مقالات

(ألأتفاف ألصيني ألأيراني أشارة واضحة لعودة ألصراع ألبارد)

حسن فليح /محلل سياسي

حلبة ألصراع ألبارد ألسابقة أطاحت بالأتحاد ألسوفيتي في تسعينيات ألقرن ألماضي لصالح ألولايات ألمتحدة ألأمريكية ، ألأمر ألذي رشحها أن تكون ألقطب ألأوحد بالعالم بلا منازع ودون رادع وجعلها تستهدف وتذهب بحرية حيثما تريد لبسط نفوذها وهيمنتها ، كان العراق ألهدف ألأول لها تجسد ذلك في أجتياح ألعراق عسكرياً وأحتلاله عام ٢٠٠٣ وكرست نفوذها في الخليج ومنطقة الشرق الاوسط ، بعد أن كان ذلك عصياً عليها أيام ألصراع ألبارد بينها وبين ألأتحاد ألسوفيتي حينها ، أليوم نشهد عودة ناعمة للصراع ألبارد ألجديد من خلال ألتحدي ألصيني ألقوي والجدي وفي أهم بقعة من بقاع ألعالم أقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وحضوراً ونفوذاً للأمريكان ، تجلىٰ ذلك بالأتفاق ألأيراني ألصيني ذات ألأهداف ألسياسية والعسكريه والأقتصادية والذي سيساهم بكسر ألحصار ألمفروض علىٰ أيران أميركياً ، وبنفس ألوقت يشكل ألتهديد ألحقيقي علىٰ ألمصالح ألأمركية في ألشرق ألأوسط وخاصةً في ألعراق ودول ألخليج ألمتاخمة لأيران وصاحبة ألنفوذ ألقوي في ألعراق ، ألذي سيكون مركز ذلك ألصراع ونتائجه ألمستقبلية ، نجحت أيران بأتفاقها مع اْلصين من تشتيت ألتركيز ألأمريكي في ألشرق ألاٖوسط ورأينا كيف أنسحبت أمريكا من أفغانستان وكيف نقلت أهتمامها ألىٰ جنوب شرق أسيا لمواجهة ألصين ومنعها من أحتلال تايوان وكوريا ألجنوبية في حال توجهت ألصين لأحتلالهما ، ذلك دفع بالرئيس بايدن ألىٰ أجراء أجتماع أمني بين ألولايات ألمتحدة والهند واليابان وأستراليا محاولةً منهُ لتطويق ألصين بحرياً ومحاصرتها وتعزيزاً لقوتها هناك وتوفير ألحماية لتايوان وكوريا ألجنوبية ، ذلك ألأهتمام بجنوب شرق أسيا جعلها أن تتخلىٰ فعلاً عن ألشرق ألأوسط تاركتاً حليفتها أسرائيل تواجه أمرها مع أيران لوحدها تحت حجة ألمفاوضات بشأن ألبرنامج ألنووي ألأيراني وعلقت موافقتها بخصوص ألضربة ألمزعومة ألىٰ أيران على نتائج تلك ألمفاوضات اْلأمر ألذي سيجعل من أسرائيل ألقيام بالضربة منفردة وحينها ستجبر ألولايات اْلمتحدة مضطرة غير مختارة ألىٰ ألمشاركة فيها ومواجهة تداعياتها اْلخطيرة ، أمريكا ألمحتلة للعراق والمختطف أيرانياً نتيجةً للسلوك السيئ والسياسة ألخاطئة ألمتبعة بالمسألة ألعراقية ، جعل من أميريكا أن تدفع ثمن أخطائها ألأٖستراتيجية في ألعراق والمنطقة ، والتي سمحت لاٖٖيران بأستغلالها وأستثمارها علىٰ حساب مصالح ألعراق وشعبة وعلىٰ حساب خياراتة ألوطنية وكذلك علىٰ حساب ألمصالح ألأمريكية ، نجد أيران ألأن تتحرك بمساحة أكبر وأخذت تقوي من مقومات أللعبة ألسياسية وأدواتها ودعماً لمواقفها أمام ألولايات ألمتحدة أستطاعت أن تشكل محور ألصين وروسيا وأيران، وأخذت تتعامل بحرية أوسع في حوارها ألنووي وبدأت ترفض ألطروحات ألأمريكية بالمماطلة والتسويف ونجحت بكسر ألحصار عنها من خلال ألأتفاف مع ألصين وجعلت من ألعراق ألحديقة ألخلفية لها وأمام أعين ألأمريكان ودرايتهم ، كل ذلك يرمي بثقلة مرة واحدة أمام ألأمريكان ألمتفاجئين بالتحدي والتخطي ألصيني لهما يستدعي ألأمر ألىٰ ألأستدارة ألفعلية بالعراق ورفع أثار ألسياسة ألخاطئه وتصحيح ألمسار ألسياسي ألمتبع بخصوص ألعراق وعدم أستمرار اْلسماح بتدويل ألقضية ألعراقية وجعلها ألرهان وساحة ألصراع والنفوذ اْلدولي وعدم ترك ألعراق أن يكون بوابة دخول ألصين في حلبة ألصراع ألبارد أمام ألأمريكان والذي سيكون له ألأثار ألكبيرة علىٰ ألعراق ومستقبل ألولايات ألمتحدة في قيادة ألعالم ، هل سيرىٰ ألعالم هزيمة ألولايات ألمتحدة في حلبة ألصراع ألجديدة أمام ألصين من خلال العراق الرهان ألعالمي والشرق أوسطي ، أم أنها ستحافظ علىٰ مكانتها بسيادتها علىٰ ألعالم ؟