قسم الصحه

في شهر التوعية بشأن الغدة الدرقية… هذا ما يحصل بسبب أي خلل فيها

تعبيرية

للغدة الدرقية وظائف أساسية في الجسم، وأي خلل فيها يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات خطيرة لا يمكن الاستهانة بها. تتعدّد أنواع الخلل والاضطرابات التي يمكن التعرّض لها وصولاً إلى السرطان الذي لا يُعتبر أكثر مشكلات الغدة الدرقية خطورة. في حديثه مع “النهار العربي” يشدّد الطبيب الاختصاصي بأمراض الغدد الصم والسكري في مستشفى “أوتيل ديو دو فرانس” الدكتور شوقي عطالله، على أهمية التعرّف إلى العلامات التي تدلّ على وجود اضطرابات في الغدة الدرقية لمعالجة أي مشكلة قبل فوات الأوان. 

ما الاضطرابات التي يمكن أن تحصل في الغدة الدرقية؟ثمة أنواع عدة من الاضطرابات التي قد تصيب الغدة الدرقية:- التضخم في الغدة الدرقية.- الفرز الزائد فيها.- النقص في الفرز فيها.وبالتالي، قد تكون المشكلة إما في الحجم أو في الخلل في الفرز في الغدة الدرقية، مع ما يترتب عن ذلك من اضطرابات في الجسم ككل.  يوضح عطالله أنّ للغدة الدرقية وظائف أساسية في الجسم، فلها دور في تنظيم عمل القلب والأمعاء وحركة العضلات والأعصاب، إضافة إلى أهميتها لوظائف الدماغ. وبالتالي يترتب عن أي خلل فيها مشكلات في وظائف عدة في الجسم فتترك أثراً واضحاً فيها. من الطبيعي عندها أن تظهر أعراض عدة في حال زيادة إنتاج الهرمونات أو في حال النقص فيها نتيجة ما يترتب عن ذلك من خلل. 
ما الأعراض التي يمكن ملاحظتها في حال وجود خلل في الغدة الدرقية؟– تسارع دقات القلب والرجفان في القلب.- نحول زائد، لأنّ للغدة الدرقية دوراً في تنظيم عملية الأيض. فقد يشكو المريض من خفض سريع في الوزن على الرغم من تناول كميات زائدة من الطعام بسبب زيادة قدرة حرق الوحدات الحرارية.-إسهال.-ارتفاع الحرارة. -تعب وإرهاق.-سرعة انفعال. -جحوظ في العينين. ترتبط هذه الأعراض بالفرز الهرموني الزائد في الغدة الدرقية والنشاط المفرط فيها. ومن الممكن أن يرتبط ذلك بمشكلة في المناعة. على العكس، في حال تراجع نشاط الغدة الدرقية وانخفاض مستويات الفرز فيها تكون الأعراض معاكسة ويحصل بطء في وظائف عديدة في الجسم. -بطء على مستوى النبض.-شحوب في الوجه مع انخفاض مستويات انتاج الكاروتين في الجسم.-إمساك حاد.-فقر في الدم.-تساقط الشعر. -جفاف في البشرة.-تنميل في العضلات.-زيادة الوزن.-صعوبة في التركيز وفي تنظيم الأفكار.-خلل في الدورة الشهرية. من جهة أخرى، يمكن أن يرتبط الخلل في الغدة الدرقية بالتضخم فيها، ما يؤدي إلى أعراض مختلفة أيضاً، ويفقد عندها الجسم القدرة على السيطرة في وظائف معينة. وفي حال وجود عقد مع التضخم، يشير عطالله إلى إمكان وجود سرطان في الغدة الدرقية. هذا ما يستدعي عادة إجراء المزيد من الفحوص مع تصوير أو خزعة أيضاً ما يؤكّد الشك باحتمال وجود سرطان. عندها تكون الجراحة ضرورية. وحتى في حال وجود تضخم زائد، ولو في حال عدم وجود ورم سرطاني، قد تكون هذه الجراحة ضرورية، لأنّ الغدة المتضخمة قد تضغط على القفص الصدري وتسبب ضيقاً تنفسياً وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة عديدة، ويمكن أن تؤثر على الأوتار الصوتية أيضاً. بالتالي سواءً كان التضخم مترافقاً مع سرطان أو كان زائداً ومن دون ورم سرطاني، قد تكون الجراحة ضرورية.  ولا بدّ من الإشارة إلى أنّه لا يتمّ النظر إلى أعراض الغدة الدرقية في التشخيص بطريقة انتقائية، بل لا بدّ من النظر إليها بشمولية وإلى مجموع هذه الأعراض. 

ما العلاجات البديلة عن الجراحة؟يؤكّد عطالله أنّ الجراحة لم تعد تجرى تلقائياً اليوم، بل لا تُجرى إلاّ عند الضرورة وفي حال عدم توافر علاجات بديلة للحالة. حتى أنّه تتوافر حالياً وسائل تشخيص في غاية الدقّة، يمكن أن تحدّد ما إذا كانت هناك حاجة ملحّة للجوء إلى الجراحة. أما في ما عدا ذلك فثمة علاج باليود، وثمة أدوية في غاية الفعالية. أما في حال استئصال الغدة الدرقية، فيكون العلاج بالهرمونات البديلة التي تعوّض ما يخسره الجسم من هرمونات تفرزها الغدة. وبالتالي في هذه الحالة، تعود الوظائف طبيعية، شرط أن تُعطى الأدوية بالجرعات الصحيحة وبالطريقة المناسبة، إلى جانب المتابعة الدقيقة والدورية. 
هل يُعتبر سرطان الغدة الدرقية من السرطانات التي تزيد فيها معدلات التعافي؟ثمة أنواع عدّة من سرطان الغدة الدرقية، لكن تلك الأكثر شيوعاً هي تلك التي تزيد فيها فرص التعافي، وهي الأقل خطورة والتي تتطور ببطء ويمكن معالجتها بسهولة. أما النوع الشرس والأكثر خطورة الذي يتسبب بالوفاة سريعاً، فهو نادر.