اخبار سياسية محلية

التوقعات حول شكل حركات التمرد السنية المقبلة في العراق

 

مايكل نايتس

تُعتبر كافة المسائل السياسية والأمنية محلية في العراق. وبالتالي، يجب أن يرتكز إطار العمل التحليلي لتوقع شكل حركات التمرد السنية المقبلة في العراق وقوتها على الخصائص الفريدة لكل جزء من العراق أيضاً. فتنظيم «الدولة الإسلامية» وحركات التمرد الأخرى تعاود نشاطها بشكل أقوى وأسرع في المناطق التي لا تُعتبر فيها قوات الأمن قوية بما فيه الكفاية أو مرنة على الصعيد السياسي بما يكفي لتحريك السكان كمصدر مقاومة ضد المتمردين.
افتراضات حول حركات التمرد السنية في العراق
بعد حوالى عقد من الزيادة المفاجئة في أعداد القوات الأمريكية في العراق و”الصحوة” السنية، ليس هناك حتى اليوم إجماع حول العوامل التي أدت إلى الانخفاض الحاد في هجمات المتمردين السنّة بين عامي 2006 و 2008. وتطرح هذه المقالة ثلاثة عوامل أدت وفقاً لكاتب هذه السطور دوراً مهماً في تحديد مستوى نشاط المتمردين السنّة في مختلف المحافظات والأقضية في العراق. وبصورة خاصة، ستركز هذه المقالة على العوامل التي عززت نمو تنظيم «الدولة الإسلامية» وحركات التمرد البعثية السابقة أو قيّدتها بعد الانسحاب الأمريكي من المناطق السنية بين عامي 2009 و 2011. ويُعتبر هذا التركيز مناسباً لتقييم استشرافي بما أنه يبدو على الأرجح أن القوات الأمريكية وقوات التحالف لن يكون لها وجود كبير على الأرض، وسوف توفر فقط دعماً مستقبلياً “عن طريق وبالتعاون مع ومن خلال” قوات الحكومة العراقية.
واستناداً إلى خبرة الكاتب، كان العامل الأكثر أهمية في ازدياد التمرد السني في العراق خلال الانسحاب الأمريكي وبعده هو فعالية “قوات الأمن العراقية” (أو عدم فعاليتها). فالفعالية هي مجموع قيادة الوحدة وخبرتها وتدريبها، ومستويات طاقتها البشرية مقارنة مع المهام الموكلة إليها، وقدراتها اللوجستية وتلك المتعلقة بسهولة الحركة بالنسبة إلى الأراضي التي يجب أن تعمل فيها، بالإضافة إلى “العوامل المساعدة” مثل الدعم الاستخباري والدعم الجوي. ويمكن التأكيد بقوة أن افتقار قوات الأمن للفعالية والقدرة الأساسيتين قد مهد الطريق لتنظيم «الدولة الإسلامية» أكثر من أي عامل منفرد آخر.
وعندما تزايد نفوذ تنظيم «الدولة الإسلامية» وأسلافه في الأقضية العراقية ذات الأغلبية السنية بين العامين 2012 و2014، تمكنت تلك التنظيمات من تحقيق ذلك بشكل أساسي عبر إظهارها تدريجياً للسكان عجز قوات الأمن أو عدم قدرتها على حماية الشعب. وعلى وجه الخصوص، فشلت الحكومة في حماية الزعماء القبليين والمقاتلين السنة الذين دعموا “الصحوة”. فقد يكون بعض المواطنين السنّة قد تقبّلوا إيديولوجية تنظيم «الدولة الإسلامية» ورؤيته، وقد يكون البعض الآخر قد شعر بقوة وفضول إزاء قدرة التنظيم على [التغلب على قوات] الحكومة العراقية في مناطقهم. ولكن يمكن التأكيد بقوة أن الكثير من السنّة العراقيين قد دعموا الاحتلال الذي مارسه تنظيم «الدولة الإسلامية» بشكل سلبي أو ناشط، نظراً لافتقارهم لحماية الحكومة وبالتالي لخيارات أخرى، إلّا إذا تخلوا عن بيوتهم وسبل عيشهم ويصبحوا لاجئين.