حسن فليح / محلل سياسي
السنينة مفهوم وعرف عشائري ينظم الفصل والدية بين العشائر والمواقف المترتبة على القضايا في حسم الخلافات والمشاكل ، ولم اجد مقاربة موضوعية تبسط طبيعة العلاقة والمواقف بين أيران والولايات المتحدة في تفسير الضربة الامريكية الاخيرة على مقرات الفصائل في سوريا وغرب العراق ولتي تبين انها جائت وفق مبدأ السنينة لتلك العلاقة وروابطها بين امريكا وايران ، كلنا نتذكر ماكشفه الرئيس الامريكي السابق ترامب عن كيفية طلب الحكومة الايرانية حين ذاك بقبول قيام ايران باستهداف القواعد الامريكية بالعراق لحفظ ماء الوجه للنظام الايراني امام الرأي العام الايراني والدولي بخصوص الرد على مقتل سليماني والمهندس ، وتمت الموافقة على تلك الضربة الصاروخية الايرانية الصورية المزيفة لاجل رفع الحرج عن حكومة ايران !! يبدو ان ذلك الموقف شكل سنينة العلاقة بينهما ، وردا للجميل الامريكي ، سمحت ايران وفق مبدأ السنينة التي تشكلت في عهد الرئيس ترامب وقاعدة العلاقة في الظروف الحرجة ، بقيام ادارة بايدن بضرب مقرات الحرس الثوري ومعسكرات الفصائل الموالية لطهران في سوريا وغرب العراق بعد اعطائهم الوقت الكافي لاخلائها وهروب عناصرها ، ايضاً لرفع الحرج عن الرئيس بايدن لمقتل ثلاث من جنوده ، امام ضغط الشعب الامريكي ومجلس الشيوخ والكونكرس وما يتعرض له من نقد لاذع من الصحافة ومعارضيه من الجمهوريين وخاصة من قبل خصمه المرشح القوي ترامب سليط اللسان على بايدن وادارته ، هناك حقيقة مهمه لم تُسلط عليها الاضواء كما يجب، من الملاحظ بعد عملية طوفان الاقصى ، التي عرت وكشفت زيف وبطلان وخذلان محور المقاومة في عموم المنطقة وعلى رأسها النظام الايراني وأستهلاك الكلام الثوري بتحرير القدس الشريف بالوقت الذي اصبحت فيه القدس عاصمة الكيان الصهيوني وغزة باتت مهددة بالضم او التقسيم لاقامة منطقة عازلة خالية من تواجد الفلسطينيين وذلك على اقل تقدير ، ان انهيار هذا المحور وتعري شعاراتة اصبح لامعنى لوجوده امام الملئ ، يقتضي اعادة ترميمة وأعادة صورته الى الحياة السياسية للواجهة من جديد عبر مسرح احداث غير مؤثر لا على الامريكان وتواجدهم ، وليس له تاثير في جبهة العمليات ومايجري في غزة، لذلك فأن مايجري من احداث هذه الايام وتراشق وتبادل القصف من شأنه ان يعيد الحيوية لمحور المقاومة التي بدت مفقودة بسبب تخليها وزيف مقاومتها ، ومن اجل بقاء هذا المحور وعدم القلق عليه من التلاشي والانهيار الكامل بعد ان اصابة الاحداث الاخيرة في غزة وما تلاها من تنصل وتخلي مريب كشفت بشكل خطير انهيار قاعدة وحجة الاسباب التي دعت الى تشكيله ، يحتم الامر العمل على ديمومة بقائه كنقطة ارتكاز بأثارة الازمات وعدم استقرار المنطقة واستهلاك امنها وثرواتها وتهديد السلم المجتمعي لشعوبها وعدم تخليه عن الدور المرسوم له لابد من وجود مضله تعيد له الحياة بعد استهلاك وتهري المضلة القديمة بحجة فلسطين والقدس التي ذاهبة الى الحل على الطريقة الغربية الاسرائيلية والتي لاتسر العرب والفلسطينيين كثيرا ، حين ذاك لايوجد مبرر لبقائه كمحور مقاوم بالوقت ان الحاجة له مهمة وكما اسلفنا .