تحليل اسرائيلي: إيران قلقة من “الناتو العربي” ورهانها على ألا يبصر النور
2022-06-30
شفق نيوز/ قدمت صحيفة “جيروزاليم بوست” تحليلا اسرائيليا لموقف إيران من فكرة التقارب المتزايد بين إسرائيل وبين عدد من الدول العربية، والتقدير الايراني بان مشروع “الناتو العربي” قد لا يبصر النور. وبداية، كتبت الصحيفة الإسرائيلية تحليلاً تحت عنوان “هل فعلا ايران قلقة من تحالف عسكرية عربي اسرائيلي؟” وترجمته وكالة شفق نيوز، أن التقارير الأخيرة تشير الى التقارب الحاصل بين إسرائيل وعدد من الدول العربية فيما يتعلق بالعلاقات العسكرية، مشيرة إلى أن تقرير في صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن اسرائيل و قادة جيوش عربية، عقدوا اجتماعا “سريا” تناول مسائل الدفاع الجوي والتهديد الإيراني.
كما ذكّرت بتقرير لوكالة أنباء فارس الإيرانية يشير الى ان الاردن يعارض فكرة “الناتو العربي الإسرائيلي”، حيث نقلت عن وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي قوله إن فكرة التحالف العسكري العربي الإسرائيلي “ليست على جدول أعمال زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن الى المنطقة” المقررة في منتصف تموز/يوليو المقبل، حيث قال الصفدي في تصريح صحفي انه “لا يوجد كلام عن تحالف عربي تشكل إسرائيل جزءا منه، كما أنه لا وجود حتى لمثل هذه الخطة”.
واعتبرت الصحيفة الاسرائيلية في تحليلها؛ أن إيران تمتلك مصلحة في أن ينفي الاردن مثل هذه التقارير، موضحة أن إيران لا ترغب برؤية أي نوع من التحالف بين الدول العربية مع اسرائيل يعمل ضد مخططاتها لزعزعة الاستقرار الإقليمي، خاصة في العراق ولبنان واليمن وسوريا.
وتابعت الصحيفة؛ أنه في الوقت الذي تقول فيه إيران أن دولا مثل الاردن تريد علاقات طيبة معها، فانها ايضا تأمل أن تقوم قطر بمساعدتها على التوسط في صفقة نووية جديدة مع الولايات المتحدة حيث تشعر طهران بالقلق من احتمال انسحاب واشنطن في النهاية من المسار التفاوضي لإبرام اتفاق نووي جديد.
ولفتت الصحيفة الى قلق إيراني من تصريحات الملك الأردني عبدالله الثاني لقناة “سي ان بي سي” الأمريكية التي قال فيها إنه سيدعم قيام تحالف عسكري إقليمي على غرار حلف شمال الأطلسي، موضحا “ارغب ان اشاهد المزيد من الدول في المنطقة تدخل في هذا الخليط، وسأكون من أول الأشخاص الذين يؤيدون تشكيل حلف ناتو في الشرق الاوسط”.
وفي هذه الاثناء، فان مصر والعراق والأردن تعمل الى جانب بعضها بشكل متزايد، في حين تقوم الولايات المتحدة بوساطة في صفقة للطاقة لنقل الغاز والكهرباء من مصر الى الاردن ثم عبر سوريا إلى لبنان. وفي الوقت نفسه، التقى رئيس الحكومة العراق مصطفى الكاظمي بقادة السعودية ثم توجه الى ايران لاحقا.
الى ذلك، اشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أنه من الواضح أن العديد من الأمور تتحرك في الشرق الأوسط، مشيرة مثلا الى أن مشاركة المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلي ألون أوشبيز الاثنين الماضي، في اجتماع اللجنة التوجيهية لقمة النقب في المنامة، وذلك بمشاركة ممثلي وزارات خارجية أعضاء منتدى النقب، اي إسرائيل والبحرين والولايات المتحدة والإمارات ومصر والمغرب.
وفي هذا الإطار، اعتبرت الصحيفة أن هذا يشكل دليلا “على وجود علاقة ناشئة بين الدول الرئيسية في المنطقة”.
ولفتت في هذا السياق، الى المناورات البحرية التي جرت بين الولايات المتحدة واسرائيل والبحرين والامارات في البحر الأحمر، مشيرة الى أن واشنطن تعزز حضورها في البحر الأحمر، وأن ضباطا رفيعي المستوى في القيادة المركزية الأمريكية قاموا بزيارة اسرائيل لمراقبة التدريبات العسكرية الاخيرة.
ولهذا، خلصت الصحيفة الاسرائيلية الى القول انه بالنسبة الى ايران، فان القصة الحقيقية تتمثل في أنه بغض النظر عن تركيزها على الاردن، الا انها تعلم ان تعاون اسرائيل مع بعض الدول العربية، يتزايد.
وتابعت قائلة ان “لطهران أصدقاؤها في المنطقة ايضا وهي تدرك أنه من المحتمل ألا يظهر الناتو العربي الاسرائيلي الحقيقي، وتدرك برغم ذلك أن هناك نتائج حقيقية من العلاقة الحالية المتوسعة بشكل سريع بين اسرائيل والولايات المتحدة والبحرين والامارات ودول اخرى”.
وخلصت الى القول ان الاردن ومصر وقطر قد تكون منفتحة على ايران، وحتى ان السعوديين يعملون على المصالحة مع طهران، الا انها اضافت ان “اي احد منهم لا يريد النظام الإيراني المفروض على بغداد للإضرار بأمنهم، مثلما أن تركيا التي تعمل مع إيران حول بعض القضايا، فإنها لا تريد أن تتضرر من الفوضى التي ينشرها النظام الإيراني”.