خطر العشوائية السياسية والإعلامية!

2

محمد سمير
 
أدركت الدولة فى السنوات الأخيرة الخطورة الشديدة الناتجة عن تفشى ظاهرة انتشار المناطق العشوائية فى جميع محافظات الجمهورية، فبذلت جهوداً مضنية تخطيطاً وتنفيذاً للقضاء التام على هذه الظاهرة وفق جدول زمنى محدد، وهى بالطبع جهود محمودة، خاصة فى ظل الصعوبات والتعقيدات العديدة التى كانت تحول دون التعامل الإيجابى الواجب مع هذا الملف على مدى سنوات طويلة.
ولأن الشىء بالشىء يذكر فأرجو أن تنتبه الدولة أيضاً لأهمية التخطيط العاجل للقضاء على العشوائية السياسية والإعلامية التى نعانى منها فى السنوات الأخيرة التى لا يمكن أن تخطئها أى عين، ولا تقل درجة خطورتها على الدولة من وجهة نظرى عن خطر المناطق العشوائية.
فالأحداث الجسام التى مرت بها مصر فى الفترة الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالاً لأى شك الأهمية القصوى لإعادة بناء هاتين المنظومتين على أسس علمية ووطنية سليمة، ويكفينا ما تكبدناه من خسائر لا حصر لها نتيجة التجريف الشديد الذى حاق بهما فأصبحتا لا تتناسبان أبداً مع ما هو مفترض أن يكونا عليه من قوة ورسوخ.
يا سادة بناؤنا السياسى والحزبى هش وضعيف ولا يصلح أن نبنى عليه أى حسابات مستقبلية، ومنظومتنا الإعلامية تذكرنى فى تعاملها مع الأحداث بالطالب الذى يذاكر ليلة الامتحان فقط، وهو مقتنع أنه سيحقق نتيجة هائلة.. أرجوكم استعينوا بالكفاءات الحقيقية حتى لو كانوا على اختلاف معكم فى وجهات النظر، لأن الوطنى الكفء ذو وجهة النظر المختلفة أفضل مئات المرات لمصلحة الدولة من الوطنى محدود القدرات الذى كل مؤهلاته أنه فقط شخص مطيع على الدوام.. والله من وراء القصد.

التعليقات معطلة.