عبدالستار رمضان
هل التفاوض مع داعش ممنوع في الموصل ومسموح في غيرها؟، بعد كل الذي حدث بالموصل اليس من حق اهل الموصل طلب الاستقلال والانفصال عن العراق البلد الذي لم يحفظ مدينتهم وشردهم وقتل اولادهم ودمرها شر تدمير؟، وهل بقي اي معنى للوطنية العراقية والعروبة واخوة الاسلام وغيرها من مبادئ الاديان؟.
ماذ ينتظرون من اهل الموصل؟ ماذا يتوقعون ان يفعل الجيل القادم الذي عاش اهوال الحاضر ايام داعش وما قبلها وما بعدها؟ وهل يتوقعون منه اي ولاء وانتماء الى اي من العناوين التي نعرفها ونحملها في هوياتنا واسمائنا وقلوبنا؟ هي مجرد اسئلة ونحن لا نملك الاجوبة.
الحزن والاسى والفاجعة اكبر مما تتصورون، لو بكينا على الموصل هل سيلومنا أحد، ويقول: عيب يا ابو حسين الرجال لا يبكون، لو لطمنا الوجوه وشققنا الجيوب وهمنا بين الطرقات، هل سينتقدنا الكثيرون ويقولون (اخلاق الجاهلية ورخاوة الضعفاء) هل وهل وهل..وهلات وآلاف ملايين الاسئلة نسألها باسم المعذبين من اهل الموصل: هل نستحق كل الذي جرى لنا؟ ماذا فعلت بكم الموصل حتى يكون حقدكم عليها بهذا الرد وهذا الاجرام والانتقام بلا حدود؟.
كل الاحزان في قلبي اليوم تشتعل بتنور طيني في بيت موصلي من بيوت محلة الزنجيلي او خبرة البزون ووادي حجر ومحلة الاكراد خلف مقبرة البلاش قرب اعدادية اليقظة للبنات…انا احدثكم عن احياء الفقراء الذين لم يروا يوماً حلوا في ايام قائد الضرورة او ايام المحرر الامريكي الجديد، الله ياموصلنا..ياحضيرة السادة ومدرسة العدنانية الابتدائية ومتوسطة الحدباء والاعدادية المركزية..كل دروب ومحلات الموصل..دورة النافورة في المستشفى وباشطابيا والسرجخانة وعمارة الحدباء مدخل شارع النجفي ومكاتب المحاماة لعصام رشان وعبدالرزاق كوران وعمر الشاهين وسلوى العاني ومحمد وجيه فليح وشارع غازي .و..اين انت ياموصلنا؟ راس الجادة والدواسة وسينما الجمهورية وغرناطة وبابل وحمورابي وشربت الشيخ ومطعم علي الديري في شارع حلب ومحكمة الموصل وساحة الشهداء وجامع الامام محسن ومنارة الحدباء وقبر البنت في باب سنجار وكنيسة الساعة وباجة حجي زكي في شارع فاروق ودوندرمة حجي حازم ومحلات غازي الحساوي، مدينة ابو تمام وملا عثمان الموصلي والمحطة وشاذل طاقة وسعد البزازوبشرى البستاني وبلبل الحدباء الذي ظل يردد عايل يالاسمر عايل صبح ظعنكم شايل ولم يكن يعرف ان المدينة واهلها كلهم سيرحلون ويدمرون.
لماذا قتلونا؟ وشووا اهلنا بقنابلهم الذكية وصواريخهم عابرة القارات وطائراتهم المسيرة بدون طيار؟ لماذا كانت دماؤنا رخيصة وبالمجان واليوم في دول الجوار تتفاوض مع داعش وتنقله بباصات مكيفة الى اين …الى حدودنا !!!
انقل لكم ما كتبه الكثيرون شهود الحدث او الذين عاشوا الواقع الاليم في مناطق كثيرة من العراق ، في الفلوجة يسمحون لداعش بالخروج بارتال طويلة يراها سكان المريخ!
في تلعفر تفتح الابواب لداعش للخروج و تعطى لهم سيطرة ابو ماريا!
في سوريا حافلات تنقل داعش وعوائلها!
لكن في الموصل!! لماذا لم تفتحوا الابواب لداعش وقتها؟ وتجنبوا المدينة واهلها الخراب والدمار؟؟
من يمتلك الاجابة، المعنى في قلب الشاعر عندما نعجز عن الاجابة، ولماذا تم حصرهم في المدينة القديمة؟ وانت لو حصرت بزونة فهي ستخمش وجه اشجع الرجال.
عملية نقل داعش وعوائلهم بحافلات مكيفة وبتغطية مباشرة من قناة المقاومين ..ياسلام!
صفقة الباصات التي حملت مسلحي داعش من منطقة جرود القلمون اللبنانية إلى دير الزور السورية وبأتجاه منطقة البو كمال السورية المحاذية للحدود العراقية ومدينة القائم العراقية.
يؤكد كل الكلام الذي كان يقوله الكثيرون البسطاء والحكماء بأن داعش شركة مساهمة متعددة الجنسيات والولاءات والمصالح والخدمات التي تقدمها لمن يدفع او يضمن لها حرية العمل والنشاط ثم السلامة والافلات من العقاب والانتشار الى اماكن ومناطق اولاد الخايبات!.
اين الطيران الحربي ..؟؟ اين التحالف الدولي .؟؟ اين الفصائل العراقية اليس هذا خيانة للدماء الزكية من اهلنا في الجنوب والتي سقطت من شبابكم للدفاع عن العراق ضد داعش .؟؟ علما انه من الثابت ان داعش لم تتفاوض ابدا الا في مناسبتين الاولى صفقة خروج طاقم القنصلية التركية من الموصل ثم صفقة حزب الله.
ملاحظة: هذا المقال تجمـــيع من منشورات واتصالات حقيقية صادقة على مواقع التواصل ولقاءات على الطرقات في مدن الاحزان في العراق الجريح.