأربعاء، 8 حزيران / يوينو 2022، بمسيّرة مفخخة على مدينة أربيل، وأسفر عن اضرار بشرية ومادية لحقت بالمواطنين المدنيين، وعدّه تهديداً جدياً لأمن واستقرار العراق”.
وطالب المجتمعون في بيان صحافي الحكومة الاتحادية بضرورة “إنهاء هذه الاعتداءات، والعمل بجد من خلال التنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية لإقليم كردستان، على منع تكرار هذا النوع من الهجمات”.
وخلافاً للموقف السائد في بغداد، يرى المسؤولون الأكراد أهمية إشراك التحالف الدولي في حفظ الأمن في العراق.