خيم التوتر على أجواء المسجد الأقصى اليوم الأحد، وذلك قبل يوم واحد من دخول شهر رمضان الذي أعلنت السلطة الفلسطينية ودول عدة بدئه يوم غد، في حين أعلنت دول أخرى بدئه الثلثاء. فقد منعت القوات الإسرائيلية أعدادا كبيرة من الفلسطينيين المتجهين لأداء صلاة العشاء والتروايح، من دخول المسجد الأقصى، في أولى ليالي رمضان، ما دفع كثيرين إلى الصلاة في أزقة البلدة القديمة، بينما اعتدت في الوقت ذاته على عدد ممن توافدوا إلى المسجد. ويستقبل الفلسطينيون شهر رمضان بمزاج كئيب وسط إجراءات أمنية مشددة من الشرطة الإسرائيلية وشبح الحرب والجوع في غزة، مع تعثر المحادثات الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
من جهتها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تم نشر آلاف من أفراد الشرطة في القدس، مشيرة إلى أنه تم اعتقال 20 شخصا “يشتبه في تحريضهم على الإرهاب”، في الوقت الذي تم فيه منع دخول الشباب إلى المسجد والسماح للنساء فوق سن 40 عاما.
وأضافت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتخذ قرارا بأن أي اقتحام من الشرطة لباحات المسجد الأقصى خلال رمضان سيتخذ بتعليمات منه.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن الجيش نشر قوات كبيرة من الشرطة في محيط المسجد الأقصى، خوفا من “اندلاع اضطرابات عنيفة” مع بدء شهر رمضان. استعدادات غير مسبوقة للجيش الإسرائيلي
ففي وقت سابق اليوم، قالت القناة “12” الإسرائيلية: “خوفاً من اشتعال النيران في الساحة وحدوث اضطرابات عنيفة- انتشرت قوات الأمن في منطقة جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف) في حالة تأهب قصوى”. وفي التفاصيل، أوضحت أن هناك استعدادات غير مسبوقة للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية لشهر رمضان، حيث ستنتشر في الضفة 24 كتيبة و20 سرية ووحدتين خاصتين، بالإضافة إلى 5000 جندي احتياط من مستوطنات الضفة، أي ما مجموعه أكثر من 15 ألف جندي سيعملون في الضفة الغربية، بحسب المصدر ذاته. وأفادت القناة بأنه في إطار الاستعدادات، تم إرسال آلاف الرسائل النصية إلى سكان القدس الشرقية “تتضمن تحذيرات واضحة من حدوث اضطرابات”. وجاء في الرسائل: “أيها الآباء الأعزاء، اعتنوا بأطفالكم ولا تسمحوا لهم بالمشاركة في أعمال الإرهاب والعنف، لمصلحتهم ولمستقبلهم”، حسب تعبيرها.
وبالإضافة إلى ذلك، تم توزيع منشورات في الأحياء الشرقية للمدينة باسم ضابط مخابرات في شرطة القدس تحذر سكانها من الانخراط في “أعمال شغب” خلال رمضان، وفق القناة.
.jpg)
وأشارت القناة، إلى أنه “تم نشر قوات إضافية من الشرطة الإسرائيلية في مناطق أخرى من البلدة القديمة بالقدس الشرقية”. وتابعت: “انتشر المئات من عناصر الشرطة في النقاط الرئيسية في البلدة القديمة، وسيستمرون كذلك طوال شهر رمضان”. ولفتت القناة إلى أنه في منطقة باب العامود من المتوقع حدوث تغييرات في ترتيبات حركة المرور، خاصة أيام الجمعة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض توصيات وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بشأن دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى في رمضان. وطالب بن غفير بعدم السماح لسكان الضفة الغربية بدخول الحرم القدسي على الإطلاق خلال شهر رمضان مع السماح لسكان إسرائيل الفلسطينيين بالدخول من سن 70 فما فوق.