مقالات

الدرجالية استفهام.. الادارة الرياضية وفلسفة الدولة !

حسين الذكر
في غالبية الدول سيما المتحضرة كرويا وكقاعدة تطويرية كروية عامة تلجا فيها الاتحادات لتشكيل فرق الفئاة العمرية وتدعمها وتصرف عليها ملايين الملايين خلال مسيرة النشيء الجديد .. منذ دخوله المدارس الكروية بعمر الزهور حتى بلوغ المنتخب .. لا لغرض تحقيق الإنجازات او استعراض المشاركات . الهدف واضح جدا – حتى لمن لا يعي فنون واستراتيجيات كرة القدم – .. تأسيس قاعدة واسعة من اللاعبين المهاريين المتطورين لرفد المنتخب الوطني الأول .
اذا لم تتحقق الغاية .. فهناك خلل واضح بعملية التاسيس والاختيار والتدريب والتطوير .. بمعنى ان عمل الاتحاد المسؤول عن تنظيم اللعبة ليس صحيحا وينبغي التغيير الجذري فيه على مستوى المناهج والعقليات والتخطيط والإدارات ..
الحديث لا يتعلق بمسؤولية الاتحادات بالدول التي لا تعتمد الأسس الاحترافية فحسب .. على اعتبار ان نظام الدعم الحكومي للمؤسسات الاهلية كالعراق تكون المؤسسات مسؤولة عن الحفاظ على المال العام وصرفه بما ينسجم مع فلسفة الدولة . والا فان حتى الدوريات المحترفة التي تكون فيها الأندية مسؤولة عن اعداد وتنشئة اللاعبين عبر منظومة احترافية استثمارية بحتة ، الأساس فيها صناعة المال وتطوير أدوات الاستثمار الضامنة للحفاظ على ديمومة المؤسسة وتحقيق الأرباح بل ومراعاة المصالح والاهداف الوطنية أيضا .
شاركنا باولمبياد رودي جانيرو 2016.. وحقق منتخبنا نتائج جيدة بعد ان تعادل مع البرازيل بطل الدورة ومنظم البطولة .. وهذه قائمة بأسماء اللاعبين : ( فهد طالب ومحمد حميد وأحمد إبراهيم وسعد ناطق وعلى فائز ومصطفى ناظم وضرغام إسماعيل وعلى عدنان وهوبير مصطفى وعلاء مهاوي وسعد عبد الامير وأمجد عطوان ومهدى كامل وشيركو كريم وعلى حصنى وحمادى أحمد ومهند عبد الرحيم وهمام طارق وكرار إبراهيم وبشار رسن ومحمد معين وعمار عبد الحسين ). كما شارك منتخب ناشئينا في مونديال العالم 2017 بالهند كبطل عن اسيا . وهذه قائمة الفريق المشارك : ( علي عبادي وعبد العزيز عمار ومصطفى زهير، ومنتظر عبد السادة وعبد العباس اياد وعمار محمد ومحمد عبد الباقر وحبيب محمد وعلي رعد وميثم جبار ومحمد علي ومؤمل كريم ومحمد رضا ومحمد داوود وعلاء عدنان، علي كريم وسيف خالد ومنتظر محمد وبسام شاكر واحمد سرتيب ومحمد عبد الرحيم) .
لو القينا نظرة مبسطة هادئة بلا تشنج ولا قصدية ولا استهداف وبمهنية عالية .. ثم نوجه سؤال فني عن عدد اللاعبين المشار اليهم أعلاه ضمن قائمة المنتخب الوطني الذي يستعد لكاس العالم 2026 او الذي سبقه … سنجد ان نسبة المشاركة ضئيلة جدا لدرجة غريبة وتدعوا الى التسائل عن هذا التفاوت .. واسبابه ومبرراته .. ثم دراسته ووضع الحلول المناسبة بما يحفظ المال العام ويحرص على الثروة الوطنية للاعبين ويحقق فلسفة الدولة .
قطعا فان المدربين الوطنيين المحترمين ( غني شهد وقحطان جثير ) غير مسؤولين عن ذلك ابدا .. هنا لسنا بصدد نقاش ملف التلاعب في البيانات العمرية كما يتوهم البعض .. المسئلة ليست كذلك واكبر من ذلك .. القضية تتعلق بالوطن ومؤسساته وطريقة ادارته والمسؤول الأول والمباشر هو اتحاد القدم وخصوصا راس المؤسسة فيها .. والكابتن عدنان درجال هنا ليس مسؤول عنه باعتبارنا نتحدث عن سنوات خلت .. لكن للتذكير ولفت الانتباه ولكي يأخذ دوره ويحسب ذلك في اجنداته وان يبحث عن إجابات علمية حقيقية عن هذا التفاوت الغريب العجيب بل المعيب .. وان يجد الحلول المناسبة التي لا تتعلق بالمدربين .. فمدربينا المحليين محترمين وعاملين بجد وإخلاص وقدموا ما عندهم .. لكن ينبغي ان تكون هناك لجان متابعة متخصصة لها برامج ومسؤوليات وواجبات محددة … وتضم كفاءات بنوعيات متخصصة .
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق .. !