اقتصادي

توقعات خفض الفائدة في مارس تصعد بالذهب فوق 2050 دولارا

محلل يرجح ارتفاع سعر الذهب إلى نطاق 2071 – 2079 دولار

تراجع الدولار اليوم الإثنين مع رهان المستثمرين على أن مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيخفض أسعار الفائدة قريباً، في حين انخفض اليوان إلى أدنى مستوى له في شهر بعد أن فاجأ البنك المركزي الصيني الأسواق بتثبيت أسعار الفائدة على المدى المتوسط.

وثبت بنك الشعب الصيني أسعار الفائدة عند تمديد القروض المتوسطة الأجل المستحقة، ليخالف توقعات السوق بخفضها لدعم التعافي الاقتصادي المتعثر في الصين بعد جائحة فيروس كورونا.

وأدى ذلك إلى خفض اليوان في التعاملات داخل الصين إلى أدنى مستوى له في شهر عند 7.1813 مقابل الدولار، وتراجع في التعاملات الخارجية 7.1906 مقابل الدولار ليقترب من أدنى مستوى له في شهر الذي سجله يوم الجمعة الماضي.

وهبط الجنيه الاسترليني 0.1 في المئة إلى 1.2730 دولار لكنه ظل قريباً من أعلى مستوى في أسبوعين الذي بلغه الأسبوع الماضي، وحوم اليورو قرب عتبة 1.10 دولار وارتفع 0.13 في المئة في أحدث التعاملات إلى 1.0964 دولار، وانخفض مؤشر الدولار 0.1 في المئة إلى 102.30 نقطة بعد أن تذبذب إلى حد كبير في الجلستين الماضيتين.

وزادت الرهانات على أن مجلس الاحتياط الاتحادي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في مارس (آذار) المقبل بعد أن أظهرت بيانات الجمعة الماضي خفض مؤشر أسعار المنتجين بشكل غير متوقع بالولايات المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مما أدى إلى خفض عوائد سندات الخزانة.

ووفقا لأداة “فيدووتش” التابعة لمجموعة “سي أم إي”، يتوقع المتعاملون في السوق الآن بنسبة 78 في المئة أن يبدأ البنك المركزي الأميركي خفض أسعار الفائدة في مارس 2024 مقارنة بنسبة 68 في المئة قبل أسبوع.

وظل الين تحت الضغط عند 145.15 مقابل الدولار وسط توقعات بأن بنك اليابان سيبقي في الأرجح على سياسة التيسير النقدي في اجتماع السياسة النقدية الأسبوع المقبل.

وارتفع الدولار الأسترالي 0.13 في المئة إلى 0.6695 دولار، وانخفض الدولار النيوزيلندي 0.11 في المئة إلى 0.6234 دولار، في حين هبط الدولار التايواني إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاثة أسابيع عند 31.222 للدولار بعد فوز لاي تشينغ تي من الحزب الديمقراطي التقدمي بالانتخابات الرئاسية مطلع الأسبوع على رغم أن حزبه فقد أغلبيته في البرلمان.

الذهب فوق 2050 دولاراً

وارتفعت أسعار الذهب اليوم لتستقر فوق مستوى 2050 دولاراً بفعل جاذبية الملاذ الآمن نتيجة التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط وتجدد الرهانات على خفض مبكر لأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياط الاتحادي.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 2056.20 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل الجمعة أكبر مكسب يومي منذ الـ12 من ديسمبر 2023، وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.4 في المئة إلى 2060.10 دولار.

وبشكل عام، يراهن المتعاملون على خفض أسعار الفائدة بمقدار 166 نقطة أساس هذا العام، وهذا أعلى من رهانات صباح الجمعة الماضي، البالغة 150 نقطة أساس.

وتبعاً للمحلل الفني لـ”رويترز” وانغ تاو، قد يكسر سعر الذهب في المعاملات الفورية المقاومة عند 2060 دولاراً للأونصة ويرتفع إلى نطاق 2071 – 2079 دولاراً.

وارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 23.25 دولار للأوقية، وصعد البلاتين 0.7 في المئة إلى 911.85 دولار، وربح البلاديوم واحداً في المئة إلى 985.46 دولار.

هبوط الأسهم الأوروبية

وتراجعت الأسهم الأوروبية اليوم مع ارتفاع عوائد السندات الحكومية وسط تحذيرات من قيام البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة بصورة متسرعة، وأدى هبوط سهم “داسو للطيران” بسبب عدم تسليم عدد الطائرات المستهدف إلى تفاقم الخسائر.

وانخفض مؤشر “ستوكس 600 الأوروبي” 0.1 في المئة متراجعاً عن ارتفاع بنسبة 0.2 في المئة في التعاملات المبكرة، وارتفعت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو خلال الجلسة مع استقبال المستثمرين تصريحات كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الأوروبي فيليب لين، الذي قال في مقابلة أول من أمس السبت إن خفض أسعار الفائدة بسرعة كبيرة قد يؤدي إلى موجة جديدة من التضخم.

واستقرت عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهي المؤشر القياسي بمنطقة اليورو، في أحدث التعاملات عند 2.184 في المئة، ولا يزال المتعاملون يتوقعون خفض أسعار الفائدة بنحو 150 نقطة أساس هذا العام.

وقال مصدر مطلع إن سهم “كومرتس بنك” ارتفع 1.5 في المئة بعد أنباء عن محادثات اندماج مع “دويتشه بنك”، غير أن أسهم البنوك انخفضت 0.4 في المئة مع تراجع سهم “أتش أس بي سي” 2.1 في المئة.

وانخفض سهم “داسو للطيران” 5.6 في المئة بعد أن أعلنت الشركة الفرنسية لتصنيع الطائرات أن تسليمات الطائرات في 2023 جاءت دون المستهدف.

وانكمش الاقتصاد الألماني في 2023 بسبب استمرار التضخم وارتفاع أسعار الطاقة وضعف الطلب الخارجي، لكنه تجنب الركود في نهاية العام.

وقال مكتب الإحصاء الاتحادي اليوم إن الناتج المحلي الإجمالي انكمش 0.3 في المئة خلال عام 2023 بأكمله.

وقالت رئيسة مكتب الإحصاء في برلين روث براند إن “التنمية الاقتصادية الشاملة تعثرت في ألمانيا في عام 2023 في بيئة لا تزال تتسم بأزمات متعددة”.

وجاء الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي للعام بأكمله متسقاً مع توقعات المحللين الذين استطلعت “رويترز” آراءهم.

وفي الربع الأخير من العام الماضي انكمش الاقتصاد الألماني 0.3 في المئة مقارنة بالربع السابق، ولم يشهد الناتج في أكبر اقتصاد في منطقة اليورو تغيراً يذكر في الربع الثالث مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، بعدما عدل مكتب الإحصاء بيانات بالرفع.

وباستقراره في الربع الثالث يكون الاقتصاد الألماني تجنب الدخول في ركود، والذي يعرف عادة بأنه ربعين متتاليين من الانكماش.

وقال الرئيس العالمي لقطاع الاقتصاد الكلي في “آي أن جي” كارستن برزيسكي “يشعر البعض بالارتياح لحقيقة أن الاقتصاد عالق في الانكماش فقط وتجنب الركود”.

تحليق في اليابان

تجاوز مؤشر “نيكاي الياباني” اليوم مستوى 36 ألف نقطة للمرة الأولى في 34 عاماً، مدعوماً بارتفاع أسهم شركات الشحن والشركات المالية مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية واستقرار سعر صرف الين مما رفع المعنويات.

وارتفع “نيكاي” واحداً في المئة تقريباً إلى 35901.73 نقطة عند الإغلاق بعدما لامس أعلى مستوى منذ فبراير (شباط) 1990 عند 36008.23 نقطة، وتفوق أداء الأسهم ذات القيمة بعد تراجع أسهم النمو الأسبوع الماضي عندما سجل المؤشر أفضل أداء له في 22 شهراً.

وصعد مؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 1.22 في المئة خلال اليوم ولامس أيضاً أعلى مستوى في 34 عاماً خلال الجلسة.

وقفز مؤشر شركات الشحن في بورصة طوكيو 5.3 في المئة ليقود المكاسب بين 33 مؤشراً للصناعة في ظل الأخطار الجيوسياسية التي أدت إلى ارتفاع أسعار الشحن.

وانتعشت بقوة أسهم الشركات المالية، التي تراجعت بشكل حاد الجمعة الماضي، وصعد مؤشر شركات الأسهم في بورصة طوكيو 4.56 في المئة، وارتفع مؤشر البنوك 2.19 في المئة.