اخبار سياسية

ما هي حسابات إسرائيل في الرد على صواريخ إيران؟

مضادات اسرائيلية في سماء القدس

24 ـ جورج عيسى

علّق كاتب شؤون الأمن القومي طوم روغان على هجوم إيران الكبير بالصواريخ الباليستية على إسرائيل، رداً على اغتيالها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وزعيم حماس إسماعيل هنية، مشيراً إلى أن الهجوم الإيراني كان مرجحاً، وكانت إيران تشعر بالحاجة إلى استعادة الردع، وسط الخسائر المدمرة التي تكبدها حزب الله في الأيام الأخيرة.

كتب روغان في موقع “أنهيرد” البريطاني أن حجم هذه الهجمات وطبيعتها المحرجة علناً على مستوى هجمات أجهزة الاتصال اللاسلكي كانا كافيين لجعل المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي يرى أن صدقية المشروع الديني الإيراني معرضة للخطر. لم تكن المبادرة مع إسرائيل فحسب؛ بدت إيران عاجزة ومتواضعة.
كان خامنئي بحاجة إلى الرد من أجل إظهار أمام شركائه وخصومه الإقليميين أن لدى نظامه العزم والقدرة على الرد. مع ذلك، إن حجم الهجوم الإيراني بارز. تم لفت الانتباه بشكل غير ملائم هنا إلى التحذير الظاهري الذي وجهته إيران للولايات المتحدة من هجوم صاروخي مقبل. كان القصد من ذلك إعطاء الولايات المتحدة الوقت لإخبار إسرائيل كي تعد مواطنيها للاحتماء. لكن ما يهم هنا أكثر من أي شيء آخر هو كيف ستنظر إسرائيل إلى هجوم إيران. لأنه من المرجح أن ينظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحكومته إلى هذه الضربة باعتبارها مشكلة كبيرة.
حسابات إسرائيل
في حين أسقطت إسرائيل عدداً كبيراً من الصواريخ الباليستية الإيرانية، اخترق عدد كبير منها الجهد الدفاعي. إن عدد الإسرائيليين الذين قتلوا أو أصيبوا هو مجرد اعتبار واحد من شأنه أن يشكل رد إسرائيل. ما يهم هو أن المراكز السكانية الإسرائيلية الكبرى عانت من عدد غير ضئيل من التأثيرات الناجمة عن الصواريخ الباليستية الإيرانية. سيُنظر إلى هذا الواقع على أنه قوض موقف ردع إسرائيل ضد عدوها اللدود.

ستريد إسرائيل استعادة الردع، من أجل ضمان عدم اعتقاد إيران بأنها قادرة على تكرار هذا العمل من دون كلفة كبيرة. وتكتسب هذه النقطة أهمية إضافية في ما يتعلق بالتهديد الإيراني المستقبلي المحتمل باستخدام صواريخ باليستية محملة برؤوس حربية نووية أو كيميائية/بيولوجية. ولا تزال الصدمة النفسية الناجمة عن هجمات حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ماثلة في نفسية الأجهزة المدنية والأمنية الإسرائيلية. تريد إسرائيل أن تظهر أنها قوية وجريئة.

أهداف محتملة
أضاف الكاتب أن من المهم أيضاً ملاحظة أن نتانياهو يشعر بوضوح أن الرياح السياسية والاستراتيجية تصب في مصلحته. ولأن علاقة نتانياهو بالرئيس الأمريكي جو بايدن أصبحت على أجهزة الإنعاش، فقد يشعر نتانياهو بأن لديه فرصة قبل تولي الرئيس الأمريكي القادم منصبه.
وفي حين تفتقر إسرائيل إلى القدرة على تدمير البرنامج النووي الإيراني على سبيل المثال، هي قد تلحق أضراراً كبيرة بهذا البرنامج. على أقل تقدير، سيرى العالم ضربات إسرائيلية كبيرة على الحرس الثوري الإيراني والقوات التقليدية الإيرانية. ومن المؤكد تقريباً أن هذا سيشمل ضربات على طهران. وقد تحدث أيضاً ضربات إسرائيلية ضد قدرات التكرير الإيرانية.
ما لن يفعله بايدن قريباً
يتمثل التحدي الذي تواجهه الولايات المتحدة في موازنة رد إسرائيل جنباً إلى جنب مع ردع إيران ضد المضي قدماً في دوامة التصعيد. الآن أصبح خامنئي وقادته يشعرون بالارتياب بشأن أمن نظامهم وقد يسعون إلى تعريض تدفقات الطاقة الإقليمية والاستقرار في عواصم مثل بغداد وبيروت للخطر، ويفاقمون مخاوف متعلقة بالإرهاب.

ومن شأن هذا أيضاً أن يخاطر بتقييد الجيش الأمريكي في المحيط الهادئ. إن الولايات المتحدة بحاجة إلى رد إسرائيل على هذا الهجوم لإنهاء دورة العنف الحالية. باختصار، ختم روغان، من غير المرجح أن يعود بايدن إلى شاطئ ديلاوير في أي وقت قريب.