1

تقرير دولي يضع العراق في قائمة أكثر الدول هشاشة في العالم

ترجمة: حامد احمد

وضع تقرير دولي العراق ضمن قائمة أكثـر البلدان في العالم هشاشة، لافتاً إلى وجود 3 ملايين امرأة وطفل بحاجة إلى الحماية والمساعدة، وتحدث عن وجود ازمة كبيرة للثقة بين المواطن والسلطة، معتبراً مكافحة الفساد يشكل أولوية واهتماما لدى العراقيين.

وذكر تقرير أعدّته منظمة (وورلد فيتشن)، العالمية لبرامج المساعدات الإنسانية والتنمية، ترجمته (المدى)، أن “العراق هو أحد أكثـر الدول هشاشة في العالم، ومبتلى بتحديات كثيرة بعد عقود من حروب ومعارك وعدم استقرار”.

وأضاف التقرير، الذي حمل عنوان (تقصي عوامل الارتباط: من اجل مستقبل أكثر اشراقاً لأطفال العراق)، أن “التحديات منها الاضطراب السياسي وانعدام الثقة المجتمعية مع ملايين من العراقيين المتضررين الذين عادوا لمناطقهم بخدمات معطّلة ومليون شخص آخر ما زالوا مهجرين يعيشون في مخيمات”.h

وأشار، إلى أن “العراق قد حمل تبعات حروب وعدم استقرار على مدى أربعة عقود، عملت على عرقلة قدرته في تفادي أزمات متكررة مع توطّن الهشاشة في كل الابعاد”.

وأوضح التقرير، أن “العراق، وبينما يعتبر من البلدان ذات الدخل الأعلى من المتوسط ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، فان هذا التصنيف يفضي عن عدم عدالة في توزيع الثروات على نحو كبير”.

وشدد، على أن “تكرار الصراعات والمعارك داخل البلاد وفي المنطقة عمل على منع تحقق الاستقرار، وتركت تلك الصراعات والمعارك ملايين من الناس يعيشون حالة نزوح في أنحاء مختلفة من البلاد مولّدة بذلك احتياجات إنسانية كبيرة”.

لفت التقرير، إلى أن “أكثر مؤشر توضيحاً وشمولية للسياق الذي يعيشه العراق هو، مؤشر حالات الهشاشة المدعوم من قبل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي وضع العراق في التسلسل 11 كأكثر دولة هشاشة في العالم من مجموع 175 دولة اطلع على أوضاعها”.h

وأوضح، أن “حملة العنف التي شنّها تنظيم داعش الإرهابي عبر العراق وسوريا خلّفت ملايين من اللاجئين والنازحين استقروا في مخيمات ومعسكرات نزوح موزعة بين محافظات إقليم كردستان السليمانية واربيل ودهوك وكذلك في محافظتي نينوى وكركوك”.

وأكد التقرير، أن “المعلومات تشير إلى وجود 250 ألف لاجئ سوري في العراق لغاية كانون الثاني عام 2021 موزعين عبر مخيمات دهوك واربيل وحلبجة والسليمانية، فضلا عن وجود 1.2 مليون نازح عراقي ما زالوا يعيشون في مخيمات ولم يرجعوا إلى مناطقهم الاصلية”.

وبيّن، أن “98% من النازحين في محافظة نينوى هم من أبناء المحافظة نفسها”، مؤكداً ان “ثلثي بيوتهم محطمة مما يعيق من عملية رجوعهم لمناطقهم واحيائهم السكنية”.

ورأى التقرير، أن “هذه الحالة زادت من معوقات حصولهم على مساعدات إنسانية من قبل المنظمات المختصة وذات العلاقة”.

ويواصل التقرير، أن “ثقة الناس بالحكومة قد تناقصت عبر العقد الماضي على نحو كبير، وذلك ناجم عن الاستياء من حالات الفساد وضعف المحاسبة والمساءلة وغياب فرص العمل وعدم العدالة في توزيع الخدمات”.

وشدد، على أن “موضوع تفشي الفساد أصبح مصدر القلق الرئيس للعراقيين”، وأفاد بأن “32 % من الذين استطلعت آراؤهم قالوا إن الفساد يحتل التحدي الأول الذي تواجهه البلاد، في حين ذكر 22% انهم يعتقدون بان الحكومة قد تعهدت بمحاربة الفساد”.

وذكر التقرير، أن “آخر مسح اجري عام 2019 ضمن مؤسسة (أراب بارومتر) أظهر أن انعدام الثقة بالدولة وبالنظام السياسي وخصوصا بين الشباب فضلا عن المظالم الاقتصادية، كان وقودا اشعل احتجاجات واسعة عبر البلاد منذ تشرين الأول 2019، مع تناقص ثقة الشعب بقدرة الحكومة على مواجهة التحديات التي يواجهها البلد”.

ويواصل، أن “أكثر من مليون نازح عراقي و1.3 مليون عائد هم بحاجة لمساعدات في العراق، اعتبارا من كانون الثاني 2021، بضمنهم 730 ألف يحتاجون الى مساعدات تأمين غذائي”.

وأضاف التقرير، ان “1.3 مليون بحاجة لمساعدات معيشية طارئة و2.2 مليون شخص بحاجة لرعاية صحية و1.3 مليون بحاجة لخدمات تعليمية وتربوية”.

ويسترسل، أن “أكثر الفئات تعرضاً للمخاطر هم الأطفال ويقدر عددهم بحدود 1.7 مليون طفل فضلا عن 1.3 مليون امرأة بحاجة لحماية من العنف”.

ويجد التقرير، أن “تلبية هذه الاحتياجات الإنسانية العاجلة يعدّ امراً جوهرياً لتحقيق الاستقرار ويمكن العراقيين من خلق حلول مستدامة والعمل على ردم الفجوات في هذا المجال”.

واستطرد، أن “المنظمة الدولية ولأجل مواجهة هذه التحديات، توصي بضرورة توفير الحكومة التمويلات لتلبية احتياجات عاجلة وتركز على المساعدة في مجال البنى التحتية للسكن وتوفير حلول دائمية للعائدين من النازحين الى مناطقهم”.

ومضى التقرير، إلى أن “المنظمة طالبت الجهات المانحة من الوكالات والمنظمات الدولية بتوفير برامج تمويل تتماشى مع الوضع وان تنسق العمل فيما بينها وبين الحكومة والمنظمات الشريكة الأخرى”.

عن: موقع ريليف ويب

التعليقات معطلة.