مقالات

أصداف : الخوف من العملات الجديدة

 
 
وليد الزبيدي
 
تصدرت أخبار عملة “البتكوين” الإلكترونية الواجهة في وسائل الإعلام ولم يتوقف حضورها في النشرات والبرامج الاقتصادية والمالية، وقفزت إلى الصدارة في الصحف وفي البرامج الإخبارية في الإذاعات والفضائيات في مختلف أرجاء العالم.
ولم يحصل أي منتج على هذه الدعاية السريعة والاهتمام الواسع كما حصدته البيتكوين، وخلال الشهرين الماضيين قبيل انتهاء العام المنصرم 2017 وحلول عام جديد اجتاح البيتكوين جميع الميادين الإعلامية والمالية.
بالرغم من المخاوف الكثيرة التي يلمسها المتابع للأخبار والتقارير عند الحديث عن هذه العملة، وبالرغم من الغموض الكبير الذي يحيط بها والتي لا يلمسها أحد وليس لها أي حضور مادي، فإن الاقبال قد ازداد عليها كما لم يحصل مع أي عملة في السابق، وعلى العكس من أي بضاعة أخرى ظهرت للناس فأن الحملات الإعلانية الواسعة تسبق الظهور ثم تتواصل تلك الحملات الترويجية والدعائية في مختلف وسائل الإعلام، حتى تجد تلك البضاعة طريقها للمستهلك وسط منافسات واسعة وسباق محموم للحصول على مكانة في أوساط التجارة والسوق، كما يتم وضع ميزانيات ضخمة للبضائع التي تدخل السوق للمرة الأولى، وما أن تبدأ خطواتها في جني الأرباح حتى يتم رصد نسبة عالية من تلك الأرباح لنشر وبث المزيد من الدعايات والإعلانات، وتصل نسبة المبالغ التي تخصص لهذا الغرض إلى اكثر من ثلاثين في المائة من مجموع الأرباح المتحققة من المبيعات، وهذا أمر متعارف عليه في جميع الدول التي تشهد السوق التجارية فيها منافسات شديدة.
وبينما يتعرض البيتكوين إلى هجمات مقصودة وغير مقصودة فأنه يزداد عودة قوة ومنعة، فحملات التخويف من هذا المنتج قائمة ومتواصلة وعلى نطاق واسع ، وحجم التحذيرات المباشرة ومن خلال التلميح التي يطلقها خبراء المال والأسواق والعاملون في القطاع المصرفي لم تتوقف، وضمن السياق التقليدي والمتعارف عليه فأن بضاعة ما تتعرض لما تعرض ويتعرض له البيتكوين لسقطت منذ الضربات الأولى، ولم يعد احد يسمع بها، ويجري جدال واسع في الأوساط المصرفية والاقتصادية عن سبب صمود عملة البيتكوين وقوتها وعدم تأثرها بالحملات التي تشكك بها وتحذر من التعامل بها، وتؤكد على خطورة شراء كميات منها أو حتى ما هو ضئيل جدا، في حين انهارت مصانع كبرى على خلفية التحذير من هذا المنتج أو ذاك ولحقت خسائر كبيرة بمؤسسات وشركات ومعامل، لأن عددا من الخبراء في ذلك المجال عبروا عن تخوفهم أو حذروا من التعامل مع المؤسسة أو تخوفوا من استخدام منتجاتها، واضطرت الكثير من الشركات والمصانع لتنظيم حملات دعائية مضادة وبمبالغ طائلة بهدف التصدي لحملات بسيطة أثرت في سمعة هذا المنتج أو تلك المؤسسة.
اعتقد أن قوة المنتج الجديد الذي يغزو السوق ناجمة عن ثقة الناس بغالبية المنتجات التي تعتمد التقنيات الحديثة، التي تبهر العالم في سرعة تطورها وقدرتها على نقل ميادين كثيرة نقلات سريعة ومبهرة.