1

الصين و«لعبة الجرأة» مع أميركا… هل تؤدي إلى مواجهة عسكرية؟

الجمعة – 11 ذو القعدة 1443 هـ – 10 يونيو 2022 مـ

واشنطن: «الشرق الأوسط أونلاين»

حذر تحليل إخباري، نشرته شبكة «سي إن إن»، اليوم (الجمعة)، من التصعيد الذي تنفذه المقاتلات الصينية ضد حلفاء أميركا فوق منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واصفة ما تقوم به الصين بأنه «لعبة الجرأة» عالية المخاطر، مشيرة إلى أن «هذه اللعبة قد تخرج عن السيطرة، ما يفاقم مخاطر وقوع حادث قد يشعل حرباً».

كما نقل التحليل عن خبراء عسكريين تحذيرهم من أن «المناورات العدوانية المتزايدة من قبل المقاتلات الصينية المتهمة بتعريض الطائرات والطاقم الكندي والأسترالي للخطر في الحوادث الأخيرة».

وأشارت الشبكة إلى أن «هذا التهديد المتمثل في تصاعد سياسة الوقوف على حافة الهاوية، الذي قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية ربما بعد سقوط طائرة حربية، سيشكل هاجساً للمشاركين في أكبر قمة دفاعية في آسيا، التي تعقد في سنغافورة الجمعة»، موضحة أن الأنظار ستتجه إلى كلمتي وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، ونظيره الصيني وي فنغي، في المؤتمر حول رؤيتهما للأمن في المنطقة، ومن المتوقع أن يلتقيا مساء اليوم، لإجراء محادثات ثنائية.

كذلك، نقل التقرير عن مسؤول دفاعي أميركي رفيع المستوى قوله إن «واشنطن ستركز جزئياً على وضع قضبان حراسة للعلاقة مع الصين»، مضيفاً أن «هناك ضرورة لأساليب اتصالات أكثر نضجاً في الأزمات لضمان عدم تصعيد المنافسة المتزايدة بين القوتين إلى حرب».

وأوضح أن إحدى القواعد الأساسية التي تهدف الولايات المتحدة إلى تأسيسها مع الصين هي «أننا سنحدد موقفنا ويمكنهم تحديد موقفهم»، معرباً عن اعتقاده بأن أميركا تبذل قصارى جهدها لضمان أن يكون هذا الاجتماع مهنياً وموضوعياً.

من جهته، اعتبر بيتر لايتون من «معهد جريفيث آسيا» الأسترالي، أن «تصرفات الصين الأخيرة تمثل تصعيداً خطيراً في مثل هذه التكتيكات، ما يدفع إلى القلق وليس مجرد يقظة».

المنطقة الرمادية

وحسب الشبكة، فإن تكتيكات «المنطقة الرمادية» هي عبارة عن أفعال عسكرية تعني أعمالاً قسرية تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية ووطنية لا ترقى إلى مستوى الحرب الفعلية، مشيرة إلى أن «العديد من المحللين يستخدمون هذا المصطلح لوصف تصرفات بكين في بحر الصين الجنوبي».

وقالت: «الصين أمضت سنوات في تحويل الجزر النائية والشعاب المرجانية الغامضة في المناطق المتنازع عليها في البحر إلى قواعد عسكرية ومهابط طائرات محصنة».

كما رأت أن الصين «تواصل المطالبة بأكثرية المناطق البحرية البالغ مساحتها 1.3 مليون ميل مربع، حيث توجد نزاعات إقليمية مع دول أخرى مختلفة، رغم أن محكمة دولية تاريخية حكمت ضد مطالباتها في عام 2016».

لايتون نبه من أن الصين «تدفع الآن المخاطر» لمستوى جديد فيما يتعلق بتكتيكات «المنطقة الرمادية» من خلال اعتراضها العدواني المتزايد للطائرات التابعة لحلفاء الولايات المتحدة.

وتحدث عن أن «في الشهر الماضي قامت طائرة مقاتلة صينية من طراز (J – 16) باعتراض مسار طائرة استطلاع أسترالية في بحر الصين الجنوبي»، لافتاً إلى أن هذه الطائرة قامت بإطلاق شرائح صغيرة من الألومنيوم تُستخدم لخداع الصواريخ الموجهة بالرادار، التي يمكن أن تكون ضارة بشكل خطر للطائرة التي تلاحقها إذا تم ابتلاعها في محرك الطائرة.

وفي حين أن هذه الحوادث أثارت قلق الولايات المتحدة وحلفائها، تصر بكين على أن الدول الأجنبية هي المسؤولة، وقد ردت بغضب على كل من أستراليا وكندا، وفقاً للشبكة.

لماذا الآن؟

حسب أوريانا سكايلر ماسترو، الخبيرة في الجيش الصيني، فإن بكين تستخدم طياريها في «لعبة الجرأة» عالية المخاطر، وقالت: «إنها لعبة تعتقد بكين أنها ستفوز بها لأنها ليست قلقة بشأن احتمال التصعيد، لكنها تعلم أن الدول الغربية قلقة بدورها»، مضيفة أن «الصينيين لا يؤمنون بالتصعيد غير المقصود».

ولفتت إلى أن «الصين تنخرط في هذه السلوكيات المحفوفة بالمخاطر ثم تقول (للخصوم)، سيكون الأمر أكثر أماناً لكم إذا لم تكونوا هنا».

ولكن لماذا الآن؟ وفقاً لماسترو وآخرين، فإنه من المهم أن الصين اختارت حتى الآن حلفاء للولايات المتحدة – بدلاً من الولايات المتحدة نفسها – للعب لعبة الجرأة هذه.

كذلك، رأى يموثي هيث، كبير باحثي الدفاع الدولي في مؤسسة «راند كورب»، أن السبب قد يكون طريقة بكين لمحاولة تفكيك تحالف للولايات المتحدة مع شركاء منطقة المحيط الهادئ.

التعليقات معطلة.