اخبار رياضية

منتخب الجزائر في كأس أفريقيا… أمل في النجمة الثالثة رغم البداية المتعثرة

يمنّي مدرب الجزائر جمال بلماضي النفس بتحقيق لقب يعوّض جماهيره الخيبات الأخيرة. (أ ف ب)


دخل منتخب الجزائر غمار النسخة الـ34 من كأس الأمم الأفريقية في ساحل العاج، وهو مسلح بعزيمة تجاوز نكبة النسخة السابقة في الكاميرون عندما خرج من الدور الأول بنقطة وحيدة، بعدما كان حاملاً لقب 2019.

مدرب “محاربي الصحراء” جمال بلماضي أبقى على 12 لاعباً ممن خاضوا نسختي 2019 و2021، إلا أنه أعطى المنتخب جرعة شابة من خلال دعوة بعض العناصر التي تخوض الكأس الأفريقية للمرة الأولى في مشوارها، على غرار فارس شايبي وريان آيت نوري، ما منح الجزائريين جرعة أمل بتجاوز عقبات المشاركة السابقة، وخصوصاً أن المزج بين الخبرة والشباب هو ما تتطلبه المباريات في أفريقيا.

المباراة الأولى… مفتاح التألق أو الخيبة
ولأن المباراة الأولى هي المفتاح بالنسبة لأي منتخب يريد الذهاب بعيداً في البطولة، فإن الجمهور الجزائري استعد مثل عاداته في كل مباريات “محاربي الصحراء”، وانتظر الجميع صافرة الانطلاق ضد أنغولا يوم أمس في المنازل والساحات العامة والمقاهي وقاعات الشاي والمطاعم.

وتابع مراسل “النهار العربي” المباراة الأولى للمنتخب في إحدى قاعات الشاي بحي سيدي يحيى، أحد الأحياء الراقية في الجزائر العاصمة، راصداً أجواء المشجعين وحماستهم.

الجمع كان غفيراً، شباباً وشابات، رجالاً ونساء، حجزوا مقاعدهم قبل انطلاقة المباراة منذ ساعات اليوم الأولى.

اقتربنا من سيليا، الطالبة في السنة الثانية حقوق في جامعة الجزائر، وسألناها عن المباراة، فأجابت والقلق يعتريها: “مارانيش قادرة نهدر راني نترعد (ليس باستطاعتي الحديث أنا أرتعد)”. سيليا مثل كثير من الجزائريين، شغفهم بمنتخب بلادهم يبث في نفوسهم حماسة وعنفواناً وخوفاً.

وعلى مقربة منها لمحنا كريم، وقال: “ما بقاش ويبدأ الماتش (لم يبق الكثير لتبدأ المباراة) أنا متفائل هذه المرة، عندنا منتخب قوي ولاعبون ممتازون، لا بد من أن نفعل شيئاً في هذه البطولة”.

انطلقت المباراة عند التاسعة تماماً، الجميع صامتون، حتى أصوات السيارات خفتت، صوت المعلق حفيظ دراجي وحده يصدح؛ المباراة بدأها رياض محرز ورفاقه بشيء من الرزانة، وعلى حين غرة يقفز الجميع فرحين بهدف بغداد بونجاح في الدقيقة 19 من شوط المباراة الأول، لتعم البهجة القاعة؛ ولكنها ليست أكثر من بهجة الهدف الثاني لبونجاح بمقصية خرافية رائعة، ويا بهجة ما تمت بسبب رفض الحكم الهدف بداعي التسلل.

خيبة التعادل وأمل النجمة الثالثة
في القاعة من لم يستطع الجلوس، بقوا واقفين طول المباراة، ومنهم نبيل (26 عاماً). لم لا تجلس؟ يجيب: “منذ صغري أتابع مباريات المنتخب بهذه الطريقة، لا يمكنني الجلوس، إذا جلست أو اتكأت أشعر بضيق وضغط في صدري، لا يمكنني أن أرتاح إلا بعد انتهاء المباراة بالفوز”، وفي حالة الخسارة هل تبقى واقفاً؟ (يضحك) “لا لا… أتحسر وأستسلم للحزن إلى غاية المباراة الأخرى”.

صوت الحسرة الجماعية عمّ القاعة بعد إعلان الحكم ضربة جزاء لأنغولا، وزادها كتمان الأنفس، والأيادي فوق الرؤوس عقب معادلة النتيجة، لتنطلق الأحكام والتحليلات: “بن طالب كان لازم يخرجوا” يقول أحدهم؛ “ماتوا كامل فالشوط الثاني” يضيف آخر؛ “راهو دخل سليماني دوك هو يربحنا الماتش”… كلها صيحات تعالت على أمل تسجيل الهدف الثاني وتحقيق أول فوز في “كان ساحل العاج”، وهو ما لم يتحقق رغم الوجه الطيب الذي أظهره شايبي (أحسن لاعب في المباراة) ورفاقه في بداية بطولة يمنّي جمال بلماضي واللاعبين والجماهير الجزائرية العريضة بأن تكون طريقاً نحو ترصيع قميص “محاربي الصحراء” بنجمة أفريقية ثالثة.