قسم الصحه منوعات

أمراض تهدّد أهالي غزة أكثر من أي وقت مضى

تعبيرية

بعد مضي أكثر من شهرين على عملية “طوفان الأقصى” والقصف المتواصل على غزة، يبدو أنّ الأمراض التي تنتشر في القطاع، تشكّل تهديداً جديداً لأهالي غزة، خصوصاً مع حركة النزوح الواسعة وما ترافقت معها من ظروف معيشية وصحية قاسية وأوضاع مزرية، وفي ظلّ قطاع صحي منهار وعاجز. هذا ما يؤكّده المدير التنفيذي لمكتب أطباء بلا حدود الإقليمي في بيروت د. أحمد الدخيري، في حديثه مع “النهار العربي”، مشيراً إلى أنّ من نجا من القصف مهدّد بالأمراض التي باتت تشكّل هاجساً إضافياً اليوم. على الرغم من الأوضاع المزرية للقطاع الصحي في غزة اليوم، يؤكّد الدخيري أنّ الأمراض لا تشكّل هاجساً مستجداً في القطاع، بل لطالما كانت كذلك قبل انطلاق عملية “طوفان الأقصى” مع الأمراض المنتقلة بسبب الوضع المعيشي المتأزم والظروف الصعبة التي كان يعيش في ظلها أهالي غزة. على الرغم من ذلك، ثمة تدهور مأساوي في الوضع حالياً بطبيعة الأهل، ما يهدّد بالأسوأ. “ظهرت طبيعة الوضع المأساوي على هذا المستوى بعد الهدنة بشكل خاص ومع حركة النزوج الحاصلة من الشمال إلى الجنوب هرباً من الموت. فقد انتقل أكثر من 1800000 نازح في ظروف معيشية سيئة يعرفها الكل، ولا تتوافر فيها أدنى مقومات العيش والخدمات الصحية، وفي ظل استمرار القصف. إذ يعيش الناس في ظروف لا توفّر لهم أي ضروريات للعيش من مأكل وماء وغاز وطحين وكهرباء، ومن بينهم ثمة آلاف المصابين، فيما تعمل المستشفيات بأدنى الإمكانات المتوافرة لديها. هذا، وتتعرّض باستمرار المستشفيات إلى القصف والعمليات العسكرية بشكل غير مسبوق”.

الإرهاق والمرض وعدم توافر أدنى مقومات النظافة وانقطاع الاحتياجات الإنسانية، خصوصاً تلك الخاصة بالشتاء مع قدومه، من الأمور التي تهدّد أهالي غزة الناجين من القصف المتواصل الذي يطالهم، والنازحين أيضاً. ومن أبرز الأمراض التي تهدّد أهالي غزة الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز الهضمي على اختلافها، كالإسهال بسبب تلوث المياه. هذا إضافة إلى أمراض الجهاز التنفسي. وقد لوحظ انتشار واسع لفيروس الكبد الوبائي بسبب الظروف التي يعيشون فيها، وكون مصادر المياه غير سليمة. من دون أن ننسى الآلاف الذين تحت الأنقاض أيضاً. يحذّر الدخيري من احتمال تدهور الوضع الصحي أكثر بعد في مثل هذه الظروف، حيث أنّ من لم يمت بالقصف قد يموت من الأمراض التي تهدّد أهالي القطاع. وإضافة إلى المشكلات الصحية الجسدية، لهذه الأحداث المستمرة عواقب وخيمة على الصحة العقلية لمن فقدوا أُسرهم ومنازلهم، ويعيشون في ظل معاناة مستمرة ووضع مزرٍ، فيما يبدو الأفق مسدوداً أمامهم. في مثل هذه الحالات تُعتبر الصحة العقلية عرضةً لمخاطر كبيرة قد تستمر لأجيال عديدة مع ازدياد معدلات الفقر والبطالة والأوضاع المعيشية الصعبة. وبطبيعة الحال، تُعتبر المساعدة في هذا المجال محدودة في مثل هذه الظروف. وتُظهر الأرقام أنّ نسبة 40 في المئة من النازحين هم دون سن 40 عاماً، وهم لا يعرفون إلاّ وضع الحصر والظروف الصعبة في غزة. على الرغم من تدفق المساعدات، هي حكماً لا تلبّي الاحتياجات المطلوبة، والوضع أسوأ بعد مع قدوم فصل الشتاء، فيما تستمر إسرائيل بقطع الكهرباء والوقود ولا تتوافر حتى الخدمات المتعلّقة بالصرف الصحي. في الوقت نفسه ترزح المرافق الطبية تحت الأعباء والضغوط، ولا تتوافر حتى الأماكن لتواجد المرضى. حتى أنّ التواصل مع أطقم “أطباء بلا حدود” قد ازداد صعوبةً بحسب الداخري، وإن كان الدعم مستمراً في تقديم كل المساعدة اللازمة.