قسم الصحه

الشّباب الأوروبي في قبضة إدمان الألعاب الرقميّة وشبكات السّوشيال ميديا

السوشيال ميديا يغري الشباب الأوروبي إلى حد الإدمان (بيكساباي)

السوشيال ميديا يغري الشباب الأوروبي إلى حد الإدمان (بيكساباي)

على الرغم من تجنُّب وكالات الأنباء استخدام كلمة الإدمان وما يشبهها، إلا أنها تلك الظاهرة هي المقصودة في ما نقل عن “منظمة الصحة العالمية” بشأن تزايد الاستخدام “الإشكالي” لشبكات التواصل الاجتماعي بين شباب أوروبا.

وبحسب تقرير من وكالة “أ ف ب”، فإن أعداداً متزايدة من الجيل الشاب في أوروبا بات عرضة لخطر إدمان الألعاب الرقمية.

وعلمياً، يشير مصطلح الإدمان إلى ظاهرة تشمل الحصول على تأثير انتشائي، والاستعمال المتكرر ومعاناة ظواهر سلبية مؤلمة غالباً عند التوقف، والإحساس بالرغبة الدائمة في الشيء المتعود عليه، واضطراب الحياة الشخصية بسببه، وتقدم السعي للوصول إلى ذلك الشيء على أشياء الحياة الأساسية وغيرها.

علامات إدمان السوشيال ميديا والألعاب الشبكية

ولاحظ مدير منظمة الصحة العالمية في أوروبا هانز كلوغه، أن “ثمة حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية ومستدامة لمساعدة المراهقين على التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تكون ضارة، والتي ثبت أنها تؤدي إلى الاكتئاب والتنمر والقلق وضعف النتائج التعليمية”.

وارتفع الاستخدام الإشكالي للشبكات الاجتماعية لدى 11 في المئة من المراهقين في عام 2022، بارتفاع أربعة بالمئة عن السنوات الأربع السابقة عليه. وشمل المسح بيانات 280 ألف مراهق تراوحت أعمارهم بين 11 و15 عاماً من 44 دولة في أوروبا وآسيا الوسطى وكندا. ولوحظ أن رومانيا تصدرت قائمة الدول المتأثرة بتلك الظاهرة، فيما حلّت هولندا في المرتبة الأخيرة.

 وكذلك لوحظ أن أكثر من خُمس أولئك المراهقين مارسوا ألعاب الإنترنت لمدة أربع ساعات على الأقل، وفق تقرير “منظمة الصحة العالمية” التي سجلت ظهور سلوكيات تتصل بالتعود على الألعاب الرقمية لدى شريحة مهمة ممن شملهم المسح الاستطلاعي.

وأشارت مسؤولة القارة الأوروبية في “م ص ع”، ناتاشا أزوباردي- موسكات، إلى ضرورة العمل على حماية الشباب كي يتمرسوا بالتقنيات الرقمية مع احتفاظهم بالقدرة على اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن أنشطتهم عبر الإنترنت، وتفادي تهديد صحتهم النفسية والاجتماعية.

وفي المقابل، لم يفت “منظمة الصحة العالمية” ملاحظة جوانب إيجابية في استخدام سوشيال ميديا، خصوصاً زيادة التواصل بين فئات متنوعة من الشباب في أوروبا. وقد شملت تلك الفوائد أكثر من ثلث الشبان وأقل بقليل من نصف الفتيات.

وكخلاصة، شددت أزوباردي موسكات على ضرورة تشجيع الشباب ودفعهم إلى السيطرة على السوشيال ميديا ومساحاتها في حياتهم، شريطة “ألا يسمحوا لها بالسيطرة عليهم”.

وكذلك أوصت “منظمة الصحة العالمية” الدول الأوروبية بتحسين البيئات الرقمية والتدابير التعليمية لتمكين الشباب من التعامل المأمون والمسؤول مع العوالم الرقمية.