العالم يتحضّر لمواجهة جائحة قد تحلّ في المستقبل

1

جرعة من لقاح أوميكرون (أ ف ب)

تدخل المفاوضات الهادفة إلى تحضير العالم بشكل أفضل لمواجهة جائحة قد تحل في المستقبل مرحلتها الأخيرة، إلا ان  العقبات لا تزال كثيرة قبل التحقق من أن الأزمة الصحية الكبيرة المقبلة ستكافح بشكل مشترك. وينطلق الأسبوع الأخير من هذه المفاوضات الاثنين في جنيف مع محاولة الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية إعداد نص ملزم لتجنب تكرار كارثة “كوفيد-19”. وحددت هذه الدول مهلة حتى أيار (مايو) من السنة الراهنة لإقرار النص خلال الجمعية العالمية للصحة. لكن بعد سنتين على انتهاء جائحة “كوفيد-19” وفيما الصدمات التي خلفتها بدأت تتلاشى، لا تزال نقاط خلاف كبيرة قائمة. وبدأت الجولة التاسعة والأخيرة مبدئياً من هذه المفاوضات في 18 آذار (مارس) وتستمر حتى الخميس، إلا أن التوصل إلى اتفاق يتطلب تسوية كبيرة. ويبدي الدبلوماسيون عزمهم على التوصل إلى اتفاق لكن يبدو أن وجهات نظر الأطراف المختلفة لا تزال متباعدة. وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس ادهانوم غيبرييسيوس: “يجب على الجميع القيام بتنازلات وإلا لن يحصل أحد على أي شيء”. “حيوية للبشرية”وتريد الدول الأوروبية أن تستثمر المزيد من الأموال في الوقاية في حين تطالب الدول الإفريقية التي اهملت خلال جائحة “كوفيد” بالحصول على المؤهلات والتمويل فضلاً عن الوصول المناسب للاختبارات واللقاحات والعلاجات. أما الولايات المتحدة فتشدد على ضمان الشفافية والتشارك السريع للبيانات عند ظهور أي مرض غير معروف. ويرى خبراء أن الصين تأخرت كثيرا في كانون الأول (ديسمبر) 2019 في تشارك معلومات حول “كوفيد-19″، وتسارعت من بعدها التطورات وخرج الوضع عن السيطرة. وقال تيدروس مع بدء الجولة الأخيرة من المفاوضات: “نعرف جميعاً أن ثمة ميادين حيوية لم تتوصلوا بعد بشأنها لتوافق. انتم متفقون على ما تحاولون تحقيقه (..) لكن يبقى عليكم الاتفاق على الطريقة لتحقيق هذه الأهداف إذ أن الرهان “أساسي للبشرية”. “لا يمكنكم التهاون” ومن بين المواضيع الرئيسية التي لا تزال موضوع مناقشة الوصول إلى العناصر الممرضة الناشئة ووقاية أفضل ومراقبة أفضل للأوبئة وتمويل موثوق ونقل التكنولوجيا إلى اكثر الدول فقراً. ووجه رئيسا هيئة المفاوضات الحكومية ناقوس تحذير. فشدد الهولندي رولاند درايس في افتتاح الجولة الأخيرة على أن “الوقت حان للتوصل إلى تسويات” فيما كانت الجنوب إفريقية بريشوس ماتسوسو أكثر صراحة بقولها: “لا يمكنكم التهاون الآن”. وسيكون الفشل أو النجاح في مواجهة الجائحة المقبلة رهناً في جزء كبير منه بقدرة قطاع صناعة الأدوية على طرح اللقاحات والاختبارات والعلاجات الضرورية وخصوصا الطريقة التي ستوزع فيها. وحذر المدير العام للاتحاد الدولي لجميات وصانعي المنتجات الصيدلانية توماس كويني من أي محاولة لتمرير الاتفاق بالإكراه. وأوضح لوكالة “فرانس برس”: “هذا الامر لن ينجح إلا إذا كان طوعياً ومستنداً إلى شروط متفق عليها بين الجميع”. وشدد على أن نقل التنكولوجيا بلغ مستوى غير مسبوق خلال “كوفيد” والنص المطروح للتفاوض الان لا يذهب بالاتجاه الصحيح موضحاً: “أخشى أن يخلف ذلك عوائق كبيرة” المرة المقبلة. “أدنى قاسم مشترك”
تعرب المنظمات غير الحكومية التي تعنى بالمساواة الصحية عن قلق كبير حيال وجهة النص المطروح. وقال كبير الباحثين في منظمة “ثيرد وورلد نتوورك” ك.م. غوباكومار إنه في مقابل التعهدات الملزمة حول تشارك العناصر الممرضة، على الدول النامية أن تستفيد من ثمار هذا التشارك، أي اللقاحات والتشخيص. لكنه رأى ان كل ما يطال المساواة “استبعد بشكل منهجي”. ورأت رايتشل كوركي من مبادرة “أدوية في مقابل الأمراض المهملة” أن إبرام اتفاق بشكل متسرع “قد يتركنا مع أدنى قاسم مشترك” ممكن. وقال المسؤول عن حالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل راين: “هذه ليست وثيقة قديمة سيغطيها الغبار على أحد الرفوف”…إذ أن الجائحة المقبلة ستأتي لا محال.

التعليقات معطلة.