RojavaNews: جرت لقاءات عدة بين الهيئة العليا ووفود من منصتي “موسكو والقاهرة” دون الوصول إلى أي توافق في ظل تباين المواقف حيال دور نظام الأسد في بداية المرحلة الانتقالية.
– استطاع المجلس الوطني المشاركة في كافة المؤتمرات التي تخص الشأن السوري، ولجنة علاقاته الخارجية لعبت دوراً مميزاً في إيصال قضيته إلى الرأي العام العالمي، وتواصلت مع الكثير من عواصم العالم.
– عموم المعارضة السورية تعاني، وذلك بعد التغيير الذي حدث في مواقف الدول الداعمة لها، وخاصةً أن هذه الدول بدأت تتنصل من التزامتها، وأصبحت تبحث عن صيغ جديدة للحل، ولم يعد اسقاط نظام “بشار” من اولوياته كما كان في بداية الثورة.
– بعد أن اتضح بروز دور شخصيات في الائتلاف تتجاوز عقليتها الاقصائية عقلية النظام بخصوص حقوق الكُرد في كُردستان سوريا مستقبلاً، وأنها ستحذو حذوه أن استولت على السلطة.
– المجلس الوطني أمام استحقاقات جديدة، وعليه إعادة ترتيب أوراقه والاستفادة من تجربته داخل الائتلاف الذي لم يعد كما في بداية الثورة معولاً عليه، وانحسر دوره وفقد أهم داعميه.
جاء ذلك في حوارٍ أجراهُ “آدار برس” مع الدكتور “نافع بيرو” عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكُردستاني- سوريا.
وفيما يلي نص الحوار بالكامل:
– المجلس الوطني الكُردي لم يحضر اجتماع الرياض، رغم أنه أعلن أكثر من مرة إنه يود الحضور ككيان مستقل.. برأيكم ما سبب عدم حضوره؟
سبق وإن جرت لقاءات عدة بين الهيئة العليا ووفود من منصتي “موسكو والقاهرة” دون الوصول إلى أي توافق في ظل تباين المواقف حيال دور نظام الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، وكانت الغاية من لقاء “الرياض” مناقشة تشكيل وفد يضم المنصتين إلى جانب وفد الهيئة العليا، ومن المعلوم أنّ المنصتين، خاصةً “منصة موسكو” ترفضان اشتراط رحيل “الأسد في بداية المرحلة الانتقالية، ولم يكن وفد الهيئة مخولاً حتى مجرد مناقشة هذا الأمر لكونه يعد من أولوياته، وكان من المقرر أن يقوم وفد الهيئة بمناقشة محضر الاجتماع داخل الهيئة واتخاذ القرار، لذلك لم يكن للاجتماع أي أهمية، وهذا كان الدافع وراء عدم حضور ممثل المجلس الوطني وشخصيات معارضة أخرى، ومناقشة أمر يعد مساومة على مرتكزات الثورة وهو رحيل نظام “الأسد”.
– ما تأثير عدم حضور المجلس الوطني الكُردي على كافة الصعد، سواء القضية الكُردية أو الائتلاف، وهل هو ضعف في بنيته وسياسته عما قبل؟
استطاع المجلس الوطني المشاركة في كافة المؤتمرات التي تخص الشأن السوري، ولجنة علاقاته الخارجية لعبت دوراً مميزاً في ايصال قضيته إلى الرأي العام العالمي، وتواصلت مع الكثير من عواصم العالم، وشارك في كل مؤتمرات “جنيف”، وتمت دعوته إلى “أستانة”، ويعمل حالياً على المشاركة في مؤتمر الرياض (المزمع انعقاده في تشرين الثاني القادم) بوفد مستقل.
– كيف تقيّم وضع المعارضة السورية في الظروف الحالية، وهل هو يتجه للأسوأ أو الأحسن؟
حاليا ليس فقط المجلس الوطني، وإنما عموم المعارضة السورية تعاني، وذلك بعد التغيير الذي حدث في مواقف الدول الداعمة لها، وخاصةً أن هذه الدول بدأت تتنصل من التزامتها، وأصبحت تبحث عن صيغ جديدة للحل، ولم يعد اسقاط نظام “بشار” من اولوياته كما كان في بداية الثورة، ولعل التدخل الروسي المباشر كان السبب الأساسي في التغيير الذي حصل، إضافة إلى عدم وضوح الاستراتيجية الأمريكية حتى الآن، ومدى تقاطع المصالح الأمريكية الروسية، وهذا ما دفع إلى أن تقوم أكبر دولتين داعمتين للمعارضة (تركيا والسعودية) بإعادة النظر في مواقفها، وبالتالي البحث عن بديل معارض يلبي الحد الأدنى من التوافق بين هذه الدول، وهذا هو السبب الرئيسي في الدعوة لمؤتمر الرياض القادم.
– هناك من يقول إن قرار انضمام المجلس إلى الائتلاف لم يكن حكيماً منذ البداية، ما هي رؤية المجلس للائتلاف، وهل لديكم رؤية عما سيكون وضع المجلس، خاصةً بعد تصريح ديمستورا الأخير والذي قال فيه أنه على المعارضة أن تعترف بهزيمتها؟
لم يكن قرار انضمام المجلس الوطني الكُردي إلى الائتلاف ايماناً منه بأن الائتلاف مؤمن بحقوق الكُرد مستقبلاً، بل القرار كان سياسياً بالدرجة الأولى، ولم يكن نتيجة تطابق في الرؤية لمستقبل سوريا ما بعد النظام، وحينها كان الائتلاف المعارضة الوحيدة التي يعتمد عليها العالم في اسقاط النظام واحداث البديل الديمقراطي، والآن بعد أن اتضح بروز دور شخصيات في الائتلاف تتجاوز عقليتها الاقصائية عقلية النظام بخصوص حقوق الكُرد في كُردستان سوريا مستقبلاً، وأنها ستحذو حذوه أن استولت على السلطة، وبعد تنصل الائتلاف من الوثيقة الموقعة معه رغم انها لا تنسجم والحد الأدنى من حقوق الكُرد، هذا الى جانب الترتيبات الدولية الجديدة بخصوص الوضع السوري العام وما آل إليه وضع الائتلاف وبروز دور منصتي “موسكو والقاهرة”، كل ذلك يجعل المجلس الوطني أمام استحقاقات جديدة، وعليه إعادة ترتيب أوراقه والاستفادة من تجربته داخل الائتلاف الذي لم يعد كما في بداية الثورة معولاً عليه، وانحسر دوره وفقد أهم داعميه، وبدا واضحاً أن قواعد اللعبة تغيرت، ولم يعد اسقاط النظام من الأولويات في ظل تنصل الكثير من الدول عن التزاماتها حيال الثورة السورية، وعلى المجلس الوطني أن يقرأ بتمعن تصريح ديمستورا قبل أيام (على المعارضة أن تدرك انها لم تربح الحرب)، في إشارة واضحة إلى ما آل إليه الوضع السوري والتغير الذي حدث في المواقف، كل هذا يضع المجلس أمام تحدِّ جديد وعليه التركيز على نقاط القوة لديه وتحديد خيارته وفق متطلبات المرحلة والسياسة التي تنتهجها الدول صاحبة القرار في الشأن السوري.