اخبار سياسية عالمية

«الجهاد الإسلامي» تهدد وإسرائيل تحذّرها

 

الناصرة – أسعد تلحمي , غزة – فتحي صبّاح

عزت أوساط عسكرية إسرائيلية رفيعة التهديدات الإسرائيلية المتواترة في الأيام الأخيرة لحركة «الجهاد الإسلامي» من مغبة تنفيذ عمل مسلح ضد إسرائيل، إلى توافر معلومات استخباراتية محددة عن نيّة الحركة «تنفيذ عملية كبيرة» ضد هدف إسرائيلي، رداً على مقتل 12 من ناشطيها في عملية تفجير النفق التي نفذتها إسرائيل الأسبوع الماضي.
وغداة التهديد المباشر الذي أطلقه «منسّق شؤون الجيش في المناطق (المحتلة)» بولي مردخاي لقادة «الجهاد الإسلامي» في الأراضي الفلسطينية وخارجها باستهدافهم، «إذا لم يمسكوا بزمام الأمور»، هدّد أمس رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في تصريحاته الأسبوعية التي تسبق اجتماع الحكومة، بأن إسرائيل ستلجأ إلى الرد بـ «بشدة» ضد كل من يحاول مهاجمة الدولة أو حدودها. وقال «في هذه الأيام ثمة من يتلهّى بمحاولة شن هجمات على إسرائيل، وأنا أوجه كلامي إلى مختلف الجهات… ونحن نرى حركة حماس مسؤولةً عن أي هجوم يصدر من قطاع غزة ضدنا».
وطبقاً لتقديرات المؤسسة العسكرية فإن حركة الجهاد الإسلامي «لن تسمح لنفسها بأن تمرّ مرور الكرام» على تفجير إسرائيل النفق ومقتل عشرة من ناشطي الحركة واحتجاز إسرائيل خمسة جثامين لغرض المساومة وتبادل جثتي جنديين إسرائيليين محتجزتين في القطاع. وأضافت التقديرات أن الحركة تواجه صعوبات في تنفيذ عمل مسلح ضد إسرائيل حيال ضغوط داخلية تمارسها عليها حركة «حماس» غير المعنية بالتصعيد، «لكن مع ذلك فإن الجهاد الإسلامي لن تتخلى عن فكرة الانتقام».
وكان مردخاي وجّه تهديداً إلى الحركتين عبر شريط فيديو تمّ توزيعه باللغة العربية مساء أول من أمس، قال فيه:
«إسرائيل فجّرت قبل أسبوعين نفقاً إرهابياً في منطقة تحت سيادتها وداخل أراضيها… إننا نعي المؤامرة التي تحيكها الجهاد ضد دولة إسرائيل… إنها تلعب بالنار على حساب سكان قطاع غزة جميعاً وعلى حساب المصالحة الفلسطينية الداخلية والمنطقة كلها».
وأضاف: «من الأفضل أن يكون واضحاً أن أي عمل ستقوم به الجهاد ضدنا سيلقى الرد القوي والحازم، وليس فقط ضد الجهاد إنما ضد حماس أيضاً». وأردف: «إننا ننصح قيادة الجهاد الإسلامي في دمشق اتباع الحذر والسيطرة الضرورية على الأمور، وأقول لقيادة الحركة وتحديداً لقائدها رمضان شلح ونائبه زياد نخالة أن تأخذوا الأمور بأيديكم فوراً لأنكم ستتحملون المسؤولية».
واعتبرت حركة الجهاد الإسلامي أقوال نتانياهو ومردخاي بمثابة «إعلان حرب، سنتصدى له»، وأكدت أن من حقها الرد على أي عدوان بحق قطاع غزة «بما في ذلك حقها في الرد على جريمة العدوان على نفق المقاومة شرق دير البلح الذي أدى إلى استشهاد 12 مسلحاً من القسّام والسرايا». وتابعت في بيان أصدرته أمس أن «ردنا على تهديدات العدو يردّده أصغر شبلٍ في الحركة: لن نتهاون في حماية شعبنا وأرضنا، وإن غداً لناظره قريب». وأضافت أن «أرواح أبناء الشعب الفلسطيني وأطفاله غالية عندنا، كما أن أرواح ودماء قادتنا غالية وعزيزة، وأن إرهاب الاحتلال وتهديداته لن تخيفنا ولن تثني قيادتنا الثابتة على نهج الجهاد والمقاومة وحماية الثوابت». وأردف البيان أن «رسالتنا إلى هذا المستوطن القاتل والمجرم: يداك الملطختان بدماء الأطفال لن تتوقفا عن القتل حتى تقطعا أو ترحل من أرضنا وبلادنا».
واعتبرت حركة «حماس» أن هذه التهديدات تعكس حال الهلع والإرباك لدى إسرائيل. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم في تصريح مقتضب على حسابه على شبكة التواصل الاجتماعي «فايسبوك» إن التهديدات «تعكس حال الهلع والإرباك لدى الكيان الصهيوني من رد فعل المقاومة على جريمة استهداف المقاومين الفلسطينيين». وأضاف برهوم أن «المقاومة الباسلة ستبقى دوماً على أهبة الاستعداد والجاهزية التامة للقيام بواجبها في حماية شعبنا والدفاع عنه وكسر هيبة الاحتلال ومعادلاته».
وأكدت الحركة في بيانها أمس أن «هذه التهديدات تكشف حقيقة النوايا الصهيونية بالعدوان الذي بدأته قوات العدو الصهيوني منتهكة وقف إطلاق النار الذي رعته مصر عام 2014» الذي وضع حداً لعدوان إسرائيلي استمر 50 يوماً، استشهد خلاله أكثر من ألفي فلسطيني، وأصيب 11 ألفاً.
وكان 12 قيادياً وناشطاً من سرايا القدس وكتائب القسّام استشهدوا نتيجة استهداف طائرات حربية إسرائيلية بخمسة صواريخ نفقاً لسرايا القدس، في حادثة شبيهة بقصف إسرائيل نفقاً لكتائب القسام عام 2014 استشهد خلاله ستة من كوادره، من بين أسباب اندلاع الحرب على غزة في العام نفسه.