كتب / خالد الناهي…
طبيعتنا البشرية جعلت لدينا حب المعرفة والتطلع الى المستقبل، وهنا القصد من المعرفة ليس المعرفة العلمية، أنما معرفة أمور الغير والبحث عن اسرارهم وخفاياهم(بالفضول)، لذلك نجد هناك سوق للسحرة ودجالين، والاف المتابعين للقنوات التي تنشر برامج المشعوذين وقراء الطالع
أن أسباب الرغبة لمعرفة المستقبل لجملة من العوامل أهمها، الخوف من القادم، عدم القناعة بالحاضر، البحث عن أمل قادم وهناك أسباب أخرى
ما يمر به الشعب العراقي منذ قرب يوم الانتخابات لغاية الأن من عدم استقرار للقائمة التي يصوت لها، وكيفية الاختيار للشخص المناسب.
ربما يعود سببه الى فشل الكتل السياسية في تقديم ما مطلوب منها أتجاه الشعب، وكذلك وسائل التواصل الكثيرة التي روجت لكثير من الإشاعات السيئة ضد اشخاص وطنين ومجدت وعظمت أفعال الكثير من الفاسدين، مما جعل هناك حب لأشخاص وأحزاب وبغض لأخرين، في حين الكثير من الشعب يأس من الوضع بالمجمل وقرر عدم الخوض في الانتخابات مالم يكن هناك شخص يثق به يؤشر له على تلك القائمة
لذلك عند أنتشار خبر أن المرجعية خلال خطبة صلاة الجمعة القادمة، سوف تصدر توجيهات تتعلق بالانتخابات المقبلة، جعل جميع الشعب بما فيهم السياسيين يجعل نظره شاخص الى ذلك المنبر المبارك
لكن أسباب النظر تختلف من شخص الى أخر ومن كتلة أو حزب الى أخر
بعض الأحزاب ينتظر ليس ليطبق، أنما ينتظر خوفاً مما سوف يقوله المرجع من كلام، ربما يستثني حزبه وكتلته من المقبولية وبالتالي يخسر قبل ان يبدأ السباق الانتخابي
هذا الخوف يجعل هناك تساؤل يطرح لماذا هذه الأحزاب تشعر بالخوف؟ أذن هناك خلل ما لديه
في حين هناك أحزاب تتنظر ما تقوله المرجعية وهي مطمأنة ومسلمة تسليما لما سيصدر من المرجعية، وطالما كان يردد ان توجيهات المرجعية بمثابة الفتوى
وهو ينتظر الجمعة لينظر الى أفعاله وأعماله من خلال أنظف مرأة تعكس ما قام به خلال الفترة الماضية
لكن يبقى المراقب الأهم هو الشعب، وكيفية قراءته لما ستقوله المرجعية هل سيكون مطيع لما تقول المرجعية؟وأن خالف كلامها هواه وميوله، رغم تذمره من الوضع الراهن بالمجمل، أم سيكون مطيع لهواه وما ستقوله الأحزاب البعيدة عن المرجعية
أن الصمت الموجود في وسائل التواصل حول خطبة الجمعة القادمة يدل على أمرين
الأول عدم اليقين من خيارهم السابق، سواء بعدم المشاركة في الانتخابات أو لاختيارهم السياسي، وبالتالي يقينهم بأن قول المرجعية لن يتطابق مع أهوائهم
الثاني عدم ثقتهم بأنهم يستطيعون ان يطيعون المرجعية فيما تقول، وبالتالي لا يريدون ان يلزموا أنفسهم بعهد او وعد الطاعة
لقد ضعط الشعب على المرجعية للتدخل في حسم الخيار، وتوجيهه الوجهة الصحيحة
الظاهر أن المرجعية ستستجيب لهذا الطلب، ولو من خلال الخطوط العريضة
لكن يبقى السؤال الأهم هل سوف نستجيب لما ستقول؟
هذا ما ستفرزه نتائج انتخابات الثاني عشر من أيار 2018