ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية , أن الشوكولاتة دائما ما عرفت بأنها علاج للقلق وفقر الدم والذبحة الصدرية والربو , كما يقال عنها أنها فاتحة للشهية.
وأوضحت الصحيفة , في تقرير نشرته على نسختها الالكترونية , أن بذور شجرة الكاكاو التي طالما ارتبطت لمئات السنين بعلاج أكثر من مائة مرض , حيث يرجع استخدامها كعلاج
إلى أكثر من ألفي عام بعد انتشارها على يد الغزاة الأسبان من قبائل الأولمكس وحضارات المايا والآزتيك بأمريكا الوسطى إلى أوروبا منذ القرن السادس عشر.
وفي القرن التاسع عشر , أصبح مشروب الشوكولاتة رخيصا بشكل كاف ليصبح انتشاره غير متوقف على الأثرياء , كما ظهرت الشوكولاتة الصلبة للمرة الأولى وتطورت إلى شوكولاتة بالحليب , ثم بعد ذلك أضيف لها السكر والدهون لتتخذ أشكال القوالب, والتي ربما يصعب على شعوب الآزتيك القدماء ربطها بما أسموه طعام الآلهة.
وشهدت السنوات الأخيرة خضوع الشوكولاتة لتحول آخر على أيدي خبراء الترويج للعلامات التجارية ; إذ بدأت مبيعات شوكولاتة الحليب تنخفض في ظل زيادة وعي المستهلكين بالصحة , إلا أن المصنعين استجابوا لذلك بإنتاج مجموعة كبيرة من المنتجات يتم ترويجها بكلمات مثل عضوية أو طبيعية وغنية بالكاكاو , والهدف من تلك الرسالة واضح وهو
أن تلك الشوكولاتة الجديدة المحسنة , وخاصة إذا كانت داكنة , مفيدة للصحة , وهو ما تقبله الكثيرون على أنها “طعام ممتاز”, لكنها في الحقيقة ليست كذلك.
ويكمن أساس اقتناع الناس بهذا الأمر في أن منتجي الشوكولاتة يمولون جهات علوم التغذية بمبالغ ضخمة لوضع تفسيرات انتقائية بعناية تصور منتجاتهم بشكل إيجابي على مدار
20 عاما ماضية , فعلى سبيل المثال كشفت الدراسات الأخيرة عن أن مستهلكي الشوكولاتة أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية , كما أن السيدات اللاتي يأكلن الشوكولاتة أقل عرضة للإصابة بالسكتات الدماغية , وارتبطت المواد الكيميائية المستخدمة في الكاكاو والتي تسمى الفلافانولات بانخفاض ضغط الدم.
وفي عام 2016 , ارتبط تناول الشوكولاتة بانخفاض مخاطر التدهور الإدراكي بين البالغين 65 عاما فأكثر , كما تم ربط تناول الكاكاو الغني بالفلافانول بتحسين الحساسية ضد الأنسولين وأنماط الدهون وعلامات مرض السكري ومخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.