عالمية

نتنياهو: إسرائيل ليست مستعدة لقبول اتفاق لإطلاق الرهائن بأي ثمن

بلينكن يتوجه إلى الشرق الأوسط والجيش الإسرائيلي يقول إنه دهم مجمعاً لـ”حماس” استخدم للتدريب على هجوم 7 أكتوبر

وكالات  

قوات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ ف ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد إن إسرائيل ليست مستعدة لقبول اتفاق بأي ثمن لإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس” في غزة.

جاء ذلك وسط انقسامات في ائتلافه بخصوص مساعي الولايات المتحدة لإيصال المزيد من المساعدات إلى غزة. وتكشف هذه التصريحات أحدث حلقة في الخلافات بين الأحزاب القومية الدينية التي تعارض تقديم أي تنازلات للفلسطينيين وبين مجموعة وسطية تضم جنرالات سابقين في الجيش.

وأضاف في تصريحات قبيل اجتماع مجلس الوزراء نُشرت لوسائل الإعلام “الجهود الرامية إلى تحرير الرهائن مستمرة في جميع الأوقات”. وقال “كما أكدت أيضاً في مجلس الوزراء الأمني، لن نوافق على كل (صيغة) اتفاق، وليس بأي ثمن”.

توبيخ بن غفير

وبدا أن نتنياهو أيضاً يوجه توبيخاً لإيتمار بن غفير وزير الأمن الوطني، وهو قومي يميني متطرف يريد عودة المستوطنين اليهود إلى غزة وانتقد الرئيس الأميركي جو بايدن، أقوى حليف لإسرائيل، لضغطه من أجل توصيل المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وقال بن غفير في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” دعم خلالها علناً دونالد ترمب، الرئيس الأميركي السابق والمنافس المحتمل لبايدن في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني)، “بدلاً من أن يقدم لنا دعمه الكامل، ينشغل بايدن بتقديم المساعدات الإنسانية والوقود (إلى غزة)، والتي تذهب إلى (حماس)”.

وأضاف “لو كان ترمب في السلطة، لكان سلوك الولايات المتحدة مختلفاً تماماً”.

ودون أن يذكر بن غفير بالاسم، رفض نتنياهو هذا التعليق الذي جاء متزامناً مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة. وشاب التوتر علاقة نتنياهو مع بايدن في بعض الأحيان.

وخلال اجتماع مجلس الوزراء، قال نتنياهو “لست بحاجة إلى أي مساعدة في إدارة علاقاتنا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بينما أدافع بثبات عن مصالحنا الوطنية”.

مناخ سياسي متوتر

ورداً على مقابلة بن غفير، وجه بيني غانتس المعارض السابق الذي انضم إلى حكومة الطوارئ العام الماضي رسالة شكر إلى بايدن عبر منصة إكس قائلاً “سيتذكر شعب إسرائيل إلى الأبد كيف ساندت حق إسرائيل في واحدة من أصعب أوقاتنا”.

ويسلط هذا الخلاف الضوء على المناخ السياسي المتوتر في إسرائيل بعد مرور أربعة أشهر على الهجوم الذي شنه مسلحون من “حماس” على إسرائيل التي قالت إنه أدى لمقتل نحو 1200 شخص واقتياد نحو 240 رهينة إلى قطاع غزة.

وعقب هذا الهجوم، سوت إسرائيل مناطق كبيرة من قطاع غزة بالأرض في حملة لا تزال مستمرة قالت السلطات الصحية الفلسطينية إنها أودت بحياة ما يربو على 27 ألفاً حتى الآن وأجبرت معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على النزوح.

وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان إن الولايات المتحدة ستواصل محاولة إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة التي تواجه أزمة إنسانية حادة.

وأضاف لبرنامج “واجه الأمة” الذي تبثه شبكة (سي.بي.إس) التلفزيونية “هذا يعني الضغط على إسرائيل بشأن القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية التي ساعدنا في بدء دخولها إلى قطاع غزة وهناك حاجة إلى المزيد منها”.

بلينكن يعود إلى الشرق الأوسط

توجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد في جولة جديدة في الشرق الأوسط، حيث يسعى للدفع بمقترح هدنة في الحرب الإسرائيلية المدمرة في غزة مقابل إفراج حركة “حماس” عن رهائن.

وتأتي جولة بلينكن الخامسة إلى المنطقة منذ هجوم حماس على جنوب إسرائيل بعد أيام من تنفيذ الولايات المتحدة ضربات انتقامية ضد فصائل مرتبطة بإيران في العراق وسوريا، وهو أحدث تصعيد للنزاع الذي سعى الرئيس جو بايدن في البداية إلى تجنبه.

كما تأتي في وقت تظهر فيه إدارة بايدن تدريجاً المزيد من الإحباط تجاه إسرائيل، مع فرض عقوبات الخميس على مستوطنين متطرفين، رغم عدم دعم واشنطن الدعوات الدولية لإسرائيل لإنهاء حملتها العسكرية الدامية.

اقتراح الهدنة قيد المناقشة، والذي تمت صياغته خلال محادثات جرت قبل أسبوع في باريس بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومسؤولين من إسرائيل وقطر ومصر، يقضي بوقف القتال لمدة ستة أسابيع مبدئياً بينما تفرج “حماس” عن رهائن احتجزوا في هجومها وإطلاق إسرائيل سراح أسرى فلسطينيين، بحسب ما أفاد مصدر من “حماس”.

واحتشد المئات ليل السبت في تل أبيب للمطالبة بالإسراع في لإعادة الرهائن وإجراء انتخابات مبكرة، ونددوا بعجز حكومة نتنياهو اليمينية المتشددة في تأمين الإفراج عنهم.

الجيش الإسرائيلي دهم مجمعاً لـ”حماس”

وقال الجيش الإسرائيلي الأحد إن قواته دهمت منشأة تدريب تابعة لحركة “حماس” حيث حضّر عناصرها لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل.

وجاء في بيان الجيش أن المنشأة الواقعة في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة كانت تحتوي على نماذج لقواعد عسكرية إسرائيلية وآليات مدرعة وكذلك نقاط دخول إلى الكيبوتسات.

ودهم الجنود أيضاً مكتب محمد السنوار القيادي الكبير في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة “حماس”.

وهو أيضاً شقيق يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” في قطاع غزة والذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر.

وأضاف الجيش أنه خلال عملية دهم مجمع القادسية في خان يونس، واجهت القوات عدداً من المسلحين الذين قاموا باطلاق النار عليهم. وتابع أنه تم “تحييدهم” بنيران القناص وقصف الدبابات وغارات جوية.

بوريل يحذر من وقف تمويل الأونروا

من جانبه، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد أن وقف التمويل عن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) سيعرض حياة مئات الآلاف للخطر.

وجاءت التصريحات وسط مزاعم عن ضلوع بعض موظفي الوكالة في الهجمات التي شنتها “حماس” على إسرائيل.

وأوقفت عدة دول، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا، تمويلهاً موقتاً للأونروا التي فصلت عدداً من موظفيها المقدر عددهم بالآلاف بعد أن أجرت تحقيقاً معهم.

وقالت الأونروا يوم الخميس إنها ستضطر على الأرجح لوقف عملياتها في الشرق الأوسط، وليس فقط في غزة، بحلول نهاية فبراير (شباط) الجاري إذا ظل تمويلها معلقاً.

وقال بوريل في منشور على مدونة “وقف تمويل الأونروا سيكون (إجراء) غير مناسب وخطيراً”.