مقالات

الباب: العلاقات الزوجية

الوسم: التفكك الاسري، الاغتصاب، المرأة، الزوجة، الزواج

الاغتصاب الزوجي سبب كبير في التفكك الاسري
هل تتعرضين للاغتصاب الزوجي؟
الاغتصاب الزوجي: آفة اسرية المرأة اكبر ضحاياها
الزوجات المغتصبات ضحايا لا صوت لهم

زينب شاكر السماك
الزواج هو رابطة او مشروع رباني مؤسس على اتفاق وثيق لبناء اسرة مليئة بالحب والتراحم وشرط الزواج هو الاتفاق فبدون هذا الشرط يعد هذا الميثاق الغليظ بين الذكر والانثى غير صحيح ولا يؤخذ به، فالإسلام بني على التراحم وصلة الرحم وديننا الحنيف ركز على الرفق بالنساء ومكانة المرأة العليا فكيف اذا كانت الزوجة التي ستكون اساس بناء اسرة وجيل كامل فيقول الله عز وجل في كتابة الكريم :” وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً”
جعل بينكم مودة ورحمة يجب ان يرحم الزوج زوجته وهي كذلك وتطيعه بكل الامور التي يريدها لبناء مجتمع اسري رصين، ولكن كيف يكون شكل الطاعة؟؟ تطيعه على المفروض والمحبب لا على المكروه والمهان.. تطيعه بما يرضي رب العالمين ويصون كرامتها، وليس في الامور التي تهين بها كرامتها.
فالعلاقة الحميمية الزوجية علاقة راقية وحساسة بكل مفاهيمها وتحمل في ثناياها ميزات كبيرة ولها خصوصية واضحة فيجب ان يراعي الاثنان خصوصية ونفسية بعضهما ويجب ان يكونا على اتم الاستعداد لها، وهذا ما امرنا به الله سبحانه وتعالى في العديد من ايات الذكر الحكيم ومنها: “هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ”.
ولكن هنالك ازواج ضعاف الدين والنفس يعاملون زوجاتهم اقسى المعاملة يضربون ويهينون ويأمرون ولا يراعون نفسياتهن حتى في العلاقة الحميمية فانتشر مؤخرا حوادث اغتصاب الزوج لزوجته نعم يبدوا ان المصطلح غريب ولكنه موجود والكثير من النساء تعاني من هذه الظاهرة..
معنى الظاهرة
فالاغتصاب الزوجي هو إكراه الزوج للزوجة على ممارسة العلاقة الجنسية من دون رغبة منها في ذلك، وبشكل يتم فيه استخدام العنف أو التهديد، كما يقول محمد المهدي استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر معرفًا الإغتصاب الزوجي. الاغتصاب الزوجي جريمة مروعة تعانيها ملايين السيدات العربيات يومياً؛ أقسى ما فيها أن شريك الحياة، المفترض أن يمنح الأمان والسكينة، يغدو مجرماً ينتهك شريكته رغم إرادتها.
اشكال اغتصاب الزوجات
1.استخدام القوة البدنية: للإجبار على ممارسة الجنس، سواء بالضرب أو الزج أو الدفع إلى الفراش أو التقييد أو غيرها من أشكال العنف البدني.
2. ممارسة الجنس تحت التهديد: بالإيذاء الشخصي أو إلحاق الأذى بالأبناء أو أشخاص مقربين أو الحرمان منهم. في بعض الأحيان، يكون التهديد بالطلاق أو الامتناع عن توفير الموارد المادية والاقتصادية الأساسية.
3.ممارسة العنف النفسي: لإجبار الزوجة على المعاشرة الجنسية دون رغبتها. يندرج تحت هذه المظلة السب والقذف واستخدام الدعاوى الدينية والاجتماعية المغلوطة لإقناع الزوجة بأنها لن تكون “زوجة صالحة” إذا امتنعت عن ممارسة الجنس لأي سبب كان.
4.الجماع في غياب الوعي: بسبب الإعياء أو المرض أو التخدير أو الإغماء أو في أثناء النوم، بحيث لا تتمكن الزوجة من الموافقة أو الرفض.
5. الحرمان من الحرية مقابل الجنس: حيث تُمنع الزوجة من الخروج من المنزل أو الذهاب إلى العمل أو زيارة الأهل أو التحدث لأي شخص إن امتنعت عن ممارسة الجنس، فتتحول بمرور الوقت إلى رهينة تفقد السيطرة على مقدراتها وتخضع دون إرادتها. وفق موقع هن.
اسباب اغتصاب الزوج لزوجته
لخص اخصائيون علم النفس اسباب هذه الجريمة الى عدة نقاط ومنها:
– لأننا نعيش في ظل مجتمع أبوي وهيمنة ذكورية، حيثُ للرجل حقّ السيطرة بطريقة مطلقة على المرأة من أجل إرضاء احتياجاته الجنسية، وله الحق في استعمال السلطة لفرض ما يريد.
– الاختلاف في التربية لكل من الرجل والمرأة، فالرجل ينشأ على ممارسة العنف، بينما المرأة تتربّى على إطاعة زوجها والرضوخ له والانصياع لأوامره، ومنذُ الصغر يحضّر الأهالي أطفالهم على هذه الأدوار التقليدية.
– نظرة المجتمع، فهو لا يعترف إلا بالحاجات الجنسية للرجل، بينما المرأة ليس لديها ولو حق التعبير عن احتياجاتها، ومن ناحية رابعة: انعدام التوعية وعدم وجود حرية جنسية ما يؤدي إلى كبت وهذا بدوره يؤدي إلى العنف في العلاقة الجنسية.
– الزواج بالإكراه (الإجباري).
– الإضطرابات النفسية للزوج الناشئة عن تعاطي الكحول والمخدرات، إضافة إلى عدم وجود وعي كافٍ لدى كل من الشريكين للحديث والمصارحة عن احتياجاتهم الجنسية. وفق جريدة بشاير.
اضطرابات نفسية
تعتبر الدكتورة جيزيل ابو شاهين (اخصائية في علم النفس وتعمل بالتعاون مع منظمة “كفي عنفا واستغلال”) ممارسة الاغتصاب الزوجي مرضا نفسيا، وان “الرجل عندما يقوم باغتصاب زوجته تكون لديه اضطرابات نفسية مرتبطة مشاكل طفولته و خلل في علاقته بأمه، فتتسبب هذه العلاقة المتوترة في نوع من الاذلال، مما يخلق حاجة الرجل للسيطرة على المرأة و الانتقام منها، أو أن لديه مشكلة مع سلطته الداخلية وليس بإمكانه ضبط أو منع نفسه من القيام بأي تصرف سلوكي. وفق موقع ميم.
و يذهب بعض الأخصائيين النفسيين إلى أن هذا الشعور بالقهر الذي يشعر به الشخص خلال مرحلة طفولة يمكن أن يولد شخصية سادية أو مازوشية على حد السواء. وفي إطار الإغتصاب الزوجي، نتحدث عن شخصية سادية تتلذذ بألم الغير، فتتحول العلاقة الجنسية إلى علاقة جسدية تتبدى فيها المشاعر البدائية من العنف والجنس في أكثر صورها فجاجة، وتتحول إلى علاقة سادو/ماسوشية تأخذ شكل الإغتصاب الزوجي.
لماذا لا يتم الحديث في هذا الموضوع ؟
حسب رأي اخصائيون نفسانيون: ”هناك صعوبة لدى المرأة لمعرفة أنها تتعرّض للإغتصاب الجنسي، وليس لديها القدرة في الحديث عنه أو تمييزه خصوصاً أنّ ذلك يحدث داخل إطار مؤسسة الزواج، ونتيجة عدم وجود معرفة بحقوقها وذلك لعدم وجود حوار يتعلق بالمسائل الجنسية وغياب جمعيات تقوم بالتوعية على هذا الأمر، ومن أسباب صعوبة الحديث بالموضوع أيضاً هو الخجل، والخوف من التفكك العائلي (الطلاق)، وعدم وجود دعم عائلي للزوجة وعدم استقلاليتها ماديا” .
قانونيا
بالنسبة للقانون البريطاني، حتى عام 1991 لم يكن بالإمكان محاكمة الرجل بتهمة اغتصاب زوجته، بينما في اسكتلندا أصبح اغتصاب الرجل لزوجته جريمة يعاقب عليها القانون منذ عام 1982 وهذا يعني أن الزواج لا يعتبر مبرراً لأن يفرض الرجل نفسه على زوجته، على غير ما هو الحال في غالبية المجتمعات الإسلامية التي ترى أن من حق الرجل التمتع بجسد زوجته بغض النظر عن رفضها له لأنه بكل بساطة، بقبولها به زوجاً يعتبر هذا الاتفاق ضمناَ بأنها قبلت بأن تمنحه جسدها أنى شاء، أي أن عقد الزواج هو دعوة مفتوحة لاستخدام جسد المرأة دون قيد أو شرط.
قد يُخيل إلينا أنّ تجريم اغتصاب الزوج لزوجته مقتصراً على البلاد الغربية الأوروبية، أو بلاد أمريكا الشمالية، لكن هناك نصوص صريحة لتجريم هذا النوع من الاغتصاب في بلاد إفريقية مثلاً، ومنها: كينيا، وأنجولا، وجنوب إفريقيا، وغانا؛ لذا فإن تجريم الاغتصاب الزوجي ليس حكراً على بلاد مرفّهة، كما نشيع في أوساطنا العربية الإسلامية.

اخيرا: عزيزتي كوني الزوجة والاخت والبنت لزوجك واجعل من زوجك حبيبا لك وصديقا وعشيقا ولا تجعل اسلوب الامر والطاعة يدخل بيتك، بل اجعلي اسلوب التفاهم يعم عائلتك كوني رؤوفة وشغوفة وتحملي بعض الهفوات من زوجك، وعوديه على ان تكوني اهم شيء بحياته وعوديه على ان يحترمك دائما ويحترم رغباتك وحدثيه عن كل شيء بداخلك وما يضايقك حتى تكون علاقتك به علاقة زوجية مثالية.